ألم على مدار الساعة..

بين إغلاق المعابر و"ستيفن جونسون".. جسد معتصم يحترق..!

الساعة 08:41 ص|09 يناير 2025

فلسطين اليوم

عندما تنظر في وجه معتصم بالله، ترى الألم أكبر من عمره، بداخله قلب مثقل بمعاناة لا يحتملها الكبار، فهذا الطفل الذي لم يتجاوز الـ13 ربيعًا، يجد نفسه محاصرًا بين مرض جلدي نادر يسمى متلازمة "ستيفن جونسون" وبين معبر مغلق تفرضه حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة. 

فمنذ 65 يومًا، يعيش الطفل معتصم على أمل قد ينقذ حياته من المرض النادر، فيما يتدهور جسده الهش يومًا بعد يوم. والدته، التي لا تفارق دعواتها وأملها الضعيف، تناشد العالم لإنقاذ صغيرها الذي يقاوم آلامه بصمت، في انتظار معجزة قد تفتح له نافذة تنقذ حياة طفلها.

رحلة الألم

أنين المعتصم بالله، بالكاد يسمعها مراسلنا من شدة الألم الذي يصارع جسده الهزيل، تقول والدته لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "قبل 65 يومًا، بدأت رحلة معتصم مع هذا المرض المناعي النادر الذي أصاب جسده الضعيف بآلام على مدار الساعة لا تُحتمل، فوالدته، التي لا تغادر سريره، تتحدث والأم يعتصر قلبها: "كل يوم يمر يزيد من عذابه، فالجلد يتشقق، الصديد يملأ الجسد، والنزيف لا يتوقف. طفلي بالكاد يستطيع الحركة، وحتى الأكل أصبح عذابًا إضافيًا له".

IMG-20250109-WA0008

 

بعد عشرة أيام من العلاج في مستشفى شهداء الأقصى، لم يجد الأطباء هناك سبيلًا لإنقاذ معتصم، فتم تحويله إلى مستشفى ناصر، حيث دخل قسم العناية المكثفة، ولم تتحسن حالته رغم المحاولات المتكررة لعلاجه، بسبب عدم توفر الأدوية اللازمة وانعدام الإمكانيات الطبية الناتجة عن الحصار وإغلاق المعابر.

وتضيف والدته: "لو كانت الأدوية متوفرة والمعابر مفتوحة، لكان هناك أمل بتحسن حالته. لكن الحرب تقتل الأمل كما تقتل الأجساد."

IMG-20250109-WA0012

 

محاولات العلاج والتأثير النفسي

لا تقتصر معاناة معتصم على الألم الجسدي؛ فبعد استشهاد والده في 7 يوليو، دخل في صدمة نفسية حادة زادت من تعقيد حالته الصحية. الأطباء يؤكدون أن التأثير النفسي يلعب دورًا كبيرًا في تفاقم مرضه، حيث أصبحت حالته النفسية عائقًا أمام أي تقدم طبي. والدته تقول: "فقدانه لوالده تركه في حالة كبت نفسي شديد"

من خلال صوتها الذي يختنق من شدة قهرها على طفلها ، تناشد الأم منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود التدخل العاجل لإنقاذ ابنها: "نحتاج إلى تحويل معتصم للعلاج في الخارج. هنا لا أدوية، لا أمل، ولا حياة. أرجوكم أنقذوا طفلي قبل فوات الأوان."

IMG-20250109-WA0010

 

ويواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" العدوان الدموي على قطاع غزة، الذي أدى لاستشهاد 45,936 مواطنا، معظمهم من النساء والأطفال، وجرح نحو 109,274 آخرين، تزامنًا مع فرض حصار خانق وإغلاق للمعابر، وسط دمار كبير في البنية التحتية والتجارية والسكنية، ناهيك عن انتشار المجاعة، ومنع تدفق الأدوية والمساعدات إلى القطاع.

IMG-20250109-WA0010

 

IMG-20250109-WA0013


 

كلمات دلالية