هل تنسف الخروقات الإسرائيلية وقف النار في لبنان؟

الساعة 11:41 ص|28 ديسمبر 2024

فلسطين اليوم

مع تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين في جنوب لبنان واستمرار الخروقات للهدنة التي دخلت شهرها الثاني على التوالي، يرتفع بالمقابل حجم القلق من انهيار هذه الهدنة في ظل توغل جيش الاحتلال الأخير في وادي الحجير في جنوب لبنان، ومع وجود معلومات بأن المقاومة أبلغت الجهات المعنية بأنها سترد على الاعتداءات الإسرائيلية في حال تكرارها.

ومن هذه الاعتداءات والاستفزازات التي يقوم بها الاحتلال ضد المقاومة، يتضح بلا مجال للشك أن العدو يسعى لاستغلال كل دقيقة في الهدنة لتظهير رجحان الكفة العسكرية لصالحه، من خلال توسيع توغلات قواته داخل الأراضي اللبنانية، والتي كانَ آخرها أولَ أمس دخول وادي الحجير، الذي يبعد 8 كيلومترات عن الحدود مع فلسطين. وكذلك من خلال استمرار احتلاله لأكثر من 60 بلدة جنوبية فضلاً، عن توسيع مسرح عملياته الهجومية حتى البقاع، والتلويح بالاستعداد لإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان وهو ما عجز عن تحقيقه خلال الحرب.

اعدام مواطنة

وفي السياق، وبحسب مصادر طبية لبنانية "فقد تمكّن الصليب الأحمر اللبناني، وبعد محاولات عدة، من الوصول إلى منزل المواطنة نجوى غشام في بلدة يارون بالقرب من بنت جبيل، وهي التي رفضت مغادرة بلدتها منذ بداية العدوان الإسرائيلي قبل عام ونصف عام. لكنّ المسعفين وجدوها جثة هامدة".

وتضيف المصادر: "تبيّن بعد الكشف عليها، أنها توفيت قتلاً، وأنها أصيبت بطلقات نارية، علماً أن غشام كانت لا تزال حية بعد عودة الأهالي إلى يارون في يوم وقف إطلاق النار قبل شهر تماماً. ويُرجّح استشهادها على أيدي جنود الاحتلال الذين توغّلوا في البلدة منذ ذلك الحين".

اعتداءات ميدانية

وبحسب مصدر "فإن المقاومة التي لا تزال تضبط التزامها بالاتفاق، قد بدأت بتوجيه رسائل إلى من يهمّه الأمر بأنها لن تتأخر عن تنفيذ ما ينص الاتفاق عليه بما يتعلق بحق لبنان بالدفاع عن نفسه إذا ما عجزت الجهات الموجودة في الجنوب عن ردّ إسرائيل وإرغامها على التوقف عن اعتداءاتها. لذا، سارعت الحكومة اللبنانية إلى التواصل مع الأميركيين للضغط على إسرائيل كي تنسحب من وادي الحجير بعدَ ساعات من التوغل، ليبقى السؤال حول السبب الذي دفع العدو إلى الدخول ومن ثم إلى الانسحاب وما الذي قامَ به؟".

ويُشار إلى أنه في اليوم التالي لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من وادي الحجير، سيّرت قوة من الجيش اللبناني دوريات على طول الطريق من الحجير حتى وادي السلوقي صعوداً حتى بلدتي القنطرة وعدشيت القصير.

وقال مصدر مواكب إلى «هدفت الدوريات للتثبت من انسحاب جنود العدو من كل أرجاء المواقع التي توغلوا إليها فجر الخميس الماضي وإعادة فتح الطرقات الفرعية التي أقفلوها بالسواتر الترابية»؛ لكنّ الهدف الرئيسي كان «الكشف على مخلّفات التوغل في حال كان الجنود زرعوا تجهيزات أو فخّخوا منشآت للمقاومة»، علماً أن عشرات الجنود الإسرائيليين انتشروا في أنحاء مختلفة وعملوا لأكثر من عشر ساعات. وبعيد انسحابهم، فجّروا عن بعد منشأة عسكرية للمقاومة.

ولم يستبعد المصدر "أن تكرر قوات الاحتلال توغلها في الوادي الذي يُعتبر أحد المعاقل العسكرية للمقاومة".

جدير ذكره أن التوغل الإسرائيلي إلى الحجير، هو الأول منذ عدوان تموز 2006، وقد شكّل لدى البعض «بروفا» للتمادي المتوقّع في الفترة المقبلة في ظل إعلان العدو بأنه سيمدّد بقاءه في جنوب لبنان، إذ دخلت قوتان معاديتان من محورين، الأول محور مشروع الطيبة باتجاه عدشيت القصير والقنطرة نزولاً إلى الحجير، والثاني من طلوسة باتجاه السلوقي. وعند توغل الآليات فجر الخميس الماضي، كانت عدشيت القصير والقنطرة ودير سريان والقصير مأهولة بالسكان، ما دفع بالأهالي إلى النزوح باتجاه البلدات المقابلة، ولا سيما فرون والغندورية. ومنذ صباح أمس، سُجلت عودة محدودة للنازحين. ولم تجد قوات الاحتلال طوال فترة مكوثها في الوادي أي ردات فعل من الجيش اللبناني واليونيفل باستثناء مروحة اتصالات وبيانات احتجاج. وعلى غرار الجدول اليومي، نفّذ العدو تفجيرات في الناقورة والبستان ويارون وكفركلا وسُجل قصف مدفعي على يارون وعيتا الشعب.

وبحسب المصدر: "فقد أفرجت قوات الاحتلال عن العاملين السوريين طاهر ريمي وأحمد أمين اللذين اختطفتهما أول أمس، من مكان عملهما في أحد مطاعم وادي الحجير واقتادتهما إلى الأراضي المحتلة. وقد تم إطلاق سراحهما من موقع العباد في أطراف حولا".

المصدر الأخبار اللبنانية

كلمات دلالية