مشهد القائد السنوار شهيداً: "لا تصالحوا من قتلنا واصلوا الطريق نحو النصر"

الساعة 08:43 ص|19 أكتوبر 2024

فلسطين اليوم

ما بين الـ27 من سبتمبر والـ17 من أكتوبر أحداث جلل أصابت المقاومة في المنطقة بداية باستشهاد "سيد المقاومة" الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، وليس انتهاءً باستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، القائد يحيى السنوار، الرابط الوحيد بين الإثنين هو الوقوف في وجه الظلم والمقاومة ورفض الذل فمعركة "طوفان الأقصى" هي معركة مصيرية لمستقبل المنطقة وهي بالدرجة الأولى صراع "وجودي" كما أراده المجرم نتنياهو منذ بداية المعركة والهدف منه التخلص من كل من يرفض الوجود الإسرائيلي ومن خلفه الأمريكي في المنطقة.

القائد المشتبك ترجل في ليلة مُقمرة متقدماً الصفوف الأمامية للقتال مُمتشقاً سلاحه مرتدياً "سترته العسكرية" مع جنوده في حي تل السلطان بمدينة رفح حيث لا مسافات فاصلة بينه وبين جنود العدو الإسرائيلي، وكما أظهرت الفيديوهات التي بثها الإعلام العبري كيف ظل "القائد السنوار" يُقاتل جنود العدو حتى آخر رمق من حياته، وقد ألقى بعصى على المسيرة التي جاءت لتصوير المنزل الذي تواجد فيه، وحتى كيف استمر بعد ذلك بإلقاء القنابل اليدوية حين عاود جنود العدو اقتحام المنزل وتدخلت الدبابات بإطلاق قذائفها وإسكات هذا الصوت المقاوم الذي أراد أن يقول لنا: "لا تصالحوا من قتلنا واصلوا الطريق نحو النصر".

لا شك أن المقاومة بخسارتها للقائد يحيى السنوار خسرت رجلاً لطالما كان يحلم بتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها وطبّق ذلك في معركة "طوفان الأقصى"، ولطالما رفض الذل والهوان حتى في سجنه لم يعرف ذلك، كما رفض تقديم أي اعترافات كما يقول المحققون الإسرائيليون الذين تولوا مهمة التحقيق معه إبان أسره في سجون العدو الإسرائيلي، وحتى عندما خرج في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 واصل الطريق الذي بدأه منذ كان شاباً، فقد تولى العديد من المسؤوليات في حركة حماس وكان أهمها رئيس حركة حماس في قطاع غزة، ومن ثم تكليفه في أغسطس الماضي برئاسة المكتب السياسي للحركة في أعقاب استشهاد سابقه الشهيد القائد، إسماعيل هنية في عملية اغتيال إسرائيلية في العاصمة الإيرانية طهران.

تُذكرنا خطابات الشهيد القائد يحيى السنوار بخطابات الشهيد السيد حسن نصر الله، من حيث كانت تهدف لمخاطبة جمهور المقاومة بالتمسك بنهج رفض الظلم والعدوان الذي تقوده إسرائيل والولايات المتحدة، وأن بيننا وبين أؤلائك القتلة جدران عالية من الدماء، فلا مصالحة معهم والطريق الوحيد واضح ولا حياد عنه "المُضي نحو النصر على العدو وتحرير الأرض من المحتل".

استشهاد السنوار علامة فارقة بالنضال الفلسطيني

من جانبه، نعى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، القائد زياد النخالة، الشهيد القائد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. قائلاً في بيان صحفي، أمس الجمعة: "ننعى اليوم قائداً كبيراً ومميزاً من قادةِ شعبنا الفلسطيني، أمضى حياته مجاهداً، وتقدم الصفوف وقاتَل في سبيل الله، لمْ يتردد ولم يَضعُف، ولم يغادر سلاحه".

وأضاف النخالة: "شهادة السنوار كانت علامَةً فارقةً في تاريخِ النضالِ الفلسطيني، إنَّه القائدُ الكبير يحيى السنوار، الذي ارتَبَطتْ باسمِهِ أكبرُ معركةٍ خاضها الشعبُ الفلسطيني على مدار نِضالهِ الطَّويل، انَّها معركَةُ طوفانِ الأقصى بكلِّ ما تَحمِله من معاني البُطولَة والتَضحيَة والفِـداء".

وأردف القائد النخالة: "نودعُ اليومَ أبا إبراهيم قائداً وشهيداً، والشهداءُ أحياءٌ عندَ ربِّهم يُرزَقون، وأحياءٌ في مَسيرَةِ جِهادِنا نَحوَ القدسِ، وراياتنا عاليةٌ لا تَنحني".

وشدد على أن الشَّعبُ الفلسطيني والمقاومَةُ سيبقونَ أُمناءَ على خطِّ المقاومةِ، وأوفياءٌ لروحِ القائدِ الكبير يحيى السنوار، أيقونَةُ الجهادِ والمقاومة، وسيحملون رايتَهُ وروحَهُ، وسَيَفخرونَ بِهِ قائِداً ومُقاتلاً حتّى الشهادة، وسيكملونَ مُقاتلينَ على طريقِ القدس، وسَيكملون مُقاتِلينَ حتى النَّصـرِ".

من هو يحيى السنوار رئيس حماس- من هو يحيى السنوار

استشهاد قائد "طوفان الأقصى"

وكان أعلن رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، أمس الجمعة، استشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار، مشددا على السير على دربه في مقارعة الاحتلال حتى دحره.

وقال الحية: "بكل معاني الشموخ والكبرياء والعزة والكرامة تنعى حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أمتنا جميعا وأحرار العالم رجلا من أنبل الرجال وأشجع الرجال، رجلا كرس حياته من أجل فلسطين، وقدم روحه في سبيل الله على طريق تحريرها، صدق الله فصدقه الله، واصطفاه شهيدا مع من سبقه من إخوانه الشهداء".

وأضاف: "ننعى القائد الوطني الكبير الأخ المجاهد الشهيد يحيى السنور (أبو إبراهيم)؛ رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقائد معركة طوفان الأقصى الذي ارتقى بطلًا شهيدًا، مقبلًا غير مُدبر، مُمْتَشقًا سلاحه، مشتبكًا ومواجهًا لجيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف، يتنقل بين كل المواقع القتالية صامدا مرابطا ثابتا على أرض غزة العزة، مُدافعا عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهمًا في إذكاء روح الصُّمود والصَّبر والرّباط والمقاومة.

طوفان الأقصى
 

كلمات دلالية