مع انتهاء الحرب التي دامت أكثر من 15 شهراً بين قطاع غزة و"إسرائيل"، تبدأ مرحلة جديدة من التحديات، إذ يسعى آلاف الفلسطينيين للعودة إلى منازلهم التي تعرضت لأضرار جسيمة أو احترقت بفعل القصف "الإسرائيلي" على مدار سنة ونصف، وسط تحذيرات من مخاطر قد تهدد حياتهم.
المنازل المحترقة من ضمن التهديدات سيواجهها المواطنين عند عودتهم إلى منازلهم، قد تشكل خطرًا محدقًا بحياتهم حال عدم اتخاذ الإجراءات السليمة قبيل الدخول إليها والمبيت داخلها.
خطر كبير
المهندس المدني محمود عبيد، يقولك إن الحرائق التي اجتاحت العديد من منازل غزة قد أثرت بشكل كبير على الخرسانة المسلحة، وهي العنصر الإنشائي الأساسي في معظم المباني.
ويضيف عبيد وفق مقطع مصور تابعته "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الخرسانة قد تبدو سليمة ظاهرياً لكنها تفقد مقاومتها تدريجياً عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة، مما يجعل السكن في هذه المباني محفوفاً بالمخاطر.
سلامة المبنى
ووفق المهندس فإن الخرسانة عند درجات حرارة (200) مئوية تبدأ بفقدان جزء من مقاومتها، وعند (500) درجة مئوية تتفكك مكوناتها الأساسية تمامًا، مشيرًا إلى أن التصدعات الداخلية تصبح كارثية على سلامة المبنى".
يتابع عبيد: "أثناء الحرائق، تبدأ الخرسانة بالتشقق نتيجة التمدد الحراري، وهو ما يتسبب في ضعف هيكل المبنى الداخلي بشكل غير مرئي، مبينًا أن الأضرار تتراوح بين تغير اللون السطحي إلى انهيارات داخلية خطيرة:
ويلفت أن الحديد المستخدم في الخرسانة المسلحة يتعرض بدوره لانخفاض في مقاومته عند درجات حرارة عالية، مما يؤدي إلى انبعاج العناصر الإنشائية وضعف الهيكل بالكامل.
فحص وبدائل
وينصح عبيد بتوخي الحذر وعدم العودة إلى منازلهم المتضررة قبل إجراء تقييم شامل، بفحص المباني هندسياً لمعرفة مدى تضرر الخرسانة والتأكد من سلامة الأعمدة والجدران.
ودعا المواطنين لتجنب السكن السريع في المنازل التي تعرضت لحرائق طويلة أو متعددة.
ودعا المهندس محمود عبيد لاستخدام بدائل مؤقتة، مثل الخيام أو المساكن المؤقتة لحين انتهاء عمليات الفحص والترميم.
ماذا يحدث للخرسانة عند تعرضها للحرب
ويقول خبراء الهندسة، إنه خلال الحريق تبدأ الخرسانة في التشقق حيث يحدث تمدد في الخرسانة والتي تعتمد على نوع وكمية الرمل المستخدم في الخلطة الخرسانية، إلى جانب نوع الحصى ونسبة الاسمنت والماء في الخلطة الخرسانية.
وحسب الخبراء، يوجد عامل آخر قد يساعد على ظهور حالة التمدد في الخرسانة معتمدة على عامل عمر الخرسانة بعد انتهاء الحريق، مشيرين إلى أن تساقط الخرسانة السطحية يحدث في نصف الساعة الأولى من الحريق، ويُسبب انشطارات للطبقات السطحية الرفيعة من الخرسانة، لاسيما عندما تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة، فيسبب انشطار طبقة واحدة تلو الأخرى للسطح.
وحسب دراسات حديثة باستخدام صور الأقمار الصناعية، تشير إلى أن نحو 60% من مباني قطاع غزة تعرضت لأضرار متفاوتة خلال الحرب، فيما بلغ حجم الحطام الناتج عن القصف نحو 51 مليون طن، ما يعادل 17 ضعف الحطام الناتج عن الحروب السابقة.