خبر دور الفلسطينيين -هآرتس

الساعة 09:11 ص|05 يوليو 2009

بقلم: تسفي بارئيل

 (المضمون: الادوار تبدلت بين اسرائيل والفلسطينيين والان اصبحوا هم الذين يسوقون الذرائع لعدم خوض عملية جدية - المصدر).

تبدلت الادوار. حتى ما قبل أشهر قلائل كان بامكان اسرائيل الاعتماد على أن الشعار الداعي "لايقاف الارهاب" سيشكل سورا واقيا راسخا ضد التدهور نحو عملية سلام وانسحاب من المناطق. من اراد تطبيق خريطة الطريق قوبل بالترحاب، سواء على يد حكومة اولمرت او الحكومة التي سبقتها. المهم "أن يوقفوا الفلسطينيون الارهاب فنقوم نحن بالوفاء بنصيبنا بخريطة الطريق"، سمع قادة وممثلون أجانب هذه العبارات من رؤساء وزراء اسرائيل. الربط بين الامرين كان ذروة كل شيء.

وعندئذ جاءت عملية "الرصاص المصهور" وقلبت القدر على فيه. منذ نصف عام تقريبا وبوليصة التأمين ضد العملية السياسية قد فقدت مفعولها. اطلاق صوارخ القسام توقف تقريبا والعمليات في الضفة الغربية أصبحت نادرة جدا و "انتقام التراكتور" والعمليات التي خصصت للقدس طويت طي النسيان. البند الاول من خريطة الطريق لم يطبق بصورة تامة فقط – بل ان السلطة الفلسطينية حصلت على شهادة امتياز من خلال استلام مدن جديدة تدخل تحت سيطرتها العملية.

الان جاء دور فلسطينيين للحصول على بندهم في خريطة الطريق. تجميد المستوطنات. لديهم حتى رئيس امريكي يؤيدهم ويضغط على اسرائيل. لا مزيد من المستوطنات المطاطية التي تشد في كل اتجاه وانما فقط استكمال لعمليات البناء. على الورق على الاقل.

لا خلاف حول كون المستوطنات عقبة. ولكن ليس استمرار البناء هو المشكلة الحقيقية، مثل كمية المباني والاشخاص والطرقات والحواجز القائمة. قرابة 300 الف مستوطن يقطنون في الاف الوحدات السكنية يطلبون الحل. والامر لا يتعلق بالمال فقط او بالقوة السياسية المطلوبة لاجلائهم. هل يوجد لدى الفلسطينيين استعداد لقول شيء ما بصدد اولئك المستوطنين؟ وهل يقبلون خطة الكتل الاستيطانية؟ أو تبادل اراض؟ وهل تعتبر 2 في المائة الى 3 في المائة من الارض هي كل الفرق؟ وهل مستعدون لقبول الخريطة التي عرضها عليهم اولمرت والتي تمنحهم وفقا للحسابات الحذرة قرابة 99 في المائة من مساحة الضفة؟

من دون توضيح دقيق وعلني من قبل الفلسطينيين لهذه المسائل سيكون من الممكن الاستنتاج؟ ان الفلسطينيين يريدون سماع تصريح اسرائيلي بالعبرية الفصيحة بأن هذا ما سيحدث، اكثر من اهتمامهم بايقاف الاستيطان نفسه. هم يقومون بصياغة بوليصة تأمينهم ضد استمرار العملية. وكما اعتقدت اسرائيل ان بامكانها الاعتماد على بند الارهاب، يقدر الفلسطينيين على نفس المنوال انه سيكون بامكانهم في فترة نتنياهو الاعتماد على بند المستوطنات. ذلك لانه طالما لم تكن اسرائيل مستعدة لايقاف البناء فهي "المذنبة" والتي تتحمل مسؤولية تجميد العملية. يساورنا الشك بأن هذه التصريحات هي كل ما سيمكن تحقيقه – ان تحقق – في حوار الطرشان القائم بين اسرائيل والفلسطينيين لانه كما هو متوقع يقوم كل طرف بادارة المفاوضات في مواجهة الولايات المتحدة وليس في مواجهة خصمه. مثل لعبة الاسكواتش. النقاط تحسب وفقا للخسائر في مواجهة الحائط وليس في مواجهة العدو.

من الممكن الادارك بان الفلسطينيين يعتبرون الاعلان عن تجميد المستوطنات انجازا تاريخيا هاما ولكن ليس من الممكن قبول تجميد المباحثات الذي اعلنه عنه. لان تعليلهم المركزي بان لا جدوى من التفاوض طالما لم يكن هناك اعلان حول ايقاف الاستيطان، ليس جديا. تماما مثل تعليل اسرائيل بعدم اجراء المفاوضات طالما كان هناك ارهاب. للوهلة الاولى، يمكن الاتفاق مع محمود عباس بان لا جدوى من التوصل لاتفاق على الرف، اتفاقا ينتظر موت المسيح. ولكن هذا ادعاء مضلل ايضا. ان انتزعوا من نتنياهو اتفاق رف يتضمن سحب المستوطنات نحو الكتل الاستيطانية وترسيم حدود متفق عليه وسيطرة محددة في الاماكن المقدسة وكافة القضايا الجوهرية الاخرى، فهم لن يشتروا لانفسهم شريكا فقط، وانما سيودعون بيد الولايات المتحدة ورقة عمل عملية. ولكن هذا الامر يتطلب الحوار. وها هم الفلسطينيون الذين حلموا دائما برافعة سياسية ودعم امريكي شديد القوة، يشبهون من تسلق الى منتصف الجبل وتوقف للتمتع من المشهد. فجأة اصبح لديهم متسع من الوقت.

ليس هناك اي تفسير منطقي للخرس الفلسطيني باستثناء الخوف من مغادرة الموقف المريح لمن قد حقق شيئا ما ولا يعتقد ان بامكانه تحقيق المزيد في المفاوضات. صحيح ان تجميد المستوطنات اصبح في متناول اليد ولا يتطلب الا القليل من الجهد. ولكن كيف سنمرر الزمن بعد ذلك حتى نهاية فترة ولاية اوباما؟ سبع سنوات ونصف على لعبة طاولة الزهر؟