أصابت الطائرة المسيّرة لحزب الله التي أطلقها بالأمس على منطقة "المركز" في كيان الاحتلال الإسرائيلي المستوطنين وقيادتهم السياسية والأمنية بحالة من الهستيريا والخوف من قدرات سلاح المسيّرات التابع لحزب الله؛ بل والأدهى من ذلك الخبرة الكبيرة التي يمتلكها الحزب في مجال تشغيل هذه الطائرات والقدرة على تفادي ظهورها في مجال تغطية الرادارات الإسرائيلية، وتجنب أيضاً الاستهداف بواسطة القبة الحديدية من خلال التمويه عبر إطلاق رشقات صاروخية لإشغال الأخيرة عن استهداف هذه المسيرات التي أثبتت جدارتها في المواجهة التي تحولت لمواجهة شاملة نهاية سبتمبر الماضي بين الاحتلال والمقاومة الإسلامية بعد أن كانت جبهة إسناد للشعب الفلسطيني؛ ما أثبت عدم جهوزية سلاح الجو الإسرائيلي لحرب من هذا النوع.
هذه الحقائق التي لا مجال للشك فيها أكدتها مجلة ناشونال إنترست الأمريكية بقولها: إنّ التهديد الذي تشكله الطائرات من دون طيار يوضح أنه على الرغم من الضغوط الإسرائيلية المتزايدة على حزب الله فإنّه لا يزال فعالاً في هجماته".
أدخلت مليون مستوطن للملاجئ
الأمر الأهم في الموضوع أنه بعد إطلاق صافرات الإنذار من الحدود اللبنانية الإسرائيلية وحتى شمال تل أبيب دخل نحو مليون مستوطن للملاجئ، وبهذا استطاع حزب الله إدخال كيان الاحتلال في معادلة "إيلام العدو" التي أعلن عنها مؤخراً.
وفي الإطار أعلنت إذاعة جيش الاحتلال "عن رصد تسلل طائرات مُسيّرة نحو الجليل وحيفا والكرمل، مروراً بقولها: "إن الجيش يبذل جهوداً لتتبّعها واعتراضها، وانتهاءً بإعلانها عن "انتهاء الحدث"، إلا أن حزب الله ذكر في بيانه: " شن هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة إلياكيم جنوب حيفا وأصابت أهدافها بدقة، الأمر الذي تسبّب في بقاء مليون إسرائيلي في الملاجئ لنحو ساعة بالرغم من عدم تمكن طائرات الاحتلال المستنفرة في الأجواء من اكتشافها.
وأعلنت وسائل إعلام عبرية، في أعقاب الحدث، عن انفجار مُسيّرة داخل قاعدة عسكرية إسرائيلية شمال شرق الخضيرة، مع ترجيحها "أن تكون مُسيّرة أخرى انفجرت في منطقة تل أبيب".
سلاح الجو غير جاهز للحرب
هذه المسيرة أثبت وبحسب العديد من وسائل الإعلام العبرية "أن سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال غير جاهز للحرب؛ فيما تجهّز حزب الله لمثل هذا النوع من الحروبي التي ستدفع العدو ثمن حماقاته وجرائمه بحق لبنان ومقاومته.
وفي السياق، قالت القناة 13 العبرية: "إن عدد الطائرات التي أحضرتها القوات الجوية الإسرائيلية للبحث عن مُسيّرة واحدة أمر غير مسبوق ويُظهر مدى عدم استعداد القوات الجوية للحرب فيما يتعلق بتهديد الطائرات بدون طيار".
ومن ناحيته، رأى المراسل العسكري الإسرائيلي والصحفي في صحيفة مكور ريشون، نوعم أمير، "أن طائرة حزب الله أثبتت أن سلاح الجو لدينا غير جاهز للحرب وخاصة لتهديد الطائرات المُسيّرة".
وأشار المراسل العسكري "أمير" بقوله إلى أنه "من غير المسبوق أن يتم إحضار هذا العدد من الطائرات القتالية للبحث عن مُسيّرة واحدة.
ومن جانبه، قال كاتب ومعلق الشؤون العسكرية في موقع "واللا" العبري، أمير بوخبوط: "إنّ هناك فجوة عملياتية في التعامل مع التهديدات ذات المستوى المنخفض للطائرات المسيرة، وهذه الفجوة لم تظهر اليوم، بل منذ السابع أكتوبر 2023، عندما دخلت مجموعة من حماس عبر طائرات شراعية إلى المستوطنات الإسرائيلية دون اكتشافها من قبل سلاح الجو ولا حتى اعتراضها".
وأوضح بوخبوط، "أنّ مهمة تحديد وتتبع واعتراض الطائرات المسيرة معقدة للغاية، حيث يطلق حزب الله طائراته المسيرة من مناطق ذات تضاريس طوبوغرافية يصعب تتبعها باستخدام منصات إطلاق متحركة في الغالب، لذلك تخترق "المجال الجوي الإسرائيلي" في وقتٍ قصير". وفق زعمه.
مميزات تمنع كشفها
وأضاف المراسل: "أنّ هذه الطائرات لديها بصمة رادارية منخفضة، كما أنها تطير على ارتفاع منخفض في مناطق مأهولة بالسكان الأمر الذي يقلل من قدرة سلاح الجو على اعتراضها داخل "إسرائيل"، بسبب الخوف من المسّ بـ"المستوطنين" أو بالمباني، لذلك قام "الجيش" بتركيب أجهزة الرادار وأجهزة الاستشعار في مناطق واسعة لتحسين قدرات الكشف والتتبع ومع ذلك يكرر "الجيش" قوله "لا يوجد دفاع محكم". على حد قوله.
وأشار بوخبوط إلى "أنّ اختفاء الطائرة المسيرة عن الرادارات يوم أمس وجّه ضربة لا تقل إيلاماً عن ضربة "غولاني" بسبب فشل المجموعة الاستخباراتية التي تتبع قائد سلاح الجو الإسرائيلي بشكلٍ مباشر". كما قال.
فشل متكرر للجيش
وقد أظهر وصول مسيّرات حزب الله التي أصابت شمال وسط فلسطين المحتلة وخاصة الفشل المتكرر لجيش الاحتلال في اكتشاف الطائرات المسيرة، وخاصة المسيّرتين التي أصابت إحداها قاعدة "لواء جولاني" في بنيامينا، والثانية التي أصابت منزل رئيس وزراء كيان الاحتلال وأدت لتضرر واجهته.
وفي الإطار نشرت "القناة الـ12" العبرية، صورتين لنافذة متضررة في منزل نتنياهو في قيسارية، وقالت: "إن إحدى المُسيّرات التي أطلقها "حزب الله" أصابت بشكل مباشر منزل رئيس الوزراء الخاص وألحقت أضراراً خارجية". على حد قولها.
وأوضحت القناة العبرية، أن المُسيّرة "أصابت نافذة غرفة نوم في منزل نتنياهو، ولم تخترق المنزل بسبب التحصينات، وتسببت بأضرار خارجية فقط". لافتةً إلى "أن تحليل الصور في منزل نتنياهو أظهر أن المُسيّرة تشبه تلك التي ضربت قاعدة التجنيد التابعة للواء غولاني، الأسبوع الماضي، وأدت لمقتل أربعة جنود وأصابت العشرات، وأنه وبسبب هيكلها وطيرانها على ارتفاعات عالية، يصعب اكتشافها واعتراضها". وفق زعمها.
وعلّقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على الخبر بقولها: "إن جيران نتنياهو يخشون من البقاء قرب منزله بسبب إمكانية تكرار الهجوم مستقبلاً، وتحدثت عن أن الأخير سيغيّر أماكن إقامته بعد الهجوم على منزله في قيسارية".
في السياق، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر بالشاباك قوله: "تمّ تكثيف إجراءات الحراسة حول كبار الشخصيات بعد استهداف منزل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وفي الوقت الذي انشغلت فيه إسرائيل بتتبّع مُسيّرات حزب الله، أظهرت صور سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشرها لمنزل نتنياهو، أمس، تضرر نافذة غرفة نوم أصابتها واحدة من ثلاث مُسيّرات أطلقها حزب الله واستهدفته السبت الماضي".
وكانت نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، صباح اليوم الأربعاء 23-10-2024، صورة لمسيّرة حزب الله التي أدخلت أمس مليون إسرائيلي للملاجئ في شمال ووسط الكيان.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت: هذه صورة المسيّرة التي أدخلت أمس مليون إسرائيلي للملاجئ لمدة ساعة.. وجدت قرب "يوكنعام". ومن ناحيتها قالت القناة 12 العبرية: "العثور على حطام المسيّرة التي أطلقت أمس من لبنان في منطقة مفتوحة بالقرب من يوكنعام".
جدير ذكره أنه دوت صافرات الإنذار أمس في مناطق واسعة من شمال فلسطين المحتلة ومنطقة حيفا وصولاً إلى مشارف "تل أبيب"؛ في أعقاب دخول مسيرة لحزب الله للمنطقة دون العثور عليها.