خبر عودة فرنسية قوية للعراق من نافذة الاقتصاد

الساعة 06:56 ص|03 يوليو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

تسعى فرنسا، التي وصل رئيس وزرائها فرانسوا فيون مع وفد يضم رؤساء عدد من الشركات أمس إلى بغداد، إلى عودة اقتصادية قوية إلى العراق، بعيد انسحاب القوات الأمريكية من مدنه وبلداته.

 

وقال فيون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي نوري المالكي إن “الشخصيات التي حضرت معي جاءت بنية قوية لتطوير الأنشطة في العراق” مشيرا إلى انه “بطبيعة الحال تحتاج إلى وضع امني مستقر يستمر في التحسن”. واكد انه “ليس هناك اي داع لعدم تجديد العلاقات الاقتصادية التي كانت موجودة بين البلدين في السابق”.

 

وكان مسؤول حكومي فرنسي صرح للصحافيين ان “العراقيين يريدون ان يتحرروا من الوصاية الأمريكية، ولهذا يريدون أن يعملوا مع مستثمرين آخرين يعرفونهم جيدا بينهم فرنسا”.

 

 

بدوره، قال المالكي إن “الشركات الفرنسية لها تاريخ في العمل العراق ولها رغبة وتصميم على العودة بعد انقطاع اضطراري” مؤكدا ان “هذه الظروف زالت”. وتابع ان “العراق يطمح إلى ان يكون هناك بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي تعاون سياسي وتبادل في مؤسسات المجتمع المدني”.

 

واكد المالكي “توقيع عدة مذكرات تعاون في مجالات التجارة والأمن والدفاع والثقافة” بين العراق وفرنسا خلال زيارة فيون. وأشار إلى أن “العلاقات دخلت في مرحلة جديد، لاسيما أننا لا نبدأ من الصفر إنما نستعيد تاريخ من العلاقات والتعاون الايجابي بين البلدين”.

 

وأعربت الحكومة العراقية على لسان الناطق باسمها علي الدباغ عن رغبتها في دور اقتصادي كبير لفرنسا في العراق. وقال الدباغ إن “بلدنا يريد ان تكون فرنسا شريكا استراتيجيا، خصوصا في المجال الاقتصادي” مشيرا إلى أن “رئيس الوزراء (نوري المالكي)، قد أعرب عن رغبته في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين”.

 

وقال الدباغ في بيان ان “المباحثات جرت بأجواء من التفاهم وتم الاتفاق على توسيع التعاون وتمتين العلاقات بين البلدين وبما يخدم مصلحة الطرفين في المجالات الاقتصادية، الثقافية، العلمية والتقنية ودعم فرنسا للعراق من اجل انضمامه إلى المنظمة العالمية للتجارة وعقد اتفاق شراكة وتجارة مع الاتحاد الأوروبي”.

 

 

 

وكان مصدر مقرب من رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أعلن أن “مذكرة تفاهم ستوقع بين فرنسا والمصرف التجاري العراقي لحماية المستثمرين الفرنسيين، ومذكرة أخرى لتدريب المهندسين في مجال النقل، وأخرى لتشكيل مجلس لرجال الأعمال الفرنسيين والعراقيين، يترأسه مدير شركة توتال الفرنسية العملاقة كريستوف دو مارجيريه”.

 

ويضم الوفد المرافق لفيون والمكون من ثلاثين شخصية الذي يزور العراق ليوم واحد، كريستين لاغارد وزيرة الاقتصاد ولورانس باريزو رئيسة منظمة أرباب العمل ولوي غالوا رئيس المجموعة الأوروبية للصناعات الجوية والدفاعية “اي ايه دي اس” وبرونو لافون رئيس مجلس إدارة شركة لافارج. كما يضم هنري لاكمان رئيس مجلس الرقابة في شنايدر وكريستوف دي مارجوري المدير العام لشركة توتال وهنري بروغليو رئيس مجلس إدارة شركة فيوليا وجان لوي شوساد المدير العام لشركة “سويز” للبيئة.

 

وكان مسؤولون فرنسيون أعربوا عن حماسة الشركات الفرنسية في المشاركة في العمل في العراق، رغم التخوف من الوضع الأمني. وقال مصدر فرنسي “اذا كان بمقدرونا، فإننا سوف نجلب كل الشركات الفرنسية الأربعين العملاقة إلى هنا، ولا توجد اي شركة واحدة ترفض القدوم”. وأضاف أن “الشيء الوحيد الذي تتخوف منه الشركات، هو الوضع الأمني”.

 

بدوره، قال لوي غالوا رئيس المجموعة الأوروبية للصناعات الجوية والدفاعية “أي ايه دي اس” ان “الخطوط الجوية العراقية لديها فقط طائرات من طراز البوينج وهذا بالنسبة لي يعد استفزازا”. وأضاف “نحن نقدم خدمتنا في جميع مناطق الخليج، فلماذا لا يكون لنا هذا الدور في العراق”.

 

 

 

من جانبها، قالت لورانس باريزو رئيسة منظمة أرباب العمل “علينا ان نبدأ بالعمل من الآن، يجب ان نكون حاضرين، خصوصا بعد توفر مؤشرات كثيرة مشجعة منذ عام” في إشارة إلى التحسن الأمني في البلاد.

 

وأشار بيان لرئاسة الحكومة الفرنسية إلى انه “سيتم توقيع العديد من العقود” بمناسبة هذه الزيارة التي كان تم الاتفاق بشأنها أثناء زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي العراق في العاشر من شباط/فبراير الماضي.