كُشف النقاب عن أن جيش الاحتلال الإسرائيليّ، يساعد مسلحين فلسطينيين في قطاع غزة، على نهب وجباية مبالغ إتاوة من شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.
وبحسب التقارير فإن "ذلك جاء بالتزامن مع استهدف جيش الاحتلال أفراد الشرطة في غزة، كلّما حاولوا منع هذه العصابات من السيطرة على الشاحنات".
وأفصحت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها، مساء أمس الأحد، "تأكيدها من مصادر في منظمات الإغاثة الدولية العاملة في غزة، أن "المسلحين المرتبطين بعشيرتين معروفتين في منطقة رفح، يقومون بعرقلة جزء كبير من الشاحنات التي تدخل القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، بطريقة ممنهجة، ومن خلال تحويل مسارهم بشكل متعمّد".
وأكّد التقرير الذي نشرته هآرتس "أن ذلك يحدث في ظلّ "غض الطرف" من قِبل قوات الجيش الإسرائيلي عما يحدث هناك"
ووفقاً للصحيفة، "فإن بعض منظمات الإغاثة ترفض دفع الإتاوة، وفي كثير من الحالات تظل المعدات في المستودعات التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي". وفق قولها.
ومن ناحيتها، أكدت المنظمات الإنسانية، "أن الشرطة المحلية، "حاولت في عدة حالات التحرك ضد اللصوص، لكنهم تعرضوا لهجوم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعتبرهم جزءًا من حماس". على حد قولها.
وأضافت الصحيفة: "حل المشكلة بطريقة تسمح بوصول المساعدات إلى السكان، يتطلّب نشر قوة شرطة في القطاع؛ فلسطينية أو دولية"، وهي خطوة ترفضها إسرائيل". على حد وصفها.
وأوضحت "أن مشكلة العصابات المسلّحة، قد تفاقمت منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح، الذي كان حتى ذلك الحين بمثابة المحور الرئيسي لدخول البضائع إلى القطاع".
وبينت الصحيفة أنه "ومنذ توقف المعبر على الحدود بين غزة ومصر، تدخل معظم البضائع إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وهي المنطقة المتاخمة التي سيطر عليها المسلّحون". بحسب قولها.
تقرير الصحيفة العبرية أكد أن "حالات السرقة تضاعفت في الأسابيع الأخيرة، إلى حد أن قطاع الطريق تم تحديده على الخرائط الصادرة عن الأمم المتحدة على أنه "منطقة شديدة الخطورة"، بسبب انهيار النظام المدني بشكل رئيسي". وفق قولها.
وأشارت إلى أن "الشاحنات تدخل القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، وتمرّ عبر منطقة سيطرة الجيش الإسرائيلي عند (محور فيلادلفيا)، ثم تتجه شمالا نحو رفح، حيث يهاجمها المسلحون". على حد قولها.
ونقلت عن مسؤولين مطلعين قولهم: "المسلحين يوقفون الشاحنات باستخدام حواجز مؤقتة، أو إطلاق النار على إطارات الشاحنة، ثم يطلبون من السائقين دفع "رسوم مرور" بقيمة 15 ألف شيكل".
وتابعت الصحيفة العبرية: "السائق الذي يرفض الطلب يكون في خطر باختطاف الشاحنة، أو الاستيلاء عليها، وسرقة محتوياتها".
كما قالت "هآرتس" نقلاً عن مصادر في قطاع غزة: "الهجمات المسلحة تتم تحت أعين قوات الجيش الإسرائيلي، وعلى مسافة مئات الأمتار منها".
ولفتت إلى أن بعض منظمات الإغاثة التي تعرّضت شاحناتها للهجوم، اتصلت بالجيش الإسرائيلي بشأن هذه القضية، لكن جيش الاحتلال رفض التدخّل؛ كما تؤكد المنظمات أن الجيش يمنعهم أيضًا من السفر على طرق أخرى، تُعدّ أكثر أمنا".
ونقلت القناة عن مسؤول رفيع، في منظمة دولية تعمل في قطاع غزة: "رأيت دبابة إسرائيلية وفلسطينيًا مسلّحًا ببندقية كلاشينكوف، يقف على بُعد مئة متر منه، والمسلحين يضربون السائقين، ويأخذون كل الطعام إذا لم يُدفع لهم". ولتجنّب ذلك، توافق بعض منظمات الإغاثة على دفع رسوم الابتزاز". وفق قوله.
وأردفت القناة العبرية في تقريرها: " "عادة ما يتم الدفع من خلال شركة فلسطينية، تعمل كوسيط". وفق قولها.
وبحسب المصادر العبرية: "فإن مسؤولين في وحدة تنسيق عمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة، والمسؤولة عن المساعدات الإنسانية، "هم الذين نصحوهم بالعمل من خلال تلك الشركة".