خبر الشرطة الأردنية تفض اعتصاما رافضا استيراد الخضروات والفواكه الإسرائيلية

الساعة 07:28 م|05 يوليو 2009

فلسطين اليوم: عمان

فضت قوات الأمن الأردنية اعتصاما سلميا للمطالبة بوقف استيراد الخضروات والفواكه الإسرائيلية، وتم إعتقال جميع أعضاء مجلس النقباء المهنيين لبعض الوقت، فيما طالب النقباء بإقالة مدير شرطة وسط عمان، ووعد سعيد المصري وزير الزراعة بنقل رغبات المحتجين إلى مجلس النواب، واتخاذ اجراءات تلزم المستوردين بوضع مصدر الخضروات والفواكه على نحو ظاهر للمستهلك، ليعرف الجهة المصدرة قبل الشراء.

الإعتصام الذي تم فضه بالقوة المفرطة من قبل رجال الشرطة، دعت له اللجنة الأردنية لمقاومة التطبيع، والنقابات المهنية، حيث توافد قرابة الثلاثمائة مواطن إلى أمام مبنى وزارة الزراعة لغايات المشاركة فيه، ليفاجأوا بالتعرض لهم بالضرب بواسطة الهراوات، والركل والدفع، من قبل رجال الشرطة، وذلك بأمر من محافظ العاصمة.

الأمن العام قام في هذا الخضم بإحتجاز سعود قبيلات رئيس رابطة الكتاب، وعبد الهادي الفلاحات نقيب المهندسين الزراعيين، وفاخر دعاس عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية.

وقد توجه جميع أعضاء مجلس النقباء إلى مركز أمن الشميساني حيث تم اقتياد الموقوفين، غير أن العميد محمد القضاة مدير شرطة وسط عمان أمر بطردهم جميعا بالقوة بعد فترة احتجاز، وعلى رأسهم الدكتور طاهر الشخشير رئيس مجلس النقباء نقيب الصيادلة، رئيس اتحاد الصيادلة العرب.

وإلى جانب أعضاء مجلس النقباء تواجد في المركز الأمني بادي رفايعة رئيس لجنة مقاومة التطبيع، المهندس ميسرة ملص رئيس لجنة الحريات في نقابة المهندسين، علي أبو السكر النائب السابق، رئيس لجنة الحريات في حزب جبهة العمل الإسلامي، وقد تعرض الجميع للدفع والطرد من قبل رجال الشرطة بأمر من مدير المركز تنفيذا لأوامر العميد القضاة.

الرائد محمد الخطيب الناطق باسم مديرية الأمن العام برر فض الإعتصام بالقوة، والحيلولة دون اكتماله، بكونه غير مرخص، وأن أمر فضه جاء من محافظ العاصمة.

عقب ذلك التقى نايف القاضي وزير الداخلية مجلس النقابات المهنية في مجمع النقابات، حيث جرى حوار موسع حول ما جرى، وخاصة تفاصيل المعاملة المهينة التي تعرض لها النقباء، الذين أكدوا مطالبتهم بإقالة العميد محمد القضاة، كونه اساء لهم "معنويا وماديا".

وقال النقباء إنهم سيعلنون موقفهم من القضاة في مؤتمر صحفي، يطالبون الحكومة عبره بإقالته.

المعتصمون، وقبل بدء الهجوم عليهم كانوا بدأ بتوزيع بيان جاء يستهجن استمرار استيراد الخضار والفواكه الإسرائيلية "على الرغم من النداءات والمطالبات التي أطلقتها النقابات المهنية لبعض التجار بالتوقف عن" ذلك، مشيرا إلى تآمر "الكيان الصهيوني على الأردن صباح مساء بدعاوى الخيار الأردني، وغيرها من أطماع صهيونية في بلدنا".

وطالب البيان، الذي يحمل توقيع النقابات المهنية الأردنية، ولجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع النقابية، الحكومة "ممثلة بدولة رئيس الوزراء بوقف السماح لهؤلاء التجار بالإستمرار بهذا التصرف، وعدم السماح باستمرار استيراد أي بضائع أو مواد من الكيان الصهيوني، كما نحملها تبعاته على الوطن والمواطن". كما دعا البيان "مجلس النواب إلى حجب الثقة عن وزير الزراعة الذي لم يحرك ساكناً تجاه هذا التصرف الذي يضر بسمعة أردننا الغالي أولاً ومن ثم بصناعاتنا الوطنية ثانياً".

وتضمن البيان جملة مطالب أخرى منها مطالبة المواطنين بعدم شراء الخضار والفاكهة الإسرائيلية، ومطالبة التجار بالتوقف عن استيرادها، و"موزعي الخضار والفاكهة في الأسواق والأحياء بتوخي الدقة, والتحليَ بالمسؤولية تجاه مصالح بلدنا وامتنا, و السؤال عن مصدر الخضار والفاكهة, وعدم بيعها أو الترويج لها, والتوقف عن التعامل مع التجار المتعاملين مع الصهاينة".

حزب الوحدة الشعبية اصدر بيانا طالب فيه بإطلاق سراح فاخر دعاس عضو مكتبه السياسي، فيما صرح الدكتور رحيل الغرايبة عضو المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين محذرا "من أية خطوة عربية تطبيعية مع الكيان الصهيوني، داعياً القوى السياسية إلى انتفاضة على حالة الاستكانة العربية وكسر موقف الصمت الراهن".

واستنكر الغرايبة التطبيع الأردني مع الكيان الصهيوني، مشيراً إلى انتشار البضائع الصهيونية في السوق بما يزيد عن بضائع كثير من الدول العربية المجاورة.

وطالب القوى الشعبية بضرورة إبداء موقف واضح إزاء السماح للصهاينة بالدخول إلى الأراضي الأردنية دون تأشيرة.

وأشار إلى أن المواطن الأردني "يشعر بالقلق" حيال تلك "التنازلات"، مؤكداً على ان "المواطن بات على قناعة بأن الحكومة لم تتخذ الموقف اللازم تجاه الكيان الذي أعلن أطماعه في الأردن".

وفي تعليقه على ما تناقلته وسائل الإعلام حول موافقة الجانب العربي على خطوات تطبيعية مقابل تجميد الإستيطان مؤقتاً، استهجن الغرايبة الصمت الرسمي العربي إزاء هذه الأنباء، وقال "لم أسمع تعليقاً من جهات رسمية عربية على ما تتناقله وسائل الإعلام".

وطالب بضرورة توضيح الموقف الرسمي العربي للشعوب، مشيراً إلى أن الشعوب العربية، كانت تنتظر موقفاً عربياً موحداً تجاه "الصلف الصهيوني" الذي يتجلى في سلوك اليمين المتطرف الذي وصل سدة الحكم في الكيان الصهيوني ، و"ليس تنازلات جديدة".

ورأى الغرايبة أن العدو الصهيوني "يستخف" بالنظام العربي، الذي لا يزال يراهن على التسوية بالرغم من النتائج "الوخيمة" لسياسة منح العدو المزيد من الوقت لفرض إرادته على الأرض.

وشدد على أن حالة "الخذلان" العربي "ستبقى وستستمر، ما دامت الشعوب العربية خانعة".