بدد تحقيق لجيش الاحتلال الإسرائيلي، زعم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن إمكانية استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة، بالضغط العسكري، وليس ضمن صفقة تبادل.
وأمس، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن اجتياحه حي تل السلطان بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أواخر أغسطس الماضي، كان له "تأثير ظرفي" أدى إلى مقتل 6 أسرى إسرائيليين داخل نفق بهذا الحي.
جاء ذلك وفق نتائج تحقيق أعده جيش الاحتلال في الواقعة، وهي النتائج التي عدتها هيئة أهالي المحتجزين الإسرائيليين "دليلا جديدا" على أن الضغط العسكري يتسبب بمقتل ذويهم.
وتتعارض نتائج هذا التحقيق مع ما يدعيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وبعض مسؤولي حكومته من أن الضغط العسكري هو "السبيل الأمثل" لاستعادة المحتجزين من غزة.
ومطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن جيش الاحتلال استعادة جثث 6 أسرى من داخل نفق في رفح، مدعيا أن حركة "حماس" قامت بقتلهم قبل ذلك بأيام، بينما أكدت الحركة أن الجيش هو من قتلهم عبر قصف جوي مباشر.
تفاصيل التحقيق
ووفق نتائج التحقيق في واقعة مقتل هؤلاء الأسرى الستة، قال جيش الاحتلال في بيان نشره اليوم، إن "قوات الفرقة 162 شرعت في 15 أغسطس/ آب 2024 في عملية لهزيمة كتيبة تل السلطان التابعة لحماس، بعد حوالي 3 أشهر من بدء العمليات في رفح"، على حد قول التحقيق.
وخلال المعارك، وفق البيان، تم "تحديد موقع شبكة أنفاق مركزية بالمنطقة".
وأضاف البيان: "كان لدى (الجيش) تقديرات تتراوح بين منخفضة إلى متوسطة حول وجود (أسرى إسرائيليين) بالمنطقة، ومع ذلك صدرت تعليمات للقوات بالعمل على افتراض وجود مختطفين وبالتالي التصرف بالحذر اللازم".
وتابع أنه في 27 أغسطس، تم استعادة المحتجز الإسرائيلي فرحان القاضي من أحد الأنفاق، بينما عُثر على جثث الأسرى الستة في 31 أغسطس داخل نفق آخر، و"على أجسادهم آثار طلقات نارية"، حسب ادعائه.
وبحسب نتائج التشريح، وفق البيان، فإن التاريخ التقديري لمقتل المحتجزين الستة هو 29 أغسطس، أي خلال قوات الاحتلال في المنطقة.
واعترف جيش الاحتلال بأن مناورته البرية في المنطقة "رغم أنها كانت تدريجية وحذرة، إلا أنها كان لها تأثير ظرفي على قرار المخربين بقتل المختطفين الستة"، وفق زعمه.
رد عائلات المحتجزين
في سياق متصل، قالت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين في بيان تعليقا على نتائج التحقيق: "نشعر بألم أهالي المحتجزين الستة وهو يتجدد بعد تقديم تفاصيل التحقيق الصادم والمفجع". وفق قولهم، مضيفة: "التحقيق الذي نشر مساء اليوم يثبت مرة أخرى أن الضغط العسكري يقتل المحتجزين".
وأكدت أن "عودة المحتجزين لن تكون ممكنة إلا من خلال اتفاق سياسي".
وقالت الهيئة: "إن المحتجزين الستة ظلوا على قيد الحياة لمدة 328 يوماً في ظروف قاسية داخل أنفاق حماس، وكان بالإمكان إعادتهم أحياء لو لم تنفجر المفاوضات السابقة".
وتابعت: "لقد حان وقت عودة جميع المحتجزين. لقد حان الوقت للتوصل إلى اتفاق يضمن عودتهم جميعا من غزة في إطار زمني سريع ومحدد سلفا".
وختمت بيانها بالقول: "يجب ألا ندع الوقت يحسم المسألة. هذه المرة، من الضروري التحرك قبل فوات الأوان".
ويتواجد في سجون الاحتلال أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وسط تقديرات بوجود 100 محتجز إسرائيلي بقطاع غزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
ومنذ وقف إطلاق النار الوحيد أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، يلمح نتنياهو من حين إلى آخر إلى تقدم في المفاوضات لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، ثم يتمسك باستمرار الحرب ويمعن في الإبادة بحق الفلسطينيين.