خبر صيادو خان يونس يهجرون مهنة الصيد ويعيشون على « الكوبونات »

الساعة 07:24 ص|10 يوليو 2009

فلسطين اليوم-الأيام المحلية

اضطر العشرات من صيادي محافظة خان يونس إلى ترك مهنة الصيد التي يعتاشون منها واللجوء إلى الكوبونات والمساعدات إن توفرت لتأمين قوت يومهم.

ويواجه الصيادون في المحافظة ظروفاً اقتصادية وحياتية صعبة جداً بسبب الإجراءات الإسرائيلية داخل البحر وتصاعد الحصار.

ويوجد أكثر من 800 صياد مسجلين في نقابة الصيادين بالمحافظة متعطلين عن العمل ويعيشون ظروفاً حياتية قاسية للغاية بعد أن حرموا من مهنة الصيد التي يعتاشون منها.

وقال الصياد أبو علي العامودي (57 عاما)، إن الاحتلال حول حياة الصيادين إلى جحيم ومعاناة دائمة بفعل إجراءاته التعسفية داخل البحر، مشيرا إلى أن شريحة الصيادين من أكثر الشرائح تضررا جراء الاعتداءات الإسرائيلية واستمرار الحصار.

وزاد "معظم الصيادين لا يمارسون مهنة الصيد وأصبحوا عاطلين عن العمل وفقدوا مصدر رزقهم الوحيد، ويبحثون الآن عن البطالات والمساعدات".

ونوه العامودي إلى أن الاحتلال يعمل على زيادة معاناة الصيادين وضرب قطاع الصيد في المحافظة من خلال حرمان الصيادين من ممارسة عملهم وقصف مراكبهم بالقذائف المدفعية والأسلحة الرشاشة الثقيلة.

وأوضح، أن غالبية الصيادين غير قادرين على توفير لقمة العيش لذويهم وأطفالهم الصغار ولا يستطيعون تلبية الاحتياجات الأساسية لأسرهم، مطالبا العالم أجمع بالتدخل الفوري لوقف معاناة الصيادين وتحسين ظروفهم المعيشية وتمكينهم من الصيد ليعيشوا حياة كريمة كباقي شعوب العالم.

وقال الصياد، محمود تنيرة (52 عاما)، إنه اضطر للجلوس في بيته منذ أسابيع بعد وقفه عن العمل ومجموعة من الصيادين نتيجة الممارسات الإسرائيلية بحقهم داخل البحر ومنعهم من الصيد بحرية ويسر، لافتاً إلى أن المئات من الصيادين بالمحافظة أصبحوا يقضون أوقاتهم إما داخل منازلهم أو أمام شاطئ البحر بعد أن فقدوا العمل بمهنة الصيد.

وأضاف: "نفكر بترك مهنة الصيد، رغم أننا نحبها، للبحث عن طعام وشراب وملبس يلبي احتياجات أفراد أسرتنا".

وذكر تنيرة "أصبحنا الآن نبحث عن المساعدات والبطالات والطرود الغذائية كغيرنا من العمال العاطلين عن العمل، وبالكاد نستطيع أن نوفرها في ظل تزايد أعداد العمال العاطلين وتصاعد الحصار وإغلاق المعابر".

واعتبر أن تنكيل إسرائيل بصيادي خان يونس يحرمهم لقمة العيش، مشيراً إلى أن شاطئ البحر يشهد حصاراً بحرياً كاملاً يمنع بموجبه الصيادون من النزول للبحر والدخول لمسافات كبيرة تمكنهم من الصيد الجيد والوفير.

وقال فؤاد العامودي نقيب الصيادين في خان يونس لـ "الأيام": " إن معظم الصيادين في المحافظة أصبحوا يعيشون على الكوبونات بعد أن توقف عملهم داخل البحر جراء الاعتداءات الإسرائيلية اليومية بحقهم، مؤكدا أن وضع الصيادين بالمحافظة صفر ومأساوي لدرجة كبيرة جداً".

وأشار إلى أن قوات الاحتلال تسمح بالصيد لمسافة 2 ميل وهي لا تصلح على الإطلاق للصيد خاصة وأن الصيد الجيد يحتاج لمسافة 20 ميلا داخل البحر، إلى جانب ملاحقة الطرادات والزوارق الحربية الإسرائيلية لمراكب الصيادين التي تحاول ممارسة عملها داخل نطاق المساحة المقررة للصيد من قبل سلطات الاحتلال.

وأوضح أن وضع الصيادين لم يتغير في خان يونس رغم الانسحاب الإسرائيلي بل زادت الأمور سوءاً وتدهوراً، منوهاً إلى أن الصيادين يعيشون أصعب أيام حياتهم على الإطلاق بعد أن فقدوا مصدر رزقهم الوحيد.

وحذر العامودي من ظاهرة هجر الصيادين لمهنة الصيد في المحافظة وتحولهم إلى عمال بطالة ليتمكنوا من العيش والإنفاق على أسرهم وأطفالهم، منوهاً إلى هجر العشرات من الصيادين في المحافظة مهنة الصيد خلال الفترة الماضية وأن العدد في ازدياد.

وذكر أن النقابة تعمل كل ما باستطاعتها من أجل مساعدة الصيادين والتخفيف من معاناتهم اليومية، مناشداً المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لإجبارها على وقف الانتهاكات بحق الصيادين والسماح لهم بالدخول في المناطق المسموح بها من أجل ممارسة الصيد دون خوف أو عوائق.