خبر حكومة السوق سياسية- هآرتس

الساعة 08:52 ص|08 يوليو 2009

بقلم: الداد يانيف

 (المضمون: حكومة نتنياهو الثانية هي حكومة سياسة السوق وهي فاشلة لانها من دون جدول اعمال حقيقي وانما تهدف فقط الى الحفاظ على كرسي الرئاسة- المصدر).

ليس غريبا ان الاستطلاعات تظهر ان الجمهور يتابع ادارة بنيامين نتنياهو الثانية بنوع من اللامبالاة من حق بيبي ان يواصل تقاليده من الماضي والنواح من وسائل الاعلام التي تلاحقه الا ان احتفالات "المائة يوم" لم تكن بمثل هذه الكآبة منذ مدة طويلة. حكومة نتنياهو الثانية هي على ما يبدو آخر حكومة له ولا مزيد غيرها. لاول مرة تكون في اسرائيل حكومة ظل بوظيفة كاملة، من دون جدول اعمال ومن دون امل. لا شيء. هذا من دون ان ننسى ثورة المظلات الخشبية والشرفات التاريخية.

الجمهور يجهم وجهه عندما يرى الوزراء كلهم باستثناء جدعون ساعر وايهود باراك. هو لا يعرف اسماء اغلبية الوزراء اما اولئك الذين يبدو له انه يتذكر اسماءهم فلا يذكر من اين جاءه ذلك. حتى جلعاد اردين الذي كان حتى فترة وجيزة برلمانيا ناجحا بصورة خاصة وثوريا غير بسيط في الشؤون الداخلية، غائب منذ أن طوته حقيبة الوزارة والجمهور مطالب بالتبليغ عن مكان وجوده عندما يراه.

نتنياهو يرغب بشدة بأن نعتقد بأنه الشقيق الاصغر لونستون تشرتشل، ولكن ليس بينهما اي وجه للشبه باستثناء السيجار. تشرتشل الذي كان مدمنا على الكحول مع نواقص عديدة في شخصيته، عرف كيف يبتدع نفسه من جديد عندما وصل الى رئاسة الوزراء، وقيادة سفينة بلاده بيد واثقة وعبقرية الى بر الامان عبر المحيط الهائج. نتنياهو الذي يتسم بنواقص عديدة هو الآخر ضعيف حتى في مواجهة ميري ريغن ويصبح ورقة في مهب الريح عندما يقوم بالنميمة مع رئيس فرنسي حول كبير وزرائه – ولا يعرف كيف يجد الطريق والاتجاه عندما يصل للرئاسة في المرة الثانية مع شخصيتين بائستين احدهما يبدو مثل وزير دفاع والثاني مثل رئيس دولة، يحاول الحفاظ على توازنه في منحدر النهر وتلقي به المياه من جانب الى جانب، المهم بالنسبة له ان يبقى جافا وجالسا في مكانه.

خلال عشر سنوات منذ سقطت حكومته الاولى وبالاساس في ايام فك الارتباط عندما دار تائها ضائعا في كل اتجاه ممكن لمحاولة يائسة لاعداد عودته لرئاسة الوزراء، اوضح رفاقه السابقين بروحية شريرة، انه يريد ولكنه لا يستطيع لانه يعاني من متلازمة ستوكهولم بسبب أبيه وزوجته. وخلال فترته الرئاسية الثانية بقي متمسكا بنزعة الهواة وسجن نفسه مع بوغي يعلون وبني بيغن. هما لا ينويان السماح له بالتحرر فعلا باستثناء النزهات اليومية في الساحة.

بعد عدة اشهر وربما بعد الاعياد مع انتهاء صرعة جديدة والقاء خطاب تاريخي آخر في بار ايلان واشهار ارنب جديد في اللحظة الاخيرة ستقوم يده اليسرى باخلاء عدة بؤر استيطانية وستبني يده اليمنى مكانها احياء كبيرة في المستوطنات. البناء على امتداد المناطق سيتباطأ اما البناء الرأسي فسيتكثف. وعندما يصبح عديم البريق بدرجة أكبر من تلك التي اتسم بها مع دخوله للفترة الرئاسية الثانية سيقف نتنياهو كمن أصابه المس ويمتثل في مؤتمر مدريد الثاني.

وكما حدث في مدريد الاول ستكون هناك فرص كثيرة جدا لالتقاط الصور من الخطابات الكبيرة ولكن السلام لن يخرج من ذلك ولا حتى الامل. مجرد فصل جديد في "عملية السلام" نقوم بالتمثيل به بكامل قوانا كما نفعل منذ اكثر من 60 عاما. باستثناء الشعور بالمضيعة الكبيرة وللمرة التي لا يعرف احد عددها، وفي ختام شتاء وصيف قادمين وربما شتاء اخر وموسما جديدا سترسل حكومة سياسة السوق الثانية هذه الى بيتها. مع انتهاء معركة انتخابية عاصفة اخرى لم يكن اكثر منها مصيرية منذ المعركة الانتخابية الاخيرة والتي سبقتها وتلك التي كانت قبلها – على أمل أن لا يتم انتخاب سياسي سوق جديد بدلا من سياسي السوق القديم – حينئذ ان انتخب براك اوباما من الانتاج الاسرائيلي سيكون بامكاننا اخيرا ان نقسم البلاد بارادتنا وبانفسنا. ليس من خلال الفرار كما حدث في لبنان وليس بصورة احادية الجانب كما حدث في غزة ومن دون ان ننتظر الكلمة التي ينطق بها الفلسطينيون ولا يفعلون. بالاتفاق ومن خلال نزع السلاح والضمانات لمواجهة العالم سنخرج من المناطق مرفوعي الهامات مع راية اسرائيلية باليد و "امل" في القلب. ونعود اخيرا الى بيتنا بسلام، الى اسرائيل.