تمكن نموذج "ديب سيك-آر1" الذي أطلقته شركة صينية ناشئة في 20 يناير 2025 من تحقيق نجاح سريع ومفاجئ، ليصبح التطبيق الأكثر تحميلًا على متجر آبل في الصين والعالم، متفوقًا بذلك على كبار تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأمريكية مثل ChatGPT وGemini.
هذا التقدم السريع شكل مفاجأة لشركات التكنولوجيا الكبرى في وادي السيليكون، خاصة أن الشركة وراء هذا النموذج، "ديب سيك"، تأسست فقط قبل عامين.
وفقًا لتقرير لموقع "بانديلي" الإخباري المتخصص في التكنولوجيا الصينية، يعد "ديب سيك" أول تطبيق صيني يصل إلى قمة التصنيف في متاجر تطبيقات آيفون الأمريكية والصينية. وقد نجح هذا التطبيق في إزاحة منافسيه الأمريكيين ليصبح الأول بلا منازع في هذا المجال، وذلك بفضل استراتيجيات مبتكرة في جذب المهندسين المحليين وتقديم رواتب مغرية لهم.
"ديب سيك" تقدم نموذجًا لغويًا أقل تكلفة بكثير مقارنة بنماذج الذكاء الاصطناعي الغربية، حيث يبلغ تكلفة تدريب نموذج "آر1" 5.6 مليون دولار فقط، بينما تصل تكلفة تدريب النماذج الأمريكية إلى مئات مليارات الدولارات. هذا الفرق الكبير في التكاليف دفع سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه.آي، إلى الإشادة بتقدم "ديب سيك"، مؤكدًا أن القدرة الحاسوبية هي العنصر الرئيسي وراء نجاحها.
إضافة إلى التكلفة المنخفضة، يتميز نموذج "ديب سيك-آر1" بكونه مفتوح المصدر، ما يمنحه ميزة تنافسية هائلة مقارنة مع النماذج المملوكة لشركات مثل غوغل وأوبن إيه.آي، والتي تحرص على حماية شفراتها المصدرية. هذا النموذج المفتوح المصدر يتيح للمطورين تعديل الشيفرة واستخدامها بحرية، ما يعزز من جاذبية "ديب سيك" لدى المستخدمين.
على صعيد آخر، حققت "ديب سيك" تأثيرًا ملموسًا على سوق الأسهم العالمية، حيث شهدت أسهم شركات كبرى مثل مايكروسوفت وغوغل انخفاضًا ملحوظًا بعد إطلاق التطبيق. يشير المحللون إلى أن نجاح "ديب سيك" قد يؤدي إلى "تصحيح" في سوق الأسهم للعديد من شركات الذكاء الاصطناعي في أمريكا الشمالية، وقد يغير ملامح السوق بشكل جذري.
ومع ذلك، يواجه التطبيق بعض التحديات، خصوصًا فيما يتعلق بالرقابة في الصين، حيث يتجنب "ديب سيك-آر1" الإجابة على أسئلة حساسة تتعلق بالتاريخ الصيني الحديث أو القضايا السياسية الكبرى، وهو ما يثير تساؤلات حول إمكانية استخدامه في أسواق خارج الصين.
إن ظهور "ديب سيك-آر1" يعد علامة فارقة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، ويظهر كيف أن الشركات الناشئة قد تغير ميزان القوى في هذا القطاع بشكل غير متوقع.