نازح من غزة يروي قصة نجاته العجيبة من الموت!

الساعة 01:49 م|06 يناير 2025

فلسطين اليوم

"أخذت دلو لتعبئته بمياه المطر فوق سطح المنزل ولحقني إبني عبيدة، فطلبت منه النزول في ظل البرد والمطر والحرب، فلم يستجب لي وكأن القدر أراد أن يبقي له عمراً وبعدها حدث القصف وهذا ما أذكره". هكذا بدأ النازح محمود الذي يقيم في مدرسة الرياض بمخيم النصيرات ويبلغ من العمر 37 عاماً من حي الدرج بمدينة غزة.

المواطن محمود طاهر الحسنات قال في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "بعد قصف بيتنا في مدينة غزة في نوفمبر 2023 واستشهاد 24 شخصاً من أهلي نزحنا لمنطقة جنوب قطاع غزة ومن ثم نزحنا للمنطقة الوسطى في رحلة عذاب ومعاناة".

قصف المنزل

وأضاف في حديثه عن قصة إصابته: "أذكر بعض ملامح ما حصل معي، فقد كنت جالساً مع أهلي قبل قصف الاحتلال منزلنا بنحو ساعة، وكنا نتابع الأخبار وما يحدث من مستجدات، وبعدها صعدت لشقتي فطلبت مني زوجتي وتُدعى فاطمة أبو حصيرة أن أضع دلو أعلى سطح المنزل ليمتلئ بماء المطر في ظل شح المياه كي نستخدمه للاستخدام المنزلي".

وتابع الحسنات: "صعد ابني عبيدة معي للسطح فطلبت منه النزول، فلم يستجب لي وكأن القدر أراد أن يبقي له عمر وبعدها حدث القصف وهذا ما أذكره، موضحاً أنه "بعد ثلاثة أيام من إصابتي أفقت من غيبوبة فوجدت نفسي بمستشفى الإندونيسي بشمال القطاع".

وأشار إلى أنه خلال دخوله الغيبوبة حدث معه حدث غريب أخبره عنه لاحقاً صديقه "وتمثل في أنه في لحظات إصابته الأولى كان يحرك جسده وأطرافه ولا يتكلم إلا أنه كان يردد "اللهم لا تأخذنا من هذه الدنيا إلا وأنت راضٍ عنا".

رحلة علاج

وعن رحلة علاجه تحدث الحسنات: "تم نقلي لمستشفى الإندونيسي في شمال القطاع؛ لأن الاحتلال كان قد اقتحم مستشفى الشفاء بغزة، وتزامن ذلك أيضاً مع قصف المستشفى المعمداني وسقوط 500 شهيد".

وقال: "بعد ذلك أُبلغنا من الأطباء بأن الاحتلال سيقتحم المستشفى الإندونيسي، وسنقوم بنقلكم للمستشفى الأوروبي بخانيونس، فكنت غير واعٍ تماماً؛ لتأثير "البنج" بجسمي".

حاجز الموت

وأضاف الحسنات: "عندما وصلنا حاجز "نتساريم" أوقفنا جيش الاحتلال رغم أننا مصابين، وطلب تفتيشنا ونزولنا من الإسعافات، فجمعوا الهويات الشخصية، وقاموا بالنداء عليّ من لون لباسي وطلب مني الجلوس في جهة أخرى مع حوالي 12 شخص من الموقوفين للتحقيق".

وتابع: "لم يكن معي هوية شخصية وأخبرت الجنود على الحاجز أني فقدتها في قصف البيت، وطلب مني أحد الجنود بالتوجه نحوه، موضحاً أن كل من يدخل للتحقيق لا يخرج، و"سمعنا أصوات إطلاق نار في المكان ولكن لا ندري هي هو إعدام الاحتلال للمواطنين الموقوفين أم إطلاق نار للترهيب وأخذ اعترافات".

3

إذلال وترهيب

كما قال: "مع هذا الإذلال والترهيب بدأت أفقد الوعي وسقطت على الأرض فقام شاب خلفي بحملي وأمر أحد الجنود بحملي وأن أجلس جانباً، وأصبح يحقق معنا ميدانيا ويقول "من دخل منكم المستوطنات؟ ومن دخل في 7 أكتوبر؟ ومن أخذ جوالات؟ وهكذا من جانب التعذيب النفسي".

وأضاف الحسنات: "بعد ترهيب طويل على "نتساريم"، أمرنا أحد الجنود بالصعود للإسعاف والسماح لنا بالتوجه للمستشفى الأوروبي".

وتمنى المصاب "أن يتم إيقاف الحرب في قطاع غزة، لفقد زوجتي وبنتي وإخوتي، وبقي فقد أنا ووالدتي وأبني وأخواتي الثلاث؛ معبرا ًعن اشتياقه لأمه وأخواته لبقائهم بمدينة غزة".

جدير ذكره أنه يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة براً وبحراً وجواً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر حتى اليوم عن استشهاد 45,854 مواطنين، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 109,064 آخرين. ولا تزال هذه الأرقام مرشحة للارتفاع بسبب وجود آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب شدة القصف واستمرار العدوان.

5
4
1
 

كلمات دلالية