هل ينجح المقترح المصري لـ"وقف النار" بغزة هذه المرة؟

الساعة 08:48 ص|28 أكتوبر 2024

فلسطين اليوم

في ظروف ميدانية وسياسية مختلفة تماماً عن سابقاتها كم ترى بعض الأطراف الوسيطة بملف "وقف إطلاق النار" بين كيان الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، يعود الملف للواجهة مجدداً وبعد غياب نحو شهرين؛ إلا أنه جاء هذه المرة من جهة الوسيط المصري الذي طرح مقترحاً جديداً، يقوم في صلبه على "صفقة مُصغرة" لوقف إطلاق نار لمدة ليومين مقابل إطلاق سراح 4 من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة بغزة؛ تمهيداً لـ"صفقة شاملة" تُنهي الحرب الدائرة منذ أكثر من عام، هذا الأمر جاء عقب تصريحات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسى، أمس، من أن بلاده، "قامت خلال الأيام القليلة الماضية بجهد في إطلاق مبادرة تهدف إلى تحريك الموقف وإيقاف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة يومين".

حديث الرئيس السيسي، جاء خلال مؤتمرٍ صحافي جمعه بنظيره الجزائري، عبد المجيد تبّون، في القاهرة، مؤكّداً أنّه "ستُعقد محادثات خلال 10 أيام بشأن تنفيذ وقف فوري مؤقت لإطلاق النارـ يمهّد للتوصل إلى وقفٍ دائم". مؤكداً بقوله: "أشقاءنا في القطاع يتعرضون لحصار صعب جداً يصل إلى حد المجاعة، ومهم جداً أن تدخل المساعدات في أسرع وقت ممكن". كما جدد السيسي رفض بلاده تهجير الفلسطينيين قسراً خارج قطاع غزة".

من ناحيتها ذكرت مصادر مصرية، "أن اتصالات مكثّفة مع واشنطن جرت بالفعل خلال اليومين الماضيين، وسط ترتيب لمحادثة هاتفية بين السيسي والرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال الساعات المقبلة، في حال إحراز تقدم في المفاوضات التي تقول القاهرة إنها قد تؤدي أيضاً إلى خفض التصعيد في لبنان".

وبحسب المصادر المصرية: "يعتقد المسؤولون المصريون بأن إسرائيل أصبحت أكثر تقبلاً للانخراط في الصفقة في الوقت الحالي، في ظل الزيادة الكبيرة في خسائرها البشرية على جبهة لبنان، بالإضافة لما أسمته "وجود رغبة من رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، في تحقيق توازن بين الخسائر والمكاسب". وفق قولها.

ويعتقد المصريون "أنه بالإمكان الاستفادة من تلك العوامل، إلى جانب الانتقادات الدولية للوضع الإنساني داخل القطاع، من أجل تحقيق ما تعتبره القاهرة أولوية في الوقت الحالي، وهو إدخال المساعدات والتهدئة المؤقتة". وفق المصادر ذاتها.

عبد الفتاح السيسي

ولكن هذا الأمر يبدو أنه لا يتطابق مع الرواية الإسرائيلية التي تحاول التقليل من شأن المقترح المصري، ويبدو أن رئيس حكومة كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يرغب في مواصلة حالة المراوغة لكسب أكبر وقت ممكن في استمرار عدوانه على غزة من أجل ما أسماه بالنصر المُطلق"، في ظل رؤيته للحرب الدائرة في غزة ولبنان على أنها "حرباً وجودية" فلا زال يردد هذا المُصطلح في كل مناسبة تسنح لها، حتى في خطابه، بالأمس، أكد على أن "إسرائيل" تخوض حرباً وجودية صعبة". وفق زعمه.

لا يحظى باهتمام "تل أبيب"

من جانبها ادعت وسائل الإعلام العبرية أن هذا المقترح محكوم عليه بالفشل كون حركة حماس والمقاومة بغزة تتمسك بموقفها في "إتمام صفقة شاملة"، بالإضافة لاعترافها بأمر مهم جداً وهو أن الاقتراح المصري لا يحظى باهتمام من "تل أبيب"؛ لادعاء الأخيرة بأن مقترح "وقف النار" لا يتضمن الضغط المصري على المقاومة بغزة. وفق قولها.

صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أكدت أنه بعد شهرين من اللقاء الأخير بين الطرفين، ولأول مرة منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، يعقد رئيس الموساد قمة مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر، في محاولة للترويج لصفقة جديدة، والخطوط العريضة للإفراج عن الرهائن". على حد وصفها.

وزعمت الصحيفة أن مسؤول كبير في حركة حماس قال: "مطالبنا واضحة". مضيفةً أنه "في إسرائيل، لا يحظى الاقتراح المصري بفرص كبيرة على جدول الأعمال؛ كون أن وقف إطلاق النار هذا، ليس من دون الضغط على حماس" على حد قولها.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فقد "بدأ رئيس الموساد دادي بارنيع، مساء أمس الأحد، في الدوحة، محادثات مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي أي أيه"، بيل بيرنز، ورئيس وزراء قطر محمد آل ثاني، بهدف استئناف المفاوضات لبحث قضية وقف إطلاق النار. بالإضافة لما أسمته بـ "بدراسة مبادرات ومقترحات لصفقة إطلاق سراح الأسرى الـ101" الذين تحتجزهم المقاومة بغزة.

السنوار-1525882008

حماس: نريد صفقة شاملة

على الجانب الفلسطيني أكدت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة "حماس"، أن رؤيتها لأي مقترح لوقف إطلاق النار مع الاحتلال تقوم على "صفقة شاملة لتبادل الأسرى ووقف النار" والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، هذا الأمر أكدته مصادر مُطلعة في "حماس" أمس الأحد، أن "الحركة ستقترح على الوسطاء في مباحثات الدوحة صفقة شاملة توقف الحرب على غزة بصورة فورية".

وأوضحت المصادر في تصريحات لـ قناة "الشرق" السعودية، "أنّ مقترح الحركة في مفاوضات الدوحة ينص على تنظيم الانسحاب الإسرائيلي من غزة بالتزامن مع "تبادل أسرى" يشمل جميع المحتجزين الإسرائيليين دفعة واحدة". وفق الصحيفة.

‏وقالت المصادر ذاتها: "نفضل صفقة شاملة تُجرى على مرحلة واحدة تنهي الحرب مرة واحدة وإلى الأبد، مضيفةً: "لن نرفض أفكاراً أخرى قد يقدمها الوسطاء لكن معيار القبول بالنسبة لنا يبدأ من وقف الحرب".

وجددت الحركة رفضها، "للأفكار الإسرائيلية السابقة مثل إبعاد قادة الحركة خارج غزة". وفق قول المصادر.

وتوجه رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع، أمس الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة، لإجراء مباحثات جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.

وذكرت القناة "12" العبرية الخاصة أنّ "رئيس الموساد توجه، إلى قطر بهدف إجراء مباحثات جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى والرهائن مع حماس، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار".

وتستضيف الدوحة، اجتماعات تهدف إلى محاولة إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين بين "إسرائيل"، وحركة حماس، وذلك بحضور مسؤولين في الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية.

جدير ذكره أنه يلعب العديد من الوسطاء وعلى رأسهم كل من قطر ومصر والولايات المتحدة دور الوساطة بين "تل أبيب" وحماس، في محادثات مستمرة منذ أشهر، توقفت في أغسطس من دون الاتفاق على إنهاء العدوان على غزة.

جنود جيش العدو الإسرائيلي خلال المعارك في قطاع غزة
 

كلمات دلالية