بالفيديو والصور هكذا سلب صاروخ "إسرائيلي" نصف جسد الطفل "جهاد" وطفولته

الساعة 02:54 م|21 يناير 2025

فلسطين اليوم

شرعت "مي" بالصراخ، أخذت تهذي لا إرادياً، تدور حول نفسها، تتساءل بصوت عالِ، أين طفليّ الاثنين؟ ماذا أصابهما؟ هل استشهدا؟ جاء بمخيلتها أنهما تبخرا، ثم التفتت إلى كومة الركام التي خلّفها الصاروخ "الإسرائيلي"، سارعت في البحث عنهما، لم تجدهما، حفرت الأرض بأصابعها في تلك المنطقة، لعلها تعثر عليهما، وبعد محاولات حثيثة، وجدتهما مدفونان بالرمال، أخرجتهما، لكن بجسد ونصف!

في ليلة من أيام سبتمبر الماضي، أطلقت طائرة حربية إسرائيلية، صاروخاً مدمراً، تجاه خيمة للنازحين في مواصي خانيونس، تعرض خلال الطفل "جهاد" (3 سنوات) لبتر قدميه الاثنتين، كما فقد 3 من أصابع إحدى يديه، كما أصيب والده بجروح خطيرة، واستشهد عدد من أقربائه، إذ بات يعيش من تلك اللحظة مع أسرته ظروفاً صعبة للغاية داخل الخيام.

بترت أطرافه

في تلك الليلة فزعت "مي" من نومها على صراخ زوجها من شدة الألم عقب إصابته بشظايا صاروخ إسرائيلي، توجهت صوبه، تحاول إسعافه إلى أن هرع جيرانه لمساعدتها، لكنها في الوقت ذاته، فقدت طفليها جهاد "3 سنوات" وأحمد "عام"، ظلّت تبحث عنهما بخوف ودموع وسط الركام في محيط خيمتها التي اختفت من هول الانفجار، إلى أن وجدتهما، الأول مصاب بجراح خطرة وفقد أجزاءً من جسده، والآخر سليم مُعافى لم يتلون بالأحمر.

سمعت "أم جهاد" دوي سيارات الإسعاف، استكان فؤادها، نُظمت ضربات قلبها، أتى من ينقذ زوجها وطفلها، نُقلا إلى "سيارة الإسعاف"، لكنها لم تدري بعد أن "فلذة كبدها" فقد نصف جسده"، وصلت رفقتهما إلى المشفى، ظلت ساعات تنتظر خبراً من الأطباء، بأنهم تمكنوا من إنقاذهما، لكنّ أحدهم أسقط عليها خبراً كالصاعقة، بأن جهاد فقد "قدميه" و3 من أصابع "يده".

شاهدته بتلك الحالة التي لم تتخيلها في حياتها، يفترش سرير المرضى في غرفة العناية المكثفة، لم تتمالك نفسها، انهمرت الدموع من عينيها، تساءلت في حيرة وحزن: كيف لي أن أرى طفلي مقطعاً؟ كيف سيكون شعوره عندما يستيقظ، ماذا سينتظره؟ هل سيُكمل حياته؟  لكنها لم تجد إجابة عن كل تساؤلاتها.

خرج جهاد من المستشفى، وصل خيمته الجديدة، لكن حياته لم تعد كما كانت، بل بدأت تسوء، حتى بات مع مرور الأيام لا يتقبل اللعب من أقرانه من الأطفال، يهرب منهم، يقضي ساعاته وحيداً، تراقبه والدته عن كثب، الحزن يعتصر قلبها، إلى أن باتت تخشى عليه من الإصابة بالتوحد، بعد أن بقيت شاشة الهاتف صديقه الوحيد.

يمر الوقت، تزداد حالته النفسية والجسدية سوء، يصرخ في الليل من شدة الألم يواصل البكاء لساعات طويلة يوقظ جيرانه، حتى إن إصابته تفاقمت، وظهرت أعراض خطيرة؛ كونه يعيش في بيئة تفتقر إلى أدنى مقاومات الرعاية الصحية، ما دفع والدته لنقله إلى المستشفى مراراً.

عندما يشاهد أطفالاً بعمره يمرحون قربه، يسأل والدته، أن تشتري له قدماً ليستطيع أن يلعب مرة أخرى مع أقرانه أو مثلهم على الأقل، حتى إنه يطلب أن يرتدي حذاءً، لكنها تحاول أن تُلهيه برد آخر، كونها لا تعرف ماذا تجيبه.

أطراف صناعية

تعرب والدة "جهاد"، عن أملها أن يتم إجلاؤه بأسرع وقت ممكن للعلاج في الخارج، وأن تركب له أطرافاً صناعية مناسبة، حتى يتمكن من السير على قدمه الصناعية التي لن تعيده إلى ما كان عليه سابقًا، لكنها على الأقل من الممكن أن تحسن حالته النفسية الصعبة التي يعيشها في الفترة الحالية.

الطفل جهاد ليس الوحيد الذي فقد أطرافاً من جسده، بل إن هناك عشرات الآلاف بترت أيديهم وأقدامهم، جراء حرب الإبادة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لمدة 470 يوماً.

وخلف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال خمسة عشر شهراً متصلة نحو 46 ألف شهيد فلسطيني، ونحو 12 ألف مفقود، جلّهم من النساء والأطفال، فضلاً عن تدمير مئات آلاف المنازل والمحال التجارية، وحرق وتدمير عشرات المستشفيات والعيادات الطبية، وتدميراً واسعاً في البنية التحتية.

IMG_0034.JPG
IMG_0006.JPG
IMG_0007.JPG
IMG_0003.JPG
IMG_0001.JPG
 

كلمات دلالية