وهذا سبب تأخر وقف النار بغزة

بشارة: هذا ما يُعده ترامب للضفة الغربية..!

الساعة 11:24 ص|18 نوفمبر 2024

فلسطين اليوم

اعتقد مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، عزمي بشارة، أمس الأحد، "أن يكون الآتي من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أسوأ مما ظهر في ولايته الأولى".

وأشار بشارة إلى أن ذلك سيكون فيما يتعلق بالمنطقة العربية وقضية فلسطين، مع عدم استبعاده موافقة ترامب على ضمّ "إسرائيل" مستوطنات الضفة الغربية إن فعلت ذلك، متوقعاً في السياق نفسه أن ينطلق ترامب من صفقته الشهيرة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (المعروفة بـ"صفقة القرن") لتكون أساساً لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية.

وتمنّى بشارة خلال مقابلة مع التلفزيون العربي "أن يكون المسؤولون العرب جاهزين للضغط الآتي عليهم مع الرئيس الجمهوري العائد إلى البيت الأبيض، فإنه توقّع أن يطالب ترامب المسؤولين العرب، خصوصاً في بلدان الخليج بأربع مسائل هي: شراء أسلحة أكثر، وتخفيض سعر النفط، وتسليح أنفسهم لكي لا تضطر أميركا للدفاع عنهم في مواجهة إيران، والتطبيع مع إسرائيل من دون تلبية حقوق الشعب الفلسطيني". وفق قوله.

وقال بشارة: "إن المؤشرات تفيد بأن الآتي أسوأ في ما يتعلق بفلسطين في ظل رئاسة ترامب التي تبدأ في العشرين من يناير/كانون الثاني المقبل، مستنداً بشارة في توقعه إلى حقيقة أن الولاية الأولى للرئيس الجمهوري الـ45 غيّرت قواعد اللعبة، لتثبيت أنه لا توجد قضية فلسطينية، وأنها ليست مهمة لإبرام سلام مع إسرائيل، وبالتالي تغيير في جوهر الموقف من فلسطين، وهو ما لم يراجعه الرئيس جو بايدن الذي أبقى على قرارات ترامب الخاصة بصفقته مع نتنياهو (الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن وضم الجولان إلى إسرائيل). وفق قوله.

وأضاف: "من مؤشرات السوء أنه إذا أقدمت "إسرائيل" على ضم مستوطنات الضفة الغربية، فإن ترامب قد يعترف بذلك من دون وجود من يواجه هذه الخطوة من المسؤولين العرب الذين لم يفعلوا شيئاً بعد ضم القدس أواخر 2017. انطلاقاً من ذلك الواقع".

وتساءل المفكر العربي بشارة: لماذا نستبعد أن ينطلق ترامب من صفقته مع نتنياهو (المسمّاة صفقة القرن) ويذهب بها أبعد أو يطوّرها خصوصاً بعد الضربة الكبيرة التي نتلقاها الآن من الإسرائيليين في الضفة والإبادة المستمرة في غزة؟ تساؤل آخر يطرحه بشارة مفاده أنه بعد مجزرة غزّة وحرب لبنان وما ترتكبه في الضفة الآن، هل يمكن تجاهل كل ما فعلته إسرائيل والتطبيع معها من دون أي اعتبار لحقوق الشعب الفلسطيني؟".

ورأى بشارة أن "الحكام الذين سيخاطبهم ترامب لإبرام تطبيع مع إسرائيل يجب أن يجيبوا عليه، هم الذين لم يقوموا بدورهم خلال الحرب على غزة، و"على الأقل نتوقع منهم أن يفعلوا شيئاً عندما يخاطبهم ترامب للتطبيع". موضحاً أن ترامب سيطلب من الحكام العرب، والخليجيين خصوصاً برأي بشارة، أربع مسائل رئيسية: شراء أسلحة أكثر، وتخفيض سعر النفط، وتسليح أنفسهم، والتطبيع مع إسرائيل من دون تلبية حقوق الشعب الفلسطيني"..

وتابع عزمي بشارة: "أمام هذا السيناريو، يجب أن تكون هناك مجموعة ضاغطة عربية تطرح مصالحها الوطنية أولاً على الطاولة، وأن تشمل مصالحها تلك قضية فلسطين بدل الاستفراد بها، ناصحاً بضرورة أن يكون المسؤولون العرب جاهزين للضغط الآتي عليهم".

ورجح أن تكون كل من مصر والأردن أكثر المتضررين في حال صعّد ترامب وإسرائيل خطواتهما في سبيل تهجير الفلسطينيين، وقال رداً على سؤال عن وجود احتمال أن يستعجل ترامب فعلاً إنهاء الحرب على غزة، أجاب بشارة: "نهاية تلك الحرب تقترب لكن ليس بفضل ترامب، بل لأنه لم يتبقَّ شيء من غزة". وفق قوله.

وأردف بشارة "عدم وقف الحرب حتى الآن يعود إلى أن البديل السياسي غير جاهز وفق الرؤية الإسرائيلية، وهو إدارة غزية منفصلة عن مصالح الغزيين وقضية فلسطين بإشراف عربي وفوقه إشراف إسرائيلي، وأمر مشابه يحصل في لبنان؛ لأن الإسرائيليين يواصلون الحرب لأن شروطهم لم تقبلها المقاومة".

كلمات دلالية