كشف تحقيق إسرائيلي في انفجار طائرة مسيرة لـ "حزب الله" في قاعدة تدريب "لواء غولاني" جنوب حيفا، أن المسيرة "ضللت سلاح الجو" الذي فقد الاتصال بها وظن أنها تحطمت ذاتيا بسبب تحليقها على ارتفاع منخفض.
وقالت جيش الاحتلال: "يكشف تحقيق أولي أجراه سلاح الجو أن حزب الله أطلق هجوما مشتركا بثلاث طائرات مسيرة وقذائف صاروخية وثلاثة صواريخ دقيقة على حيفا بشكل متزامن".
وأضافت: "وفق نتائج التحقيق، اعترضت البحرية الإسرائيلية والقبة الحديدية طائرتين مسيرتين، أما الطائرة الثالثة فُقد الاتصال بها عندما كانت شمال شرق مدينة عكا".
وتابعت: "خلال هذه الفترة الزمنية، اعتقد سلاح الجو أنها تحطمت ذاتيا بعد فقدان الاتصال بها لفترة طويلة بسبب الارتفاع المنخفض التي كانت تحلق عليه، أو بسبب التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) من قبل سلاح الجو".
التحقيق الإسرائيلي كشف أنه "كان من الممكن تصنيف المسيرة على أنها تهديد جوي، لكن هذا لم يحدث".
وأكد سلاح الجو الإسرائيلي، أن "وحدة المراقبة الجوية تلقت بلاغا من الشرطة حول رؤية مواطنين لطائرة مشبوهة في منطقة يوكنعام جنوب شرق حيفا، لكن بما أنه في ذلك الوقت كانت هناك طائرة مروحية في الجو في نفس المنطقة، فقد اعتقد سلاح الجو أنها طائرة إسرائيلية".
وفي استخلاص للدروس، قال سلاح الجو الإسرائيلي، إنه عقب الحادث "لن يأخذ في الاعتبار تحطم مسيرات من تلقاء نفسها ما لم يكن هناك ما يثبت ذلك، وهذا يعني أنه في الأيام المقبلة قد يتم تفعيل إنذارات واسعة النطاق في العديد من مناطق البلاد، وسيكون بعضها أيضا إنذارات كاذبة".
وتابع: "ننتقل إلى وضع الحماية، حتى لو فقدنا الاتصال بالطائرة المسيرة لمدة نصف ساعة ولا نعرف مكانها".
وبشأن الميزات القتالية للمسيرة، أوضح سلاح الجو الإسرائيلي، أنها من طراز "شاهد 107″، برأس حربي يزن بين 3 و5 كيلوغرامات، وتعمل باستخدام نظام تحديد المواقع، ولكن “حزب الله لم يوجه المسيرة عن بعد، بل تمت تغذيتها مسبقا بمسار الرحلة والموقع الدقيق".
ووفق تقييم سلاح الجو الإسرائيلي، فقد وجه "حزب الله" المسيرة بدقة إلى قاعة الطعام في القاعدة خلال تناول الجنود وجبة العشاء.
وكان "حزب الله" أطلق أمس مسيرة من لبنان أصابت قاعدة تدريب للواء غولاني، الوحدة الخاصة للمشاة بجيش الاحتلال، ما أدى إلى مقتل 4 جنود وإصابة 7 بجروح حرجة، بينما أفاد جهاز الإسعاف (نجمة داود الحمراء) بوجود 61 جريحا.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي وسعت "إسرائيل" نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتشمل لبنان بشن غارات جوية طالت العاصمة بيروت، بالإضافة إلى عمليات توغل بري في الجنوب.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية في لبنان حتى مساء الأحد عن ألف و539 شهيداً و4 آلاف و471 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و340 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.
ويرد "حزب الله" يومياً بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن "إسرائيل" جانباً من خسائرها البشرية والمادية، وتفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.