عاشت المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله" منذ الـ15 من سبتمبر الماضي أحداثاً جلل، فقد أُصيبت بالعديد من الضربات الموجعة من خلال الاختراق الاستخباراتي للاحتلال الإسرائيلي، وتفجير أجهزة البيجر والاتصالات الخاصة بالحزب، والأهم من ذلك كله اغتيال العدو القادة العسكريين وبعض القادة السياسيين وكان على رأسهم الأمين العام لحزب الله، السيد الشهيد حسن نصر الله في الـ26 من سبتمبر الماضي؛ إلا أن كل هذه الضربات الموجعة من الاحتلال لم توقف حزب الله عن مسيرته الجهادية فقد خاض هذه المعركة بكل عنفوان وقوة.
قوة صاروخية
أعاد "حزب الله" تنظيم صفوفه وتعيين قادة عسكريين محل القادة الذين تم اغتيالهم، كما قام حزب الله بحسب مصادر في المقاومة من القيام بعملية تمويه كبيرة لإخفاء حجم القدرة الصاروخية عن أجهزة رصد وتتبع جيش الاحتلال التي لم تتضرر إلا بنحو 20 %. كما تمكنت من المحافظة على إطلاق رشقات صاروخية معينة من خلال إطلاق عدد ما بين 100-200 صاروخ يومياً للمحافظة على المخزون الصاروخي في ظل مؤشرات على طول هذه المواجهة الأمر الذي أكده الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم في بداية هذه الحرب حينما قال :"تقديراتنا بأننا نتجه لحرب طويلة الأمد".
معارك ميدانية
كان للمعارك الميدانية بين المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله" وكيان الاحتلال الإسرائيلي تأثيرٌ في حسم المواجهة التي خاض بها مقاتلو الحزب أعتى المعارك البرية مع جنود الاحتلال على امتداد الحدود؛ هذا الأمر أكده سقوط نخبة جيش الاحتلال قتلى من "لواء جولاني" ووحدة "إيجوز"، معارك مشاة ومعارك ضد الدروع وإسقاط مسيرات وقصف تجمعات الجيش وخطوط إمداده بتكتيك عسكري كبير يشبه لحد كبير تكتيك الجيوش النظامية.
كانت كشفت المقاومة الإسلامية في لبنان، الخميس الماضي، تفاصيل مقتل جنود من «لواء غولاني» وعالم الآثار الصهيوني زئيف إيرليخ، إضافة إلى إصابة رئيس أركان اللواء، بنيران مقاتلي حزب الله في محيط بلدة شمع بالقطاع الغربي.
وقال حزب الله: "إن مجاهديه رصدوا أولَ أمس تسلّل قوّة من جيش العدو الإسرائيلي إلى أحد المنازل في الجهة الغربيّة من بلدة طيرحرفا، ففتح المقاومون النار على المنزل الذي تحصّنت فيه القوّة، واستهدفوا المنزل بالأسلحة المباشرة، ما أدّى إلى تدمير أجزاء منه على القوّة".
وأوضح "الحزب" بقوله: "حاولت قوّة من جيش العدو مدعومة بآلية مدرّعة التقدّم لإخلاء الإصابات، فتمّ استهدافها، ما أدّى إلى تدميرها".
واعترف الاحتلال، مساء الخميس، بعد الحادثة بساعات، بسقوط 4 قتلى وعدد من الجرحى، فيما تناقلت وسائل الإعلام العبرية معلومات عن مقتل 6 جنود في الكمين في بلدة شمع، ومن بين القتلى عالم الآثار الذي كان بصحبة القوة، بهدف "التعرّف إلى المنطقة". على حد قولها.
معادلة تل أبيب- بيروت
وكانت، الإثنين، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بقولها: إعطاء ضوء أخضر: "إسرائيل وافقت من حيث المبدأ على التسوية في لبنان" على حد زعم الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مُطلعة في لبنان والولايات المتحدة وإسرائيل قولها: "ستتم الموافقة على الترتيب بشرط صدور قرار نهائي من قبل مجلس الوزراء الإسرائيلي السياسي الأمني "الكابينت". وفق قولها
جاء ذلك بعد ساعاتٌ قليلةٌ بعد قصف المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله"، المركّز على منطقة وسط كيان الاحتلال وخاصة تل أبيب، مساء الأحد، حتى سارع العدو عبر وسائل إعلامه إلى إعلان أن "نتنياهو أعطى ضوءاً أخضراً بالموافقة من حيث المبدأ على عقد اتفاق لوقف النار مع لبنان في ظل خشية الاحتلال من انتهاء الوساطة الأمريكية والحديث عن وجود تحركات في مجلس الأمن لإصدار قرار لوقف الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن "التقدم في المحادثات جاء بعد أن أطلق حزب الله أكثر من 250 صاروخاً وصاروخاً في يوم واحد، زاعمة ًأنه رد جيش الاحتلال الإسرائيلي بموجة من الهجمات في الضاحية الجنوبية لبيروت". لافتةً أنه "خلف الكواليس، كان هناك خشية من "إسرائيل" من انتهاء الوساطة الأميركية، وتحرك مجلس الأمن". على حد قول الصحيفة.
وأعلنت "هيئة البث الإسرائيلية" عن توقف حركة الطيران في مطار "بن غوريون" شرق "تل أبيب"، إثر إطلاق الصواريخ من لبنان. فيما أفادت “القناة 13” العبرية باندلاع حرائق في مواقع بنهاريا وحيفا إثر إصابات مباشرة بصواريخ أطلقت من لبنان.
وذكرت مصادر عبرية: "إن 10 إسرائيليين أصيبوا في نهاريا وحيفا وبيتاح تكفا، إضافة إلى “إصابة خطيرة في كفار بلوم بالجليل الأعلى".
وكان سبق ذلك إعلان الإعلام العبري أن "حزب الله أطلق منذ منتصف الليل نحو 100 صاروخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية"، كما تم رصد إطلاق ما لا يقل عن 130 صاروخاً من لبنان باتجاه الأراضي المحتلة منذ الصباح.
وبذلك يظهر لنا أنه استطاع "حزب الله" بكل قوة واقتدار وبالجمع بين الميدان المحتدمة معاركه وبين الضربات الصاروخية النوعية لوسط الكيان والتي طالت في الأيام الأخيرة مدينة أسدود في جنوب الكيان من الخروج بصورة النصر على العدو بعد تثبيت معادلة تل أبيب مقابل بيروت والتي أكد عليها الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم مؤخراً، فلا يمكن للعدو أن يضرب المدنيين في بيروت ولا ترد المقاومة على تل أبيب "هكذا أصبحت المعادلة"، وبالنار كما كان يزعم رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن المفاوضات ستكون تحت النار".