خبر المستوطنات هي مجرد البداية .. يديعوت

الساعة 08:26 ص|06 يوليو 2009

بقلم: الياكيم هعتسني

في الحرب العالمية الثانية، انخرط معظم الاوروبيين طوعا الى يمين النازيين. والسبب في ذلك، الذي يفضلون طمسه، هو أن الجاذبية الاساس لالمانيا كانت اللا سامية. في غربي اوروبا اثار النجاح المدوي لليهود في كل مجالات الحياة الحسد، وفي شرقها آمن الجماهير بان اليهود يسلبون رزقهم الهزيل. وفتح النازيون السدود على مصارعها – القانونية، الدينية، الاجتماعية – التي كانت تحمي اليهود من نزول النوازع الشريرة على رؤوسهم؛ من الان فصاعدا سمح بكراهية اليهود علنا بل ومد اليد الى املاكهم واجسادهم.

ليس لطيفا للاوروبيين أن يواجهوا اليوم حقيقة أن بطاقة الزيارة التي فتحت امام القتلة بلدانهم وقلوبهم كانت "الرخصة" لصيد اليهود. احمدي نجاد هو الاخر، الذي يبني قنبلة ذرية ويصرف انتباه العالم من خلال نفي الكارثة والتهديد بابادة اسرائيل، يلبي نوازع مكبوتة. إذ رغم أن ثلثهم أبيد، فان اليهود مرة اخرى "فوق": في وسائل الاعلام، بين المليارديريين، في جوائز نوبل، في السياسة؛ ودولتهم الوقحة قصة النجاح بحد ذاتها – سيطرت على القدس. وبشكل عام، لا يحبون ان يروا يهودا اقوياء ومنتصرين. ولكن كيف يمكن التنفيس عن هذه الاحباطات في ظل الكارثة وعندما تكون اللا سامية خرجت عن الموضة؟ جاء احمدي نجاد وتحت الاسم المستعار "اسرائيل" المفهوم للجميع، يدعو علنا الى ابادتهم. من يدري في كم قلب سيستوطن بفضل هذا الاستخدام للاختراع النازي.

النجاح الاكبر لاحمدي نجاد هو نية الرئيس الامريكي لقاءه في منتصف الطريق، بعد أن قطع اوباما النصف الاول بنفسه، في طريقه للبحث عن مسالك نحو قلب الشعوب، التي ملت نفوسهم "الامريكي البشع": الايرانيين، الذين لم ينسوا تصفية محمد مصدق، الاوروبيين الذين تعبوا من املاءاته، الامريكيين الجنوبيين، العرب ومن لا؟ اليهود ودولتهم، بالطبع.

في بحثه عن طريق للتخلص من "الصداقة" الضارة بالشعبية الامريكية، والتي تبرزها اسرائيل بغبائها خلافا حتى للواقع، وصل اوباما الى ذات الحل: كسب اصدقاء في العالم على حساب اليهود، بالطبع تحت لقب "اسرائيل". هذا جيد للرأي العام، الذي يتهم وول ستريت "اليهودية" بالازمة الاقتصادية، وهو لطيف ايضا للاوروبيين الذين لم يكفوا عن كراهية اليهود ومرة اخرى يرونهم يزدهرون و "يقفزون الى الرأس". وبالاساس، هذه صيغة "افتح يا سمسم"، لكنوز علي بابا والاربعين حرامي، حيث أنهم لن يصدقوا ابدا "امريكا الاخرى" الى أن تودع اسرائيل.

وعليه، فمن السذاجة التفكير بانه بسبب يتسهار ط فقدنا "صداقة" اوباما وان توسيع المستوطنات ليس سوى ذريعة ستأتي بعدها اخرى. ومثير للشفقة على نحو خاص كان نتنياهو، الذي تحدث في منزل السفير الامريكي عن مثابة حلف عالمي مع امريكا. أوليس كل عناق علني كهذا يستدعي من المعانق المغصوب رد رفض، للفتى اللجوج فوقه. نتنياهو كان ينبغي أن يقف عند رأيه منذ الخلاف الاول وان كان كي لا يدعو اوباما الى مهاجمة ذخر اسرائيلي آخر، كي يكون هناك ما يغذي به النزاع.

لماذا لا يقولون لنا الحقيقة، في أن اليوم ايضا كراهية اسرائيل تفتح الابواب في العالم؟ لان هذا الفهم مخجل ومحبط لليهود المنخرطين بين الشعوب، الذين يأملون في أن "يغفروا" لهم يهوديتهم اذا ما شتموا يهودا آخرين، وكذا اسرائيليين الصهيونية هي طريقهم للانخراط بين الشعوب كجماعة ("شعب ككل الشعوب"). هؤلاء واولئك أملوا عبثا ان تشطب الصهيونية "شعبا لوحده يسكن" القديم. ولكن هناك آخرون ممن يرون بهذا "الوصمة" بالذات تميزا ومصدرا للفخار. بالنسبة لهم، ابتعاد اوباما ليس نهاية العالم.

رياح كراهية اليهود تهب مرة اخرى على العالم. وسيصمد امامها من له جذور.