عودة الأهالي إلى غزة وشمالها.. لا حياة في المنطقة

الساعة 09:55 ص|28 يناير 2025

فلسطين اليوم

تتدفق حشود النازحين الفلسطينيين نحو مناطق شمال قطاع غزة، بعد قرابة 15 شهراً من النزوح القسري الذي فرضته حرب الإبادة الإسرائيلية التي تواصلت لأكثر من 470 يوماً، استخدم فيها الاحتلال كل أشكال التجويع والضغط الاجتماعي والاقتصادي.

ومع عمليات التدفق التي بدأت، أمس الاثنين، نحو مناطق الشمال، فإن الاحتياجات الأساسية للسكان ما تزال غير مكتملة، بالرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الوصول إليه بوساطة قطرية ومصرية وأميركية أسبوعه الثاني على التوالي.

وخلال حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، دمر الاحتلال الإسرائيلي البنية التحتية ومراكز التسوق والمحال التجارية وركز على استهداف الأسواق بشكل مكثف في إطار الضغط الذي استخدمه على قرابة 2.4 مليون نسمة.

أسواق مدمرة

ولم تسلم غالبية الأسواق في القطاع من عمليات التدمير والقصف، بالذات في مناطق شمالي القطاع ومدينة غزة وجنوبه، حيث استهدف الاحتلال أسواقاً مركزية مثل "سوق فراس" و"سوق الساحة" وسط مدينة غزة، بالإضافة لأسواق مخيم جباليا وبيت لاهيا، علاوة عن الدمار الذي طاول أسواق مدينة رفح وخانيونس.

وتسبب هذا الدمار في تكبيد القطاع الاقتصادي والتجاري خسائر مالية فادحة، انعكست سلباً على أصحاب المحال التجارية من ناحية الخسائر المالية، أو السكان في عملية التسوق خلال فترة الحرب التي شهدت شحاً غير مسبوق في البضائع.

بدائل حكومية في غزة

واضطر السكان والباعة لاستحداث نقاط عشوائية للتسوق بشكل بدائي لتعويض المحال والأسواق الشعبية التي طاولها الدمار والقصف، غير أن عودة النازحين ستدفع للحاجة لتوفير بدائل خلال الفترة المقبلة من قبل الجهات الحكومية والمجالس البلدية.

وحسب تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن التقديرات الأولية تفيد بعودة نحو 700 ألف نازح نحو مناطق سكنهم أو أحيائهم المدمرة بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية، وسط شح كبير في الخدمات.

وإلى جانب الأسواق، فإن الاحتلال دمر عشرات الآبار المخصصة لنقل مياه الشرب أو الاستهلاك اليومي، ما يفاقم الحاجة السريعة لإدخال خطوط نقل مياه وبدأ عملية معالجة للخطوط المدمرة وتوفير كميات كبيرة من الوقود لتشغيل آبار المياه الصالحة للاستخدام خلال الفترة المقبلة.

وبالتوازي مع ذلك، فإن الآلاف من العائلات حتى الآن لا يوجد لها بدائل عن بيوتها المدمرة، إذ لم يتم البدء الفعلي في إنشاء المخيمات أو توزيع البيوت المتنقلة للإقامة المؤقتة حتى انطلاق عملية إعادة الإعمار.

وحسب مصادر، فإنه في الأشهر القليلة المقبلة من المرجح أن يعقد مؤتمر لإعادة الإعمار في القاهرة، من أجل حشد الدعم الدولي وبمشاركة مختلف الأطراف لتنفيذ عملية إعادة إعمار غزة.

5 آلاف موظف يستقبلون النازحين

ويقول المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة إن أكثر من خمسة آلاف موظف حكومي يعملون على استقبال النازحين الفلسطينيين وتوفير خدمات بسيطة لهم، مع انطلاق عملية عودة النازحين وخاصة في الشمال.

 ويضيف الثوابتة: أن القطاع الخدماتي تعرض لتدمير وتخريب كبير، إذ دمّر الاحتلال شبكات الصرف الصحي والمياه فيما تقدر الخسائر الأولية لهذا القطاع بنحو 3.14 مليار دولار.

ويوضح مدير المكتب الإعلامي الحكومي أن القطاع شهد دماراً وتضرراً بأكثر من 80% على الصعيد الإسكاني، وهو ما يتطلب سرعة كبيرة في إدخال الخيام والبيوت المتنقلة خلال الفترة المقبلة مع عودة النازحين.

ويطالب الثوابتة الوسطاء بالضغط على الاحتلال لسرعة إدخال هذه المساعدات الأساسية لتقديم الخدمات للسكان بالذات مع تدمير الاحتلال لأكثر من 150 ألف وحدة سكنية بشكل كامل و80 ألف وحدة دمرت بشكل غير صالح للسكن و200 ألف وحدة مدمرة جزئياً.

 ويشدد على أن الجهات الحكومية والمجالس البلدية عملت منذ اللحظة الأولى لوقف الحرب على الانتشار ووضع الخطط اللازمة لتقديم الخدمات الأساسية والاحتياجات بدءاً من فتح الطرق وانتشار الأجهزة الأمنية والاستعداد لتوفير المساعدات في إطار ما هو متوفر.

توزيع المساعدات الغذائية

وخلال الأيام الأخيرة، أطلقت الجهات الحكومية في غزة موقعاً مخصصاً للنازحين الفلسطينيين والمدمرة بيوتهم من أجل التحضير لعملية توزيع المساعدات الغذائية بالإضافة لعملية توزيع الخيام والبيوت المتنقلة المتوقع وصولها للقطاع. على نحو موازٍ، تنتظر المؤسسات الدولية والأممية استكمال تدفق المساعدات بمختلف أنواعها لانطلاق عملية الإغاثة التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من اتفاق وقف إطلاق النار وعملية التبادل بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال.

وحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فإن بيانات الأمم المتحدة تشير إلى أن ما يصل إلى 90 في المائة من جميع الوحدات السكنية في غزة، قد دمرت أو تضررت بفعل الحرب الإسرائيلية على غزة.

ووفقاً لهذه البيانات فإن 60% من الغذاء الذي دخل غزة منذ بدء وقف إطلاق النار جرى توفيره عبر الأونروا التي تعتبر أكبر وكالة أممية تعمل في منطقة الشرق الأوسط، وتقدم الخدمة لمئات الآلاف من الفلسطينيين.

المصدر: "العربي الجديد".

 

كلمات دلالية