أفصح اثنان من عملاء "الاستخبارات الإسرائيلية" السابقين عن تفاصيل جديدة عن عملية السرية التي استهدفت عناصر "حزب الله" في لبنان وسوريا بتفجير أجهزة نداء "بيجر" وأجهزة اتصال لاسلكية "ووكي توكي".
وكان فتح "حزب الله" جبهة الإسناد للمقاومة الفلسطينية من جنوب لبنان في الـ8 من أكتوبر 2023 عقب عملية طوفان الأقصى.
وقال أحد العملاء في الموساد: "إن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة "ووكي توكي" تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك "حزب الله" أنه كان يشتريها من "إسرائيل"، عدوته. ولم تنفجر هذه الأجهزة إلا في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد يوم من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة (البيجر)". وفق قوله.
وأضاف الضابط الذي حمل اسم "مايكل": "لقد أنشأنا عالماً وهمياً". على حد وصفه.
وقال العميل الثاني: "أما المرحلة الثانية من الخطة، والتي جرى فيها استخدام أجهزة "البيجر" المفخخة، فقد بدأت في عام 2022 بعد أن علم جهاز الموساد الإسرائيلي أن "حزب الله" كان يشتري أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان.
وزعم العميل: "كان لا بد من جعل أجهزة "البيجر" أكبر قليلاً لتناسب كمية المتفجرات المخفية بداخلها. وتم اختبارها على دمى عدة مرات للعثور على الكمية المناسبة من المتفجرات التي ستسبب الأذى للمقاتل فقط دون أي ضرر للأشخاص القريبين". بحسب قوله.
وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، أنه اختبر الموساد العديد من نغمات الرنين للعثور على نغمة تبدو عاجلة بما فيه الكفاية لجعل الشخص يخرج جهاز البيجر من جيبه".
وقال العميل الثاني، الذي أطلق عليه اسم "غابرييل": "إن إقناع "حزب الله" بتغيير الأجهزة إلى أجهزة بيجر أكبر استغرق أسبوعين، جزئياً باستخدام إعلانات مزيفة على "يوتيوب" تروج للأجهزة بأنها مقاومة للغبار والماء وتتمتع بعمر بطارية طويل". على حد قوله.
وأضاف: "تم استخدام الشركات الوهمية، بما في ذلك شركة مقرها المجر، لخداع شركة "غولد أبولو" التايوانية لدفعها بشكل غير واعٍ للتعاون مع الموساد". وفق العميل.
وأضاف العميل: "كان "حزب الله" أيضاً غير مدرك أن الشركة الوهمية كانت تعمل مع إسرائيل".
وقال غابرييل: "عندما يشترون منا، ليس لديهم أي فكرة أنهم يشترون من الموساد، زاعماً "كنا نبدو مثل (ترومان شو)، كل شيء تحت السيطرة من وراء الكواليس. في تجربتهم، كل شيء طبيعي. كل شيء كان أصيلاً بنسبة 100في المائة، بما في ذلك رجال الأعمال والتسويق والمهندسون وصالة العرض وكل شيء". على حد قوله.
وأضاف: "بحلول سبتمبر، كان لدى "حزب الله" 5 آلاف جهاز بيجر في جيوبهم". وفق قوله.
وكانت نفذت إسرائيل الهجوم في 17 سبتمبر، عندما بدأت أجهزة البيجر في جميع أنحاء لبنان بالرن، وكانت الأجهزة ستنفجر حتى إذا فشل الشخص في الضغط على الأزرار لقراءة الرسالة المشفرة الواردة.
وفي اليوم التالي، قام الموساد بتفعيل أجهزة "الووكي توكي"، وانفجرت بعض الأجهزة في جنازات نحو 30 شخصاً قتلوا في هجمات أجهزة البيجر.
وقال العميل غابرييل: "إن الهدف كان يتعلق بإرسال رسالة أكثر من قتل عناصر "حزب الله". وفق قوله.
وزعم العميل: "في الأيام التي تلت الهجوم، ضربت الطائرات الحربية الإسرائيلية أهدافاً في جميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل الآلاف، وتم اغتيال الأمين العام لـ "حزب الله"، السيد حسن نصر الله.
وقال العميل (مايكل): "إن اليوم التالي لانفجارات أجهزة البيجر، كان الناس في لبنان يخافون من تشغيل مكيفات الهواء خوفاً من أن تنفجر أيضاً، موضحاً: "كان هناك خوف حقيقي". على حد قوله.
قال العميل: "نريدهم أن يشعروا بالضعف، ولا يمكننا استخدام أجهزة البيجر مرة أخرى لأننا قمنا بذلك بالفعل، زاعماً "لقد انتقلنا بالفعل إلى الشيء التالي، وسيتعين عليهم الاستمرار في محاولة التخمين حول ما سيكون الشيء التالي".
جدير ذكره أنه جاء هذا الكشف خلال لقاء تحدث فيه العميلان في الموساد مع برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس"، في جزء من تقرير تم بثه مساء أمس الأحد، وهما يرتديان أقنعة ويتحدثان بصوت معدل لإخفاء هويتهما، بحسب وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.