كيف يُهزمُ شعبٌ دفع حصيلة حرب إبادة من الاحتلال الإسرائيلي ومختلف داعميه في الكون وبلغت أكثر من 46 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح بحسب الأرقام المعلنة من الجهات الطبية بغزة؟
وكيف يهزم شعب قدم بيوته في سبيل المقاومة ولنصرتها وبات أشهراً بلياليها في الخيام وفي العراء، وعينه ترنو يوماً بعد يوم للعودة إلى بيته حتى لو كان على أنقاضه؟
هذه الحرب الوجودية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لمدة 470 يوماً متواصلة، وفي كل يوم كان يقدم الدماء وكأنها قرباناً إلى الله، شيء عظيم وعظيم جداً لقد ربح الشهداء حياة الخلود.
فحجم التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني إلى جانب مقاومته الباسلة التي واصلت التصدي للعدوان الإسرائيلي حتى آخر يوم لابد أن يُثمر نصراً، وقد جاء هذا الإنجاز بفعل محافظة المقاومة على شروطها لآخر لحظة في المفاوضات وأهمها عودة النازحين لبيوتهم ووقف إطلاق النار بشكل تام.
لقد رأى أهل غزة في هذه الحرب كل الأهوال وكل الصعاب وجاء وقت الفرح ليفرح الناس بيوم النصر بمعية رجال المقاومة الذين ثبتوا في قطاع غزة وخاصة مخيم جباليا الصمود الذي أذل جيش الاحتلال وأسقط نحو 60 ضابطاً وجندياً "إسرائيلياً" في معركة "وجودية" دامت لأكثر من 3 أشهر متواصلة.
صحيح أن جراح الشعب الفلسطيني لم تندمل بعد وهناك الكثير من الشهداء لا زالوا في الطرقات وتحت الأنقاض سيبحث أهلهم عنهم لدفنهم وإكرامهم؛ ولكن هؤلاء هو من دفعوا ثمن هذه الحرية والنصر وأفشلوا مخططات العدو الإسرائيلي بالاستيطان وتقسيم قطاع غزة وما يسمى "بإدارة مدنية" بغزة و"اليوم التالي بعد الحرب".
والأهم الآن هو إغاثة الناس وتقديم كل سبل العون لهم فقد قدموا وضحوا كثيراً وصبروا إلى جانب المقاومة الفلسطينية فكم كانوا السند والظهر والعزوة فحُق لهم الفرح بهذا النصر.