في ظل البرد والشتاء

"إبرة وخيط".. العقل الغزي يتغلب على نُدرة الملابس بهذه الطريقة!

الساعة 02:02 م|30 ديسمبر 2024

فلسطين اليوم

"مشغل إبرة وخيط سد "احتياج حقيقي"، واستطعنا إيجاد حل لمشكلة قائمة وهي عدم توفر ملابس شتوية لدى الكثير من الناس للموسم الثاني على التوالي في ظل الحرب؛ مبينة أن الحاجة لهذه الفكرة جاءت بعد أن وصلت أسعار الملابس في السوق لـ"مستوى خيالي"، ولا مقدرة شرائية للمواطنين لهذه الأسعار المرتفعة". هكذا بدأت نداء عيطة حديثها عن مبادرة أطلقتها مع مجموعة من النساء بعنوان "إبرة وخيط". ولكن على شكل غير معهود تحدين فيه الاحتلال والحصار المفروض على القطاع.

يأتي ذلك في ظل حالة البرد والصقيع التي يعاني منها قطاع غزة هذه الأيام حيث توفي عدد من الأطفال وحتى كبار السن جراء البرد والتجمد وعدم توفر أغطية وألبسة مناسبة للجميع.

وتقول الدكتورة "عيطة" تبلغ 31 عاماً في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، مبادرة "إبرة وخيط" هي عبارة تجمع من النساء في منطقة مواصي خانيونس اللاتي فقدن مشاريعهن التي تختص بالخياطة في الحرب على غزة، وحاولنا إيجاد بديل لعدم توافر الأقمشة في قطاع غزة في ظل الحرب من خلال استبدالها بالبطانيات الحرارية لتجهيز ملابس شتوية للأطفال، كـ"ترينقات"، و"بلايز بودي"، و"جاكيتات لمختلف الفئات العمرية".

"هدفنا إنساني"

وتضيف: "هدفنا ليس ربحي بقدر ما هو إنساني بالدرجة الأولى من خلال توفير مصدر دخل للكثير من السيدات التي تُعيل أسرها، وأن يخدم إنتاج هذه المبادرة أكبر عدد من النازحين على شاطئ البحر".

وتابعت عيطة: "واجهتنا خلال عملنا العديد من المعيقات ومنها: عدم توفر الأقمشة، عدم توفر الكهرباء لتشغيل ماكينة الخياطة الكهربائية، واستبدلنا ذلك بالدراجة الهوائية، كما واجهتنا مشكلة الأزرار واستعضنا عنها بزلف البحر و"عجم البلح"".

وأشارت إلى أنه من بين المشاكل التي واجهتهم خلال تنفيذ هذه المبادرة هو ارتفاع سعر البطانيات التي ستستخدم في صنع الملابس؛ وخاصة مع دخول فصل الشتاء".

وأوضحت عيطة "أنه بعد ارتفاع سعر البطانيات أطلقنا مبادرة جديدة وهي "أن تأتي السيدات بالبطانية ونقوم بإعداد الموديل الذب تطلبه وتحتاجه؛ كي نخدم كافة أفراد الأسرة الغزية ونضمن بتالي استمرار عمل السيدات المنتسبات في مشغل إبرة وخيط ولا يتوقف هذه المبادرة".

وتضيف عيطة: "المعدات التي نستخدمها في عملنا "بسيطة جداً" وبدائية، والخياطة كانت "يدوية مئة بالمئة"، وحينما استخدمنا الماكنة في الخياطة لم يتوفر لدينا "ماكينة قص"، كونها تحتاج للطاقة، واستخدمنا المقصات اليدوية".

ومن جانبها، قالت، سماح الدباس، إحدى العاملات في مشغل "إبرة وخيط": "أعمل كمصممة أزياء منذ 8 سنوات وكان لدي ماكينات خياطة في بيتي؛ ولكن فقدت كل ذلك بسبب الحرب على غزة".

شح الملابس

وتضيف الدباس لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "تقوم فكرة هذه المبادرة على أنه بسبب شح الملابس في السوق وأسعارها الخيالية، قررنا صناعة ملابس للأطفال "ترينقات" من البطانيات "الأغطية"، وكذلك للشباب وغير ذلك".

وتابعت: "قررنا عمل شيء من لا شيء فالغالبية من الناس تمتك بطانيات، وقررنا أن يأتي الناس بهذه البطانيات ونقوم نحن بتفصيل الملابس منها لارتفاع أسعارها في السوق".

وأوضحت الخياطة الدباس: "البطانية الواحدة تنتج 4 من الترينقات وبلوزة للأطفال، مشيرة لوجود إقبال شديد من المواطنين على هذا المنتج في ظل غلاء سعره في الأساس، وحاجة الكثيرين له كغطاء في الشتاء وهنا تحدث المفاضلة لدى الناس إما عمل ملابس والاستغناء عن الغطاء أو العكس".

معيقات ومشاكل

وعن المعيقات قالت: "هناك ارتفاع في أسعار الخيط وندرته، فقد كانت سعر بكرة الخيط 5 شيكل؛ فيما أصبح الآن بسبب الغلاء يصل سعرها لـ50 شيكل، لافتة إلى أنه في هذه المبادرة يبيعون الملابس بسعر رمزي كي يستطيع الناس شراءها".

من جانبها قالت، رهف قديح، إحدى المشاركات في المبادرة: "نقوم بهذه المبادرة على تحويل البطانيات الحرارية لملابس شتوية؛ في ظل ندرتها وصعوبة وجود الأقمشة في الأسواق بسبب الحصار".

وقالت قديح: "نعاني من قلة في توافر البطانيات، وكذلك من ارتفاع أسعارها بشكل كبير، لافتة إلى أن المبادرة استطاعت توفير عدد قليل جداً من هذه البطانيات، وقامت بتحويلها لـ"بلايز" و"بناطيل"".

ولفتت إلى أن هذا المشروع يضم 10 سيدات يعملن ضمن هذه المبادرة، وتمنت أن يصبح مصنعاً كبيراً للملابس لتوفيرها للناس"، مطالبة المؤسسات الإغاثية بدعم المشروع بما يلزمه من "بطانيات"؛ كي تستخدم في إنتاج الملابس لتوفيرها في الأسواق في ظل هذا الحصار وانقطاع الأقمشة".

وكان أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم الإثنين، أنه ارتفع عدد الوفيات بسبب البرد القارص وموجات الصقيع بين النَّازحين في الخيام إلى 7 وفيات، والعدد مُرشح للزيادة بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون الذين دمر الاحتلال منازلهم وباتوا يسكنون الخيام منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ قرابة 15 شهراً.

وأضاف المكتب في بيان له: "وكُنا قد حذّرنا أكثر من مرة من خطورة قدوم المُنخفضات الجوية وفصل الشتاء وموجات الصقيع بالتزامن مع الواقع المأساوي الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض للقتل والإبادة والتدمير للمنازل والقطاعات الحيوية، ويتعرض للتشريد والتهجير".

ودان بأشد العبارات هذه الممارسات الإجرامية التي طالت المدنيين الأبرياء ودفعتهم إلى هذه المعاناة المستمرة وذلك بفعل الاحتلال الإسرائيلي المجرم، مما أوصل شعبنا الفلسطيني إلى هذه الدرجة القاسية من المعاناة، وندعو كل العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال غير الإنسانية.

المقابلة الاولى.00_06_21_03.Still001
المقابلة الاولى.00_12_52_04.Still002
 

 

كلمات دلالية