أهالي شمال القطاع.. "صامدون بين المتفجرات والأشلاء"!

الساعة 02:07 م|02 نوفمبر 2024

فلسطين اليوم

"أطنان من المتفجرات، أشلاء بلا قبور، مفقودون تحت الركام، مصابون بلا مستشفيات، جوعى بلا طعام"، هذه صورة المشهد شمال قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة إسرائيلية حقيقية على مرآى العالم، أدت إلى ارتقاء المئات وإصابة الآلاف من المدنيين، إلا أن أهالي الشمال صامدون متشبثون بأرضهم رافضين كل محاولات التهجير والتشريد التي يحاول فرضها جيش الاحتلال بالمذابح.

وتحول شمال قطاع غزة، لاسيما جباليا ومخيمها، إلى منطقة رمادية من الخراب والدمار تنتشر في شوارعها رائحة الدماء والجثث المتحللة، لكن إرادة أصحاب الأرض أقوى من بطش الآلات الإسرائيلية.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن توسيع هجومه على جباليا شمال قطاع غزة، بعد أن دخل لواء كفير المنطقة الليلة وانضم إلى غفعاتي و401.

أهالي شمال القطاع، يجسدون حالة من الصمود الأسطوري، في وجه المدافع والصواريخ الإسرائيلية، إذ إن الصحفية فاطمة الدعمة أحد تلك النماذج رغم إنها فقدت والدتها وأخاها شهيدين، إذ تقول: " إن ما يحدث في جباليا أكبر من عملية عسكرية إسرائيلية، يتم تنفيذها خلال أسابيع، وبعدها يعود الأهالي إلى ركام بيوتهم".

وتضيف: "إن العملية هدفها الأساسي افراغ كل الشمال، وفي حال تم افراغه رح يتم احتلاله بالكامل ويتم توسيع نطاق العملية بشكل تدريجي لتشمل كل قطاع غزة واحتلاله بالكامل"، وتتابع: " لهذا السبب بقاءنا أحد أهم أسباب إفشال هذا المخطط بمشيئة وقدرة الله".

وتتابع: "هناك الكثيرون من نزح لأسبابهم، ولا ألوم أحداً، لكن، أنا سأبقى من ضمن الفئة التي لا زالت موجودة في جباليا وأمرنا لله، فاذا ربنا كاتب لنا حياة رح نعيش غصب عنهم ونفشل مخططاتهم وتكون الفرصة كبيرة لعودة النازحين، وإذا استشهدنا فنكون فزنا الفوز العظيم مقبلين غير مدبرين إن شاء الله، والأمر اولاً واخيراً لله".

أما الصحفي أحمد الزيتونية، قال عبر صفحته الرسمية "فيس بوك": "صمودنا في غزة وشمالها ليس قوة منا بل هو من الله وحده، لا مقومات للصمود والثبات فيها من الجانب المادي ولا حتى المعنوي والنفسي، هو المعلبات وشوية الحاجات الأخرى صمود؟! الناس هنا في حالة كرب ومجاعة ودمار نفسي ومعنوي لا بعد الحدود ولكن الحمد لله".

أما الصحفي محمود العامودي، وجه عبر يوتيوب، رسالة لسكان الشمال، قال فيها "إياك تيأس وتسيء الظن بالله عز وجل، ولا تقول إن الناس متوحدين للقضاء علينا، يكفينا أننا بجانب الله".

ويضيف "من وسط الدمار ومن وسط الموت وفي أصعب أوقات حياتنا، سنظل نحسن الظن بالله ونثق به".

أما المواطن فادي يحيى، يقول إنه لم ولن يفكر بالنزوح إلى جنوب القطاع، لأّن يدرك أن مخططات الاحتلال تهدف إلى إفراغ الشمال من سكانه وإعادة احتلاله، ويمكن الاستيطان فيه، لذلك لن نرحل رغم الأوضاع الكارثية التي نرم بها يومياً".

ويضيف فادي: "حوصرنا وجعنا وتعرضنا للموت مراراً وتكراراً ودمرت بيوتنا، لكن لن نغادر الشمال إلا شهداء".

لليوم التاسع والعشرين، يستمر الاجتياح الإسرائيلي وحرب الإبادة في محافظة شمال قطاع غزة، وتحديدا في جباليا ومخيمها، إذ يعدم الجيش كل مظاهر الحياة في المنطقة.

ويؤكد الفلسطينيون أن "إسرائيل" تعمل على احتلال شمال غزة وتحويله إلى منطقة عازلة وتهجير المواطنين، تحت قصف دموي مكثف وحصار مطبق يمنع دخول الغذاء والماء والأدوية.

وبعد اجتياحين في ديسمبر/ كانون الأول 2023 ومايو/ أيار 2024، فإن هذه هي المرة الثالثة التي يجتاح فيها جيش الاحتلال جباليا منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة قبل أكثر من عام.

وخلال 29 يوما، خلّفت الإبادة في محافظة شمال غزة أكثر من 1000 شهيد ومئات الجرحى والمعتقلين، وتدمير أحياء سكنية كاملة وتهجير عشرات آلاف الفلسطينيين جنوباً.

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 43 ألف مواطن، وإصابة نحو 102 ألف آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وسط تدهور الوضع الإنساني.

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية