في الوقت الذي دخل فيه العدوان الإسرائيلي على شمال قطاع غزة يومه الـ 45، لا تزال الكارثة الصحية والإنسانية طاغيةً على المشهد في المنطقة وخاصة في مخيم جباليا، الذي يشن الاحتلال ضده حرباً شرسة وبلا هوادة؛ بزعم "منع لمقاومة من تعزيز وجودها في المنطقة"، وفي ظل الأوضاع المعقدة وانشاء الاحتلال لمحور يفصل شمال القطاع عن مدينة غزة؛ الأمر الذي يعمّق الأزمة الإنسانية في شمال القطاع حيث لا ماء للشرب ولا طعام وخدمات الإسعاف متوقفة.
وفي ظل هذا الوضع المأساوي الصحي والمعيشي لسكان منطقة شمال غزة المحاصرون من دبابات وجنود الاحتلال الذي يطلقون النار على أي شخص يتحرك بالمنطقة، تتزايد مناشدات العديد من الجهات بضرورة إدخال المساعدات لمنطقة شمال قطاع غزة المنكوبة والمدمرة.
دفاع مدني مُعطل
جهاز الدفاع المدني في غزة أكد، السبت الماضي، "أن الجهاز لا يزال معطلاً في شمال القطاع بفعل استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وقال الدفاع المدني بغزة في تصريح له: "لليوم الـ25 ما يزال الطاقم معطلا قسرا في كافة مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون استجابة إنسانية ورعاية وإغاثة طبية".
وأضاف: "بتاريخ 23 اكتوبر 2024 جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم طواقم الدفاع المدني في شمال قطاع غزة وسيطر على مركباته وشرد معظم عناصره إلى وسط وجنوب القطاع واختطف 10 منهم".
كما طالب الدفاع المدني "المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالاستجابة لنداءات واستغاثات ومعاناة آلاف المواطنين المحاصرين في شمال قطاع غزة بفعل استمرار الجرائم الإسرائيلية.
كما دعا لضرورة "السعي الجاد لعودة عمل الدفاع المدني وتشغيل مركباته المعطلة هناك في بلدة بيت لاهيا".
تفاصيل الوضع الصحي
مدير عام مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، د. حسام أبو صفية كشف، اليوم الأربعاء 20 نوفمبر 2024، تفاصيل الوضع الصحي في شمال غزة بقوله: "ما زلنا تحت الحصار الشديد لا يسمح بإدخال أي شيء لا دواء ولا طواقم ولا طعام ولا مركبات اسعاف وخدمة دفاع مدني، رغم مناشدتنا للعالم ذات المشهد يتكرر".
وأضاف أبو صفية في تصريحات صحفية: "أمس تلقيت نداء استغاثة لعائلة الكحلوت بعد استهداف بيتهم وللأسف لا نستطيع عمل شيء ما جاء بنفسيه نجي ومن تبقي للأسف أصبح شهيد".
وتابع قائلاً: "لدينا حاليا ٨٥ مصاب اطفال ونساء يتلقوا خدمة صحية بالحد الأدنى، موضحاً أن العناية المركزة يوجد بها ٦ حالات حرجة جداً".
وأردف أبو صفية: "للأسف بدأت حالات سوء التغذية تتوافد، منذ أمس حضر ١٧ طفل الي الطوارئ بعلامات سوء تغذية، مبيناً أنه أمس توفي رجل مُسن بسبب الجفاف الحاد والوضع أصبح كارثيا أكثر".
وقال مدير مستشفى كمال عدوان: "لا حراك ولا حتى وعودات من أي جهة دولية بفتح ممر إنساني يدخل من خلاله المستلزمات الطبية ومركبات الاسعاف والوفود الطبية الجراحية، وطعام الأطفال، وحليب الأطفال، والحليب العلاجي؛ حتي نستطيع علاج حالات سوء التغذية".
وكان أكد أبو صفية، السبت الماضي، أن "كل يوم يمر منذ بدء الإبادة في محافظة الشمال، يزداد فيه الوضع سوءا".
وقال أبو صفية في تصريحات صحفية: "ما زالت المنظومة الصحية منكوبة، ونقدم الخدمة بالحد الأقل من الأدنى، مجدداً تأكيده على شح توفر الإمكانيات الطبية في محافظة الشمال عموماً ومستشفى كمال عدوان خصوصاً".
وأضاف: "إسرائيل تواصل رفضها وصول الوفود الطبية ذات التخصصات الجراحية إلى محافظة الشمال".
وتابع أبو صفية: "يواصل الاحتلال رفضه وصول مركبات الإسعاف إلى المحافظة التي تشهد قصفاً جوياً ومدفعياً متواصلاً؛ ما يتسبب بإحداث مجازر يذهب ضحيتها عشرات الفلسطينيين في الكثير من الأحيان".
وعلى صعيد الوضع الميداني والقصف الإسرائيلي الغادر الذي لم يتوقف منذ 45 يوماً على شمال القطاع، استشهد 12 مواطناً وأُصيب آخرون، اليوم الأربعاء 20-11-2024، خلال قصف الاحتلال الإسرائيلي مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية: "12 شهيدا ومصابون بينهم أطفال ونساء في قصف إسرائيلي على منزل بجباليا البلد شمالي قطاع غزة".
وفي وقتٍ سابق، قال الاسعاف والطوارئ: "تمكنت طواقمنا من انتشال 6 شهداء ونقل 4 إصابات الى مستشفى المعمداني اثر استهداف منزل لعائلة جودة في جباليا البلد شارع غزة القديم".
جدير ذكره أنه دخل العدوان على قطاع غزة يومه 411، مُخلفّا 43,972 شهيداً، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 104,008 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.