خبر شقق الأحلام.. حصريا لليهود في القدس!

الساعة 06:01 ص|07 يوليو 2009

فلسطين اليوم: غزة

كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن طرح "صندوق أراضي إسرائيل" عروضا لتوفير شقق فاخرة لليهود فقط في الأحياء العربية بمدينة القدس الشرقية المحتلة، مقابل دفع رسوم استئجار رمزية؛ وهي خطوة تهدف إسرائيل منها إلى استقطاب الجماعات اليهودية لتوطينها داخل الأحياء العربية، ضمن مساع تغيير التركيبة الديمواجرافية في المدينة لصالح اليهود.

جاء ذلك فيما قام عدد من المستوطنين تحت حراسة من جنود الاحتلال اليوم بالاستيلاء على منزل في حي الشيخ جراح في البلدة القديمة يعود لعائلة فلسطينية تملكه منذ العهد التركي، وباشروا عملية ترميم له، تهميدا للسيطرة عليه.

وتحت عنوان: "مطلوب يهود لشقق فاخرة في حي عربي"، ذكرت "معاريف" أنه : "في هذه الأيام يبحث صندوق أراضي إسرائيل، برئاسة مديره العام آريه كينج، عن نزلاء لشقة الأحلام، بهدف توطين يهود في الحي العربي في بيت حنينا شرقي المدينة".

ويشتمل العرض على شقة مكونة من خمس غرف واسعة، وموقف سيارات واسع، إلى جانب حديقة منزلية مليئة بالأشجار الخضراء، مقابل دفع إيجار شهري مقداره 1600 شيكل فقط (400 دولار)، في وقت تسجل فيه أسعار العقارات في القدس ارتفاعا كبيرا.

وعن كيفية تطبيق المشروع، قال المدير العام للصندوق: "في المرحلة الأولى نحن نساعد الإسرائيليين على شراء الأملاك في شرقي المدينة، ودورنا هو العثور على السكان، وبالطبع نحن أيضا نحاول البحث عن مشترين لأراض محتملة وبائعين محتملين أيضا".

وأضاف: "الباب مفتوح للجميع. في المبنى يسكن علمانيون ومتدينون، كبار في السن وشباب. في القدس هناك الكثير ممن يبحثون عن شقة زهيدة الثمن لسنتين أو لثلاث سنوات".

وحول شمولية المشروع لأحياء عربية أخرى، نقلت "معاريف" عن كينج قوله: "بيت حنينا ليس الحي العربي الوحيد الذي يعمل فيه الصندوق، وفي الأسبوع القادم نأمل في جلب نزيل آخر لحي بيت صفافا جنوب شرق المدينة".

ويأمل كينج أن يؤدي هذا المشروع إلى زخم استيطاني في القدس كاملة، قائلا: "أنا أؤمن بأن هذه الشقة الكبيرة والزهيدة ستخلق زخما لاستيطان شعب إسرائيل في بيت حنينا، ولعل هذا يشعل شرارة لدى بعض الناس في أن يرغبوا في الانتقال إلى هنا، بل ربما شراء أراض وتأجيرها لليهود لأسباب أيديولوجية".

في سياق حملة تهويد القدس، قال محمد صادق، مدير مركز إعلام القدس، في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت": "إن مجموعة من المستوطنين باشروا اليوم تنفيذ عملية ترميم لمنزل يعود لعائلة فلسطينية تملكه منذ العهد التركي".

وأضاف صادق أن هذا المنزل يعود للسيدة المقدسية "أم هارون"، ويحاول المستوطنون الاستيلاء عليه بحجة أنه تم استئجاره من قبل أسرة يهودية قبل عام 1948.  وأشار إلى أن "عائلة أم هارون تحتفظ بالأوراق التي تثبت ملكية هذا البيت منذ العهد التركي؛ وهو ما جعل المحكمة الإسرائيلية ترفض حتى الآن إصدار قرار واضح وصريح فيما يخصه".

وحول أهمية موقع المنزل وما يمكن أن ينتج عن استيلاء المستوطنين عليه، قال صادق: إنه "إذا تم الاستيلاء على المنزل، فسيكون المستوطنون بذلك قد أحكموا السيطرة على الطريق الرئيسي الذي يربط البلدة القديمة بالأحياء الشرقية للقدس".

وعن كيفية التصدي لعمليات تهويد القدس، قال نضال أبو غربية، أمين سر حركة فتح في منطقة وسط المدينة: "يجب ألا نبقى في مربع الدفاع فيما يخص التعامل مع القضايا المتعلقة بالقدس".

وأوضح أبو غريبة في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" أنه "لا يفترض بنا البقاء منتظرين حتى صدور قرار المحكمة الإسرائيلية في أمر المنزل، أو بدء تنفيذ المخططات الإسرائيلية، من أجل الوقوف للدفاع عن أراضي القدس وممتلكاتها، بل علينا أن نكون مبادرين في طرح المشاريع التي تكشف هذه المخططات".

وأوضح قائلا: "يجب تشكيل هيئتين استشاريتين، الأولى تضم قانونيين، والأخرى مهندسين، وظيفتهم القيام بدراسة قانونية وهندسية شاملة للقدس، وبناء عليها يتم الشروع في اتخاذ الخطوات اللازمة لكشف أي مخطط إسرائيلي أو إفشاله".

واعتبر أن الشروع في مثل هذه الخطوات من شأنه أن "يحدد نقاط الضعف التي يمكن من خلالها إبطال المخططات الإسرائيلية قبل أن تخرج إلى حيز التنفيذ.. فنحن في سباق مع الزمن".

وهدمت قوات الاحتلال أكثر من 762 منزلا في القدس خلال الفترة ما بين عام 1994 وحتى الشهر الماضي؛ بحجة عدم وجود تراخيص بناء، وفقا لدائرة الخرائط والمساحة في "بيت الشرق" بالقدس.