عام من المفاوضات: هل تكسر الجولة الحالية دائرة الإحباط في صفقة التبادل؟

الساعة 12:09 م|06 يناير 2025

فلسطين اليوم

مع اقتراب فرصة التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين "إسرائيل" وحماس، تَزايد التفاؤل "الإسرائيلي" حول نجاح جولة المفاوضات الحالية، إذ قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الاثنين، إن هناك تفاؤل في "إسرائيل" بالتوصل إلى صفقة تبادل أسرى جزئية خلال أيام.

ويأتي ذلك في أعقاب إبداء حركة حماس مرونة بخصوص الجدول الزمني لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وتسليمها قائمة بالأسرى، والتي لم تحدد من هم أحياء أو أموات، وتعتبر نقطة خلاف في صفقة التبادل. حسب الإعلام العبري.

ومنذ نحو عام تتداول وسائل الإعلام المختلفة الأنباء حول قرب التوصل لاتفاق صفقة تبادل ووقف النار في غزة، ثم يفشلها نتنياهو بإضافة مطالب وشروط جديدة إلى الصفقة، وسط مماطلة واضحة وتوغل علني في إبادة الفلسطينيين بقطاع غزة.

خارجي وداخلي

المختص في الشأن "الإسرائيلي"، عزام أبو العدس، يرى أن هناك ضغوطًا تٌمارس في "إسرائيل" على بنيامين نتنياهو في صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الضغوط تسير في اتجاهين خارجي وداخلي.

الأول يتمثل في الضغط الكبير من قبل إدارة ترامب، والتي تريد إنهاء هذا الملف قبل مجيء ترامب إلى سُدة الحكم، لكنها تريد إنهاؤه بدون أن تظهر "اسرائيل" وكأن الولايات المتحدة الامريكية مارست ضغطا عليها. وفق أبو العدس.

ضغوط الجيش

وحول الضغط الداخلي، يقول أبو العدس لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن الضغوط في الاتجاه الداخلي، تظهر لدى جيش الاحتلال الذي يضغط على بنيامين نتنياهو لإنهاء العملية العسكرية في غزة، مشيرًا إلى أن الجيش قد استنفذ كافة أهدافه، في الوقت الذي يتكبد به خسائر وقتلى في صفوفه في شمال غزة.

ويضيف المختص بالشأن "الإسرائيلي": "الجيش مقتنع أنه دمّر معظم قدرات المقاومة العسكرية، ويستطيع التعامل معها لاحقًا، ناهيك عن الأزمات الداخلية داخل الجيش، إذ بلغت الإصابات نحو 13 ألف، إلى جانب مشكلة جنود الاحتياط الذين بدأوا يعانون من مشاكل اقتصادية واجتماعية وعائلية بسبب طول مدة الخدمة"، مبينًا أن الجيش مقتنع بانتهاء الحرب وبناء الإنجاز عليها.

محاكمة نتنياهو

وحول محاكمة بنيامين نتنياهو، يرى أبو العدس، أن "نتنياهو سيتهرب من المحاكمة بحجة الصفقة، التي ستكون تدريجيًا ربما"، بالإفراج عن أسير أو أسيرين أو ربما ثلاثة في كل يوم، وستستغرق منه فترة طويلة لمتابعة ملف الصفقة ويؤخر الإدلاء بشهادته في المحكمة، مستدركًا: "هنا نتحدث عن أسابيع أو شهرين على الأقل".

ويوضح أن نتنياهو وبقية أطراف حكومته لا يريدون إنجاز الصفقة مباشرة، بل يريد استمرار الصفقة لفترة من الزمن، مبينًا أن الضغوط التي يخضع لها بنيامين نتنياهو، الموازنات من جهة قد تكون حاضرة في أثناء اتخاذ هذا القرار، والقناعة بأن الأسرى لا يوجد أي وسيلة لإعادتهم سوى المفاوضات.

الشارع "الإسرائيلي"

وحول تأثير الضغط الداخلي في "إسرائيل" باتجاه الصفقة، يرى أن الضغط الداخلي في الشارع يحدث فاعلية، بالمقابل تمكّن نتنياهو إخضاع الشارع "الاسرائيلي" وجعله غير مبالي بالقضايا الكبرى الرئيسية، كإقالة المستشار القضائية للدولة وغالانت، ومحاولاته إقالة قائد هيئة الأركان والموساد والشاباك".

ويلفت المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن القضايا الكبرى كانت سابقًا من المحرمات في الشارع "الاسرائيلي" والذي أصبح مرهقًا وغير مبالي، و"هذه هي النقطة التي يريدها بنيامين نتنياهو".

تأثير المعارضة

وتطرّق أبو العدس، إلى تفكك المعارضة "الإسرائيلي"، والتي باتت لا تملك واجهة سياسية، وعدم امتلاكها أي خطة سياسية لمواجهة بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أنه يتم توجيه انتقادات إلى نتنياهو كشخص و"هذا ما يضعف موقف المعارضة".

وعن جدية مفاوضات الصفقة في هذه الجولة، يرى أنها مختلفة عن السابق من ناحية طبيعة حركة الوسطاء، وتدخل الولايات المتحدة الامريكية وسفر مستشار ترامب، موضحًا أن المتغيرات هي التي تحكم طبيعة نجاح الصفقة.

خلال أسبوع

المحلل في الشؤون "الإسرائيلية" أحمد سلامة، توقع أن يتم تنفيذ صفقة تبادل الأسرى خلال أسبوع من الآن، بعد تسليم قائمة بأسماء الأسرى "الإسرائيليين"، ودخول المفاوضات بمرحلة الآليات التنفيذية.

ويقول سلامة لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن رغبة نتنياهو كما ينشر في الإعلام العبري، التوجه لصفقة جزئية هي للحفاظ على الائتلاف الحكومي "أي يريد إجرائها بالتدريج".

ويؤكد أن حكومة نتنياهو تواجه ضغطاً كبيراً من أهالي الأسرى "الإسرائيليين" بعد ثبوت فشل كل الطرق لتحريرهم باستثناء مفاوضات التبادل، مستدركًا: هناك تفاؤل بما يخص صفقة التبادل ولكن لا يجب أن نبالغ في ذلك وربما تحتاج المزيد من الوقت".

ويرى سلامة أن القناعة باتت موجودة بضرورة الصفقة لدى حكومة نتنياهو، بعد تحقيق العديد من الأهداف بغزة كما ترى، لا سيما بعد اغتيال قادة حماس العسكريين.

وغادر وفد "إسرائيلي" فنّي إلى الدوحة، يوم الجمعة الماضي، لاستئناف المفاوضات، فيما التقى مسؤولون في "حماس" بمسؤولين مصريين في اليومين الماضيين لتحريك عجلة التفاوض. وبدأت جهود الوسطاء في قطر ومصر للتوصل إلى وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وكانت تهدف إلى إدارة ملف الأسرى وإطلاق مفاوضات مباشرة.

وجرى استكمال وساطات الدوحة والقاهرة في النصف الثاني من عام 2024، وأشارت المعطيات إلى وجود تقدم حقيقي، إذ بدأت الأطراف تدخل في تفاصيل الاتفاق، فيما جرى الضغط حول عدد الأسرى وظروف إطلاق سراحهم، مع تسريبات عن تقدّم ملموس في التفاصيل.

ويشن الاحتلال "الإسرائيلي" حرب إبادة جماعية على قطاع غزة أدت لاستشهاد نحو 45,805 مواطنين، معظمهم من النساء والأطفال، وجرح نحو 109,064 آخرين، فيما يقبع آلاف الشهداء تحت الأنقاض، ناهيك عن الدمار الواسع في البنية التحتية والسكنية والتجارية، وانتشار المجاعة في القطاع.      

كلمات دلالية