تراوح مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة مكانها منذ عدة أسابيع، لتطفو إلى السطح مجددًا عقب إعلان جيش الاحتلال اغتيال رئيس حركة حماس يحيى السنوار في رفح جنوب قطاع غزة، في وقت يترقب فيه العالم مصير المفاوضات.
نتنياهو في أول تعليق له على استشهاد السنوار، أكد على استمرار الحرب على غزة حتى بعد اغتيال السنوار، قائلاً في رسالة إلى الإسرائيليين: "نحن في حرب الانبعاث "النهضة"، ولا تزال أمامنا تحديات كبيرة".
ومع هذه التطورات، تدخل المفاوضات ومصير الحرب، لا سيما أنّ الرجل الأول في حماس كان مسؤولاً عن ملف المفاوضات خلال العدوان على غزة، إذ تسعى الإدارة الأمريكية إلى استثمار هذا الموقف الجديد لاستئناف ملف المفاوضات لتبادل الأسرى ووفق إطلاق النار.
جثة السنوار ورقة تفاوض
تقول صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه من المتوقع أن يتم الاحتفاظ بجثة رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار كورقة تفاوض مقابل الإفراج عن الرهائن "الإسرائيليين".
وتضيف الصحيفة، أن "إسرائيل" قد توافق على إعادة جثمان السنوار مقابل الإفراج عن عدد من الرهائن، في حال عرض عليها ذلك.
ويقدّر مسؤولون "إسرائيليون" أن ملف المفاوضات بشأن صفقة الرهائن قد انتقل، بعد مقتل السنوار، إلى قيادة حركة حماس خارج قطاع غزة، ما يزيد من فرص التوصل إلى اتفاق، وكذلك من فعالية الضغوط التي قد يمارسها الوسطاء لإنجاز الاتفاق.
بلينكن في زيارة للمنطقة
ولم يصدر أي تعقيب من حركة حماس حتى اللحظة حول إعلان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" استشهاد يحيى السنوار.
ما يؤكد ذلك، اعتزام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة المنطقة في الأيام المقبلة بعدما أعلنت إسرائيل اغتيال السنوار، حسب ما أورده موقع أكسيوس الأميركي، الخميس، مشيراً إلى أنّ بلينكن سيناقش خلال زيارته سبل الدفع باتجاه اتفاق بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة ووقف إطلاق النار.
وتشير وزارة الخارجية الأميركية، إلى أنّ بلينكن أجرى اتصالين هاتفيين منفصلين، أمس الخميس، مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بشأن إنهاء الصراع الدائر في المنطقة.
تعزيز الصفقة
القناة 13 العبرية، كشفت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد ظهر اليوم مشاورة أمنية خاصة في كيرياه بحضور عدد من الوزراء.
وأكد مصدر مطلع، أنه من المتوقع أن تتناول بشكل أساسي محاولة تعزيز مفاوضات صفقة التبادل.
نتنياهو: الحرب لم تنته
أكد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار في عملية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكدا أن الحرب لم تنته.
وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحفي اليوم الخميس أن الجيش الإسرائيلي سيواصل بكامل قوته حتى إعادة المحتجزين، قائلا "وجهنا ضربة للشر لكن المهمة لم تكتمل"، وفق وصفه.
وشدد على أن حركة حماس لن تحكم قطاع غزة بعد الآن، وتوجه إلى مقاتلي الحركة قائلا "إلى من يحتجزون المختطفين نقول حرروهم وسندعكم تعيشون".
وقال إن الشرق الأوسط لديه فرصة لوقف ما يصفه بـ"محور الشر"، لإحلال السلام والازدهار في المنطقة، بحسب زعمه.
وكان الجيش الإسرائيلي أكد قبل دقائق من خطاب نتنياهو مقتل السنوار أمس الأربعاء باشتباكات في جنوب قطاع غزة.
أكدت صحيفة واشنطن بوست الأميركية نقلًا عن دبلوماسيين مطلعين على المفاوضات غير المباشرة بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية ان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أعاق اتفاق وقف إطلاق النار مرارًا منذ حزيران/ يونيو الماضي بوضع مطالب جديدة.
لحظة تاريخية
إلى ذلك، قالت صحيفة "يديعوت آحرنوت"، إن الأيام المقبلة ستثبت إذا كانت الحكومة "الإسرائيلية" ستستغل اللحظة التاريخية التي وقعت بين يديها للشروع في تحرك شامل لإبرام صفقة وإنهاء الحرب متعددة الساحات في اتفاق يلبي احتياجاتها الأمنية، أم أنها ستتبع طريق أعضائها المتطرفين "بن غفير وسموترتيش" وتواصل هجماتها في أنحاء الشرق الأوسط وسقوط مزيد من القتلى والتخلي عن المختطفين بغزة للأبد.
وتؤكد صحيفة واشنطن بوست الأميركية، نقلًا عن دبلوماسيين مطلعين على المفاوضات غير المباشرة بين "إسرائيل" والمقاومة الفلسطينية، أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو أعاق اتفاق وقف إطلاق النار مرارًا منذ حزيران/ يونيو الماضي بوضع مطالب جديدة.
الاغتيالات غير مجدية
صحيفة "هآرتس العبرية"، أشارت إلى أن الاغتيالات أثبتت سابقا لقادة حماس أن الحركة لم تغير من سلوكها وأيديولوجيتها أو أدى ذلك لانهيارها.
وأوضحت أنه بعد كل عملية اغتيال يظهر قادة جدد وفي كل فترة كانت تظهر حماس قدرتها على التعافي وادخال قيادة جديدة من جيل إلى آخر.
وأعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، أمس الخميس، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش في بيان صحفي:" يعلن جيش الدفاع والشاباك انه في ختام عملية مطاردة استغرقت عامًا كامل قضت يوم أمس قواتنا في جنوب قطاع غزة على يحيي السنوار رئيس حركة حماس".