مُنذ اللحظات الأولى للضربات الإسرائيلية التي استهدفت إيران، فجر اليوم؛ رداً على الضربة الصاروخية الإيرانية على إسرائيل بداية أكتوبر الحالي، خرج الناطق باسم جيش الاحتلال، دنيال هجاري، لإطلاق تصريحات يحاول فيها إظهار نجاح هذه الضربات في تحقيق أهدافها، والأمر الذي أثار حالة كبيرة من الانتقادات الداخلية الإسرائيلية هو نشر جيش الاحتلال لصورة سابقة لضربة إسرائيلية في إيران تُظهر تصاعد أعمدة الدخان من المكان، ومع كل هذه الدلائل يظهر وكأن إسرائيل تسعى لتضخيم حجم هذه الضربة؛ لتحقيق صورة نصر إعلامي لا أكثر لإرضاء الجمهور الإسرائيلي.
فكيان الاحتلال بحاجة لصورة نصر كيفما كانت؛ لكن صورة النصر المزيفة التي سعى لها العدو من خلال التظليل والكذب الإسرائيلي المُتعمّد في سرديته دحضتها الرواية الإيرانية، حيث وفي أول تعليق رسمي، نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصدر مُطلع قوله: ادعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف 20 موقعا في إيران غير حقيقي والأهداف أقل من ذلك بكثير".
وأضاف المصدر الإيراني ذاته: "إسرائيل" تسعى لتضخيم حجم هجومها الضعيف، مشيراً إلى أن الهجوم تم من خارج الحدود الإيرانية وتسبب في أضرار محدودة".
وتابع المصدر الإيراني المُطلع: "لم يتم استهداف أي مركز عسكري للحرس الثوري الإيراني في طهران".
ضربة باهتة وضعيفة
من ناحيته اعترف الإعلام العبري بأن "الضربة التي وجهتها "إسرائيل لإيران اليوم خرجت باهتة وضعيفة". وفق قوله.
وقالت وسائل الإعلام العبرية: "بغض النظر عن الحديث عن أن الضربة استهدفت موقع إنتاج صواريخ؛ لكن الإشكالية الآن بالنسبة لإسرائيل هي أن الصورة خرجت ضعيفة وباهته، وانه لا يمكن بعد الآن الحديث عن ضرب المنشآت النووية الإيرانية".
وأضاف الإعلام العبري: "هذا يعني عدم قدرة إسرائيل على تسويق فكرة "الناتو العربي الإسرائيلي" ضد إيران، وهذا يمكن أن نسميه نجاح تكتيي "إذا صدق" وهزيمة استراتيجية بعيدة المدى". وفق قولها.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى "أن الصورة الذهنية هو أن إيران ضربت إسرائيل وحدها وألحقت بها أضراراً، أما إسرائيل فاحتاجت إلى الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية والأوروبيين للدفاع عنها وهذه الصورة لها ما بعدها". على حد قولها.
توقيت الضربة
هذا التوقيت للضربة الإسرائيلية ضد المواقع العسكرية في إيران جاء في ظل الزيارة التي يقوم بها وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكين للمنطقة، والتي بحسب الأخير تهدف للدفع قدماً في إطار محادثات وقف إطلاق النار في لبنان وغزة، والحديث عن اجتماع لكل من وزراء مخابرات كل من: الولايات المتحدة، وإسرائيل، ومصر، وقطر في العاصمة القطرية الدوحة والمتوقع غداً الأحد.
هذا السياق لا ينفصل عن الأحداث الميدانية على الأرض في ظل الخسائر الكبيرة التي تكبدها جيش الاحتلال وخاصة في الأرواح على الجبهة اللبنانية، ومع بدء ما أسمته بعض وسائل الإعلام العبرية "استعادة حزب الله للمبادرة" خلال المواجهة الجارية مع جيش الاحتلال ولاسيما في المعارك الميدانية في جنوب لبنان، وخصوصاً عقب الضربات التي أصابت العديد من قياداته السياسية والعسكرية وآخرها كان الأمين العام لحزب الله، الشهيد السيد حسن نصر الله، ورئيس المجلس التنفيذي للحزب، هاشم صفي الدين.
تغطية على الفشل الميداني بلبنان
ويبدو جلياً أن الخسائر الفادحة التي ألحقها حزب الله بجيش الاحتلال خلال اليومين الماضيين جعلت المستوى الأمني والسياسي الإسرائيلي، بحاجة لمخرج للتغطية على حجم الفشل الميداني على الجبهة اللبنانية المُتعثرة والتي لم تستطع قوات العدو من تحقيق اختراق ميداني حقيقي يمكن ذكره، بالإضافة لغرق الاحتلال في رمال قطاع غزة والخسائر التي مُني بها في شمال قطاع غزة.
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كشفت بقولها: "الساعات الـ48 الماضية كانت داميةً بشكل غير عادي لـ"الجيش" الإسرائيلي بحيث تأكد مقتـل ما لا يقل عن 13 جندياً في عمليات ضد حـــزب الله وحماس". وفق قولها.
من ناحيتها اعترفت قناة "كان العبرية" بقولها: الثمن الدموي الذي تدفعه "إسرائيل" و"الجيش" باهظ جداً ونهاية هذا الأمر لا تبدو في الأفق".
جدير ذكره أن ذلك يأتي في وقت أظهر به حزب الله قدرة كبيرة على التكيّف مع الضربات القاسية التي أصابته قبل نحو شهر، فقد أصبح قصف حزب الله لتل أبيب وحيفا وما حولهما واستهدافهم بالطائرات المسيرة أمراً معتاداً للحزب بعدما دخل الأخير معادلة جديدة بعنوان "إيلام العدو"، والتي أعلنها نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم؛ الأمر الذي رفع من أصوات المستوطنين ورفضهم لطريقة تعامل الحكومة الإسرائيلية لتهديد حزب الله الذي زعمت سابقاً أنها قضت على جزء كبير من قدراته العسكرية.
وكان شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة غارات جوية على إيران، فجر اليوم السبت، وسُمع دوي انفجارات في العاصمة طهران، من دون ورود أي معلومات عن وقوع أضرار أو إصابات.
وأعلن جيش الاحتلال أنه هاجم أهدافا عسكرية "بشكل موجه" وكامل في الجمهورية الإسلامية، وأن الرد انتهى. وفق قوله.
وقال الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري، "إن تنفيذ الهجوم تم بتوجيه من المستوى السياسي ردا على هجمات النظام الإيراني ضد إسرائيل ومواطنيها". على حد قوله.
صورة نشرتها يديعوت للأمكان التي تم استهدافها في إيران وسوريا والعراق