مع نقل العدو الإسرائيلي لثقله العسكري للمنطقة الشمالية على الحدود مع لبنان بداية سبتمبر الماضي وما أعقبها من الضربات التي استهدفت قادة حزب الله، والقصف المركّز على الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع وجنوب لبنان، واستقدام العدو المزيد من التعزيزات العسكرية للشمال من خلال الزج بالفرق العسكرية التالية للجبهة وهي: الفرقة 36 جاعش، والفرقة 98 مظليين"، والفرقة 99 "قوات خاصة"، بالإضافة للعديد من الفرق الاحتياطية، بأن تركيز العدو أصبح ينصب على المعارك الدائرة مع حزب الله على الحدود الشمالية.
لبنان جبهة "جهد رئيسي"
وبهذا تشير كافة الوقائع الميدانية وعلى مختلف جبهات القتال، أن جبهة قطاع غزة بدأ العدو الإسرائيلي في تحوليها من جبهة جهد "وقتال رئيسية" إلى جبهة "ثانوية"، وهذا ما أعلنه بالأمس الجيش الإسرائيلي من "أن جبهة غزة أصبحت جبهة ثانوية لأول مرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
بالرغم من العملية العسكرية التي يشنها جيش العدو الإسرائيلي على محافظة شمال قطاع غزة وتتركز في مخيم جباليا للاجئين، حيث تدور اشتباكات ضارية بين المقاومة والجيش الإسرائيلي؛ إلا أن القوات الإسرائيلية المقاتلة الموجودة هناك هي أقل بكثير من قوام القوات التي كانت تتواجد في الاجتياح الأول للمنطقة في بداية حرب الإبادة على قطاع غزة. هذا الأمر لا يدع مجالاً للشك بأن هذه العملية "ستكون محدود من حيث التوقيت والأهداف"، حيث أعلن العدو أن الهدف منها القضاء على ما أسماها "محاولات المقاومة تثبيت وجودها من جديد في شمال القطاع". كما يدعي.
الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي، أحمد سلامة، أرجع هذا الأمر إلى أن العدو الإسرائيلي يهدف لوقف عمليات إطلاق الصواريخ التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية من حين لآخر باتجاه مدن ومستوطنات غلاف غزة بالإضافة لمدينة عسقلان المحتلة التي تكرر استهدافها خلال الأيام الأخيرة.
واعتقد سلامة في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" : "بأن العدو الإسرائيلي، أن نقل الثقل العسكري للحدود الشمالية و(تحويلها لجبهة رئيسية للقتال)، يعني أن الجيش الإسرائيلي يركز جزء كبير من قواته في القتال مع حزب الله؛ نظراً لشراسة المعارك البرية مع الحزب هناك".
استمرار العمليات الخاطفة بغزة
وقال الباحث في الشأن الإسرائيلي: "إعلان جيش العدو تحويل جبهة غزة إلى "جبهة ثانوية"، لا يعني انتهاء العمليات العسكرية، بل ستظل هناك عمليات "سريعة وخاطفة" قد لا تتعدى الأسبوعين، بهدف الوصول لعناصر المقاومة الذين يدعي العدو وجودهم بين المدنيين".
وتابع سلامة: "هذه العملية ربما تهدف لتصفية بعض المقاومين عن طريق استدراجهم للخروج والتصدي للقوات الإسرائيلية المتوغلة حالياً في شمال قطاع غزة".
وقدّر، "أن حزب الله يركز كامل قوته البرية في المناطق الجنوبية للبنان؛ بهدف منع تقدم قوات العدو الإسرائيلي ومنعها من تشكيل صورة نصر كما حدث خلال المعارك في عام 2006 في مارون الراس وبنت جبيل".
كما اعتقد سلامة "بأن الكمائن النوعية التي أوقعت نحو 200 جندي وضابط من جيش الاحتلال بين قتيل وجريح على الحدود الجنوبية للبنان؛ جعلت العدو يستقدم المزيد من القوات المختلفة للتماهي مع التغيرات في ميدان المعركة".
وكانت ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أمس الجمعة "أنه تم الإعلان رسميا لأول مرة عن أن جبهة قطاع غزة ساحة قتال ثانوية، بينما جبهة لبنان ساحة قتال رئيسية، خاصة مع بدء العملية البرية العسكرية في جنوب لبنان".
جدير ذكره أنه يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم السابع على التوالي، حصار شمالي قطاع غزة، وينفذ عملية عسكرية واسعة أدت لاستشهاد العشرات وإصابة المئات حتى اللحظة، إضافة إلى نسف لعشرات المنازل وسط انقطاع كامل للمساعدات الغذائية والطبية.