تقود في هذه الأيام، مجموعة فرنسية حملة قوية تحث منتخب كرة القدم على رفض النزول إلى الملعب، غداً الخميس، في مباراة مع منتخب "إسرائيل" التي تواصل الإبادة الجماعية على قطاع غزة والعدوان على لبنان.
انتقدت مجموعة "يوروبالستين" EuroPalestine في مقال لها، الحدث المقرر الخميس في العاصمة باريس، ووصفته بأنه "مباراة إبادة جماعية فرنسية"، وحثت اللاعبين على التشكيك في الآثار الأخلاقية لمشاركتهم.
وخلال الحملة، تتوجه مقاطع مصورة من حملة المقاطعة إلى لاعبي منتخب كرة القدم الفرنسي بشكل مباشر، قائلة إنهم يعملون "كسفراء لفرنسا وقدوة لملايين الشباب".
وفي مقطع مصور على موقع "يوروبالستين"، تؤكد المنظمة غير الحكومية على تأثير اللاعبين الفرنسيين كأيقونات عالمية، قائلة: "إن تأثير أفعالهم يمكن أن يتجاوز الملعب".
وأوضحت أن "الوضع مأساوي وغير العادل الذي يعيشه الشعب الفلسطيني حالياً"، وحثت اللاعبين على اتخاذ موقف ضد "الحصار والقصف والمجازر والمجاعة والتعذيب والاغتصاب والإبادة الجماعية" التي يعاني منها الفلسطينيون". وفق الحملة.
وشجعت الحملة اللاعبين على "تمثيل صوت المضطهدين، مقارنة هذا الموقف بموقف أساطير الرياضة مثل محمد علي، وآرثر آش، وكاثي فريمان، الذين "سجل التاريخ أفعالهم، ليس فقط لموهبتهم، ولكن بشكل خاص لالتزامهم بالقضايا الإنسانية".
كما دعت إلى ضرورة اغتنام "الفرصة المميزة والتاريخية" لرفض المشاركة في المباراة، وبالتالي إدانة العنف الذي يُنظر إليه على أنه "أسوأ الفظائع التي ارتكبتها دولة استعمارية وإبادة جماعية". وفق قولها.
وبحسب الموقع "فإن مثل هذه البادرة من شأنها أن تعزز الإعجاب باللاعبين الفرنسيين وتثبت أن الرياضة يمكن أن تكون منصة للقيم النبيلة والإنسانية".
ولا زال ينضم مشجعو كرة القدم والناشطون عبر الإنترنت إلى هذه الدعوة، مع هاشتاجات ورسائل دعم للفلسطينيين.
من ناحيته، قال وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، "إنه رفض طلب تغيير مكان مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل المقررة في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في باريس".
وقال ريتايو في بيان على منصة "إكس": "بعض الأشخاص طالبوا بإقامة المباراة التي ستقام في إطار دوري الأمم الأوروبية، في مكان آخر، مضيفاً "أنا لا أقبل هذا: فرنسا لن تتراجع لأن ذلك يعني الاستسلام في مواجهة تهديدات العنف ومعاداة السامية".
ولفت إلى أنه "بناء على تعليماته، اتخذ قائد شرطة باريس لوران نونيز الإجراءات الأمنية اللازمة للمباراة التي ستقام في ملعب "ستاد دي فرانس" في سان دوني، إحدى ضواحي باريس".
وكان الاثنين، طالب مؤيدون لفلسطين داخل مبنى الاتحاد الفرنسي لكرة القدم في باريس، بإلغاء المباراة مع إسرائيل التي تواصل شن إبادة جماعية على قطاع غزة وعدوان على لبنان.
ورفع ناشطون، جمعية "أوقفوا الإبادة الجماعية"، الذين دخلوا مبنى الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لافتات كتب عليها "إسرائيل مجرمة، الاتحاد الفرنسي لكرة القدم شريك في الجريمة"، و"لا للمباراة بين فرنسا وإسرائيل"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية" بغزة، ورددوا هتافات مناهضة لإسرائيل.
وفي أعقاب الاحتجاج، طالبت جمعية "أوقفوا الإبادة الجماعية" بإلغاء المباراة، خلال اجتماع عقد الثلاثاء، مع مسؤولي الاتحاد الفرنسي لكرة القدم.
ومن ناحيتهم، اعترف مسؤولو الاتحاد الفرنسي لكرة القدم "بأنهم عبروا عن "مخاوفهم" بشأن هذه المباراة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم والسلطات الفرنسية منذ البداية".
وقال الاتحاد الفرنسي لكرة القدم: "إن "القرار خارج عن سيطرته"، مشيراً إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم باعتباره صانع القرار الوحيد".
وأضاف الاتحاد: "فرنسا "تلقت أمرًا" بإقامة المباراة رغم التوترات الناجمة عن الوضع في فلسطين".
جدير ذكره أنه لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب الإبادة الجماعية بغزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مسفرةً عن نحو 147 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أكبر الكوارث الإنسانية بالعالم في العصر الحديث.