عام على "الطوفان".. لماذا اختارها نتنياهو حرباً وجودية؟

الساعة 09:33 ص|09 أكتوبر 2024

فلسطين اليوم

مر عام على اطلاق المقاومة الفلسطينية بغزة معركة "طوفان الأقصى" ضد العدو الإسرائيلي بتاريخ 7-10-2023، وهو التاريخ الذي هزّ المنطقة بل الجيش الإسرائيلي الذي لطالما تغنى بأنه "الجيش الذي لا يقهر"، ومنذ اللحظة الأولى عاشت القيادة السياسية في حالة من الصدمة والذهول من هول ما جرى في ذلك اليوم، ومباشرة أعلن نتنياهو أن الحرب التي ستخوضها "إسرائيل" في مواجهة الفلسطينيين هي "حرب وجود" لا أكثر من ذلك.

هذا الأمر بكل تأكيد ينبع من حالة الفوقية التي يؤمن بها، نتنياهو، الذي يتصف "بجنون العظمة" حتى مع من هم أعضاء في حكومته وشركاءه السياسيين، فهو ومن هذا المنظور الضيق يعتقد وبشدة "بأنه المُخلص "للشعب الإسرائيلي" من كل ما يتعرض له"، ويقول بشكل لا مواربة فيه للإسرائليين: أنا ربكم الأعلى". وفق قوله.

نظرة الاستعلاء والفوقية

هذه النظرة "الاستعلائية الفوقية" لنتنياهو ظهرت بشكل جلي في خطابه أمام الكونغرس الأمريكي مستجدياً الدعم العسكري الأمريكي بشكل أكبر لمحاربة ما أسماه بـ"البربرية" العربية، فهو يدعي التحضر بينما يقتل عشرات الآلاف من النساء والأطفال في قطاع غزة في حربٍ أقل ما توصف بأنها "لا نظير لها في العصر الحديث" من ناحية الإجرام بل فاقت حرب عام 1948.

كيف لا تكون حرب وجودية على فلسطين والمنطقة ونتنياهو لا يرى من يردعه أو يوقفه عند حده، حيث يضرب جيشه في فلسطين، ولبنان، واليمن، وسوريا، والعراق، موقعاً مئات الآلاف من الشهداء والجرحى، ناهيك عن الدمار الكبير في المنازل والبنية التحتية في غزة ولبنان، فلقد اتخذ نتنياهو في ظل "حربه الوجودية"، قرار ضرب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، من الأمم المتحدة، فقد رفع حينها صوته عالياً، مدعياً بأن "إسرائيل هي الضحية؛ بينما المقاومة هي المُعتدية عليها، في ظل نفاق عالمي لا حدود له، فالعالم لا يعترف إلا بالأقوياء ومن يمتلكون الملايين من الدولارات لتمويل "حروب الإبادة" التي تحتاج في المقابل الكثير من الدماء والأثمان التي تدفع فاتورتها شعوب المنطقة؛ لتمسكها بالمقاومة ورفض الذل والهوان.

قوات الاحتلال في غزة

حرب وجودية ضد كل مقاوم شريف

هذه الحرب الوجودية التي اختارها نتنياهو ليست فقط ضد شعوب المنطقة بل ضد "محور المقاومة" وكل مقاوم شريف يرفض الذل والهوان، ورأى هذا المجرم "أنه يجب "اجتثاث جذور المقاومة" كما يعتقد، فكافة الشواهد والبراهين تؤكد رؤيته السابقة التي لا يقتنع بغيرها.

فاغتيال الشهيد صالح العاروري في يناير الماضي كان البداية، ثم تبع ذلك اغتيال كل من: رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، بطهران، والقائد العسكري لحزب الله، فؤاد شكر، بالضاحية الجنوبية، ومن ثم مجزرة "البايجر" واتصالات حزب الله في منتصف سبتمبر الماضي، ثم تلا ذلك اغتيال "قائد ركن العمليات" في حزب الله، إبراهيم عقيل، وقادة "الرضوان" بالضاحية الجنوبية، وختام ذلك كان الـ27 من سبتمبر المنصرم باغتيال سيد المقاومة، الشهيد حسن نصر الله، في الضاحية الجنوبية في بيروت.

لقد أثبت العدو الإسرائيلي مراراً وتكرراً أن هذه الحرب الإجرامية تستهدف الوجود المقاوم في المنطقة وحاضنته الشعبية، فكان في كل استهداف للمربعات السكنية يقوم بقتل عشرات بل مئات من المدنيين بزعم وجود قادة للمقاومة في الأمان المستهدفة، والأدهى من ذلك هو السلاح الأمريكي المستخدم في جرائم القتل، والذي يزن في بعض القنابل 2000 رطل كما في قنبلة "مارك 84" التي استخدمت في اغتيال السيد حسن نصر الله، ودمرت نحو 6 عمارات سكنية ولم تبقي لها أثراً.

مكان استهداف العدو الإسرائيلي السيد نصر الله بالضاحية الجنوبية.jfif

إيران في عين الاستهداف الإسرائيلي

فقد تعمد العدو خلال هذه الحرب استهداف كل من يمت بصلة إلى المقاومة والرفض في هذه المنطقة، فها هي "إسرائيل" تكيدُ المكائد للجهورية الإسلامية في إيران في أعقاب ردها الصاروخي الأخيرة على اغتيال العدو الإسرائيلي، رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله.

موقع أكسيوس الأمريكي قال: "بايدن ونتنياهو سيتحدثان اليوم الأربعاء بشأن الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني"، مضيفاً "رد إسرائيل على إيران سيكون كبيرا ومن المرجح أن يشمل غارات جوية وهجمات سرية".

وبحسب مصادر إعلامية أمريكية، "فقد دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشكل غير مباشر إلى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية".

وقالت شبكة نيوزماكس الإعلامية نقلاً عن ترامب قوله: "إن إيران ستمتلك أسلحة نووية قريبًا، وينتقد بشدة سياسة بايدن الخارجية وتصريحه بأنه لا يؤيد مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية".

جدير ذكره أنه، وافقت، أول أمس الإثنين 7-10-2024، ذكرى مرور عام على انطلاق معركة "طوفان الأقصى" التي خاضتها كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية وسيطرت خلالها على منطقة غلاف غزة وقتلت أكثر من 1000 إسرائيلي غالبيتهم من الجنود وأسرت نحو 250 آخرين في ضربة هي الأقوى في تاريخ كيان العدو.


 

كلمات دلالية