مصر تعول على ترامب في انهاء العدوان على غزة.. هل ينجح الرهان؟

الساعة 09:12 ص|12 نوفمبر 2024

فلسطين اليوم

يعول المسؤولون المصريون على إدارة الرئيس الأميركي المنتخب حديثاً دونالد ترامب، لإبرام صفقة تبادل بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل"، وإنهاء العدوان المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وتوقع المسؤولون المصرين، أن تكون إدارة الرئيس ترامب الجديدة ضاغطة على تل أبيب أكثر من إدارة بايدن من أجل إبرام اتفاق يوقف العدوان والمجازر الدموية في قطاع غزة.

 ويحاول المصريون في هذه الفترة التوصل أولاً إلى اتفاق بين حركتي فتح وحماس حول مستقبل قطاع غزة وإدارة الوضع الميداني والأمني فيه، إذ من المنتظر تلقي القاهرة الرد من قبل الطرفين خلال أيام.

 وأشارت مصادر رفيعة المستوى، إلى أن المسؤولين المصريين طرحوا العديد من التصورات "المدعومة أميركياً"، من بينها تدريب قوات أمن فلسطينية لتولي مسؤولية الأمن في القطاع، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية.

تعويل على تقدّم في مفاوضات غزة

ووفق المسؤولين المصريين، فإن العاصمة القاهرة تعوّل على "تغير المشهد السياسي في الولايات المتحدة الأميركية عقب فور دونالد ترامب، لإحراز تقدم في مفاوضات غزة واليوم التالي للحرب، اعتماداً على ما قاله ترامب للعرب خلال حملته الانتخابية، بأنه سيحقق السلام والأمن في غزة".

 وأضافت المصادر ذاتها، أن "الإدارة الأميركية الحالية، وترامب نفسه، يتفقان على أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يمثل عبئاً كبيراً عليهما، ولذلك فإن الإدارة المصرية ستستثمر ذلك للضغط من أجل التوصل لاتفاق، حتى لو كان جزئياً، لوقف الحرب في قطاع غزة".

 وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، مساء السبت الماضي، أن مصر "عرضت على (إسرائيل) تولي تدريب قوات من الشرطة الفلسطينية في القاهرة من أجل إرسالها إلى قطاع غزة في اليوم التالي للحرب".

ونقلت القناة عن مصدر دبلوماسي قوله إن "محادثات تجري في القاهرة حالياً حول هذه القضية مع الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة"، مشيرة إلى إجراء "ممثلين أمنيين وعسكريين أميركيين عدة زيارات إلى مصر حول الموضوع نفسه".

 وبحسب المصدر ذاته، فإن الاحتلال "لا يعطي الضوء الأخضر للفكرة في الوقت الحالي، لكن في مصر (فإن الاعتقاد) أن الولايات المتحدة والدول الغربية التي تريد عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بعد الحرب، لم تتخل عن ذلك بعد".

 ولفت المصدر إلى أن الفكرة هي "تجنيد قوات شرطة جديدة للتدريب في مصر، لأنه لا يوجد عدد كاف من قوات الشرطة في الأراضي (التابعة) للسلطة الفلسطينية".

اليوم التالي للحرب

وكان المتحدث باسم حركة حماس جهاد طه قد نفى، في تصريح سابق، إطلاع الحركة على أي خطط لتدريب قوات فلسطينية لتولي تأمين منطقة الحدود بين قطاع غزة ومصر.

 وفي السياق، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي المصري محمد سيد أحمد، إنه "يمكن قراءة الخبر في سياق الجهود المصرية التي لا تزال متواصلة على المستوى الدبلوماسي على مدار شهور الأزمة، إذ تحاول مصر قدر الإمكان البحث عن وسيلة لوقف إطلاق النار، وماذا سيتم في اليوم التالي للحرب".

 وأضاف أن "الجهود المصرية في هذا السياق لن تستطيع القاهرة فرضها، ولا أي جهة أخرى، ذلك أن الجانب الأميركي هو صاحب القرار الأول والأخير في هذا الشأن، وهو فقط الذي يستطيع إجبار الجانب الصهيوني على وقف الآلة العسكرية وعلى التوصل لحل فيما يتعلق باليوم التالي للحرب".

من ناحيته، أبدى الناشط السياسي المصري الفلسطيني رامي شعث، تخوفه من أن يكون الدور المطلوب لليوم التالي للحرب "هو محاولة لفرض الهيمنة الأميركية، من خلال مشروع تدريب شرطة فلسطينية هدفها قمع الشعب الفلسطيني وقمع حراكه ومنع مقاومته وإخضاعه لشروط الاحتلال، فيكون جزءاً لا يتجزأ من محاولات حصار غزة".

 بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حسام شاكر، إنه "من الواضح أن دور القاهرة لا ينصب على موضوع وقف إطلاق النار والموقف الراهن، بل يتجه إلى الاهتمام بشكل أكبر بما يسمى باليوم التالي للحرب وترتيبات اليوم التالي في ملف إدارة غزة والوضع الأمني الجديد".

يشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن فشلت مرات عدة في إقناع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتوصل إلى صفقة تبادل من شأنها أن توقف العدوان على قطاع غزة.

المصدر: "العربي الجديد".

 

كلمات دلالية