بقلم/ الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي: أحمد سلامة
خلال حرب تموز 2006 كان التركيز الإسرائيلي ينصب على محاولة إحراز تقدم ميداني في إحدى القرى الحدودية وخاصة في "بنت جبيل" وسعى لرفع العلم الإسرائيلي في أطراف القرية، ولم يدُم رفعه سوى ساعات معدودة، وخرج العدو من القرية تحت الضربات القاسية لمقاتلي المقاومة الإسلامية في لبنان، وكان بمثابة انتصار حقيقي للمقاومة من الناحية العسكرية بفشل العدو في تثبيت أي نقطة والسيطرة عليها بعموم القرى في جنوب لبنان.
في هذه الحرب المختلفة بكل المقاييس عن حرب تموز يخشى العدو الإسرائيلي إدخال قوام "كتائب من الدبابات"، إلى القرى الحدودية جنوب لبنان، ويقوم فقط بدفع عديد فصيل أو اثنين من الدبابات لتجنب الخسائر في الآليات العسكرية؛ بسبب تهديد الأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصر الله، بتدمير الدبابات الإسرائيلية لجيش العدو وأنه "لن تبقى لهم دبابات حال دخولهم جنوب لبنان"، عقب الخسائر التي لحقت بسلاح المدرعات خلال الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
القرار الذي اتخذه حزب الله ووعد به سابقاً أمينه العام السيد الشهيد حسن نصر الله، بدأ الحزب تنفيذه عملياً على أرض الواقع، وكل دبابة أو مدرعة بدأت تدخل المسافات الأولى للقرى الحدودية يقوم بتدميرها وسحقها بواسطة صواريخ الكورنيت المضادة للدروع وبعض الأنواع الأخرى ضد الدبابات؛ والسبب هو أن سلاح المدرعات يشكل هي جزء عسكري مهم في تحقيق أي تقدم على الأرض لأي جيش من خلال تنفيذ عمليات التقدم المختلفة سواء على شكل "خطي"، و"التفافي"؛ لمباغتة الطرف الآخر وهو ما لا يريده "الحزب".
لقد أثبتت المعارك الميدانية أن القدرات العسكرية لحزب الله لا تزال تتمتع بقوة كبيرة، ولم تتأثر بالضربات الإسرائيلية، هذا الأمر إلى جانب المهارة العالية والخبرة التي يمتلكها القادة والمقاتلين في حزب الله وخاصة في مهارتهم الكبيرة في استهداف الآليات وإيقاعها بكمائن "دروع مُحكمة" في المناطق التي يحاول العدو التوغل بها أو يحاول الالتفاف عليها، وفي الإطار تمكن حزب الله، اليوم الخميس، من تدمير دبابتي ميركفا وإحراقهما في مرتفعات منطقة اللبونة في القطاع الغربي وإيقاع من فيها بين قتيل وجريح.
وفي السياق ذكر الإعلام العبري، أنه "وقعت "أحداثاً صعبة" على الحدود جنوب لبنان دون ذكر المزيد من التفاصيل، في ظل ذكر العديد من المصادر العبرية غير الرسمية "سقوط نحو 5 جنود قتلى في المعارك جنوب لبنان بالإضافة لأكثر من 20 إصابة".
مصادر في الجيش الإسرائيلي، ذكرت اليوم الخميس، "أن حزب الله تمكن من تدمير 17 دبابة إسرائيلية خلال الـ17 يوماً الماضية جنوب لبنان، أي بمعدل دبابة يومياً".
يمكن القول: أن الاستراتيجية التي يتبعها حزب الله هي منع أي تقدم بري "إسرائيلي" للقرى اللبنانية في الجنوب، من خلال التركيز على الاستهداف بالصواريخ المضادة للدروع للدبابات، وإيقاع القوات الخاصة الإسرائيلية في كمائن هندسية "مفخخة" والاشتباك من مسافة صفر وإيقاع القوات في مقتلة حقيقية.
التقديرات: سيواصل حزب الله اتباع استراتيجية تدمير الدبابات الإسرائيلي التي تحاول التقدم في الجنوب؛ تصديقاً لوعد الأمين العام السيد الشهيد حسن نصر الله.
- كما سيواصل حزب الله استهداف الجبهة الداخلية الإسرائيلية من خلال استهداف المدن الكبرى وسط الكيان، كصفد، وحيفا، وتل أبيب؛ وهو يهدف لإيلام العدو وتدفيعه أثمان باهظة مقابل جرائمه.
- العدو لن يقوى على المقاومة اللبنانية المعروفة بشراسة قتالها البري، وقد عهد ذلك منذ عام 2006؛ لذلك سينتقل العدو لتنفيذ جرائم ضد المدنيين في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية والبقاع.