بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لانطلاق معركة "طوفان الأقصى"، البطولية التي نفذتها المقاومة رداً على جرائم العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، خرج سكان مخيم جباليا من بيوتهم بعد "إرغام جيش العدو" لهم على ترك منازلهم؛ بهدف شن عملية عسكرية تستهدف ما أسمته بـ"منع المقاومة تثبيت تواجدها" بالمنطقة. كما يدعي.
منذ ساعات صباح، أمس الأحد الـ6 من أكتوبر 2024، حاولت قوات جيش العدو الإسرائيلي اقتحام مخيم جباليا عبر عدة محاور، من الشرق، والغرب؛ ولكن بالرغم من ذلك لم يستطع العدو التوغل لعمق مخيم جباليا الذي خاض أعتى المعارك في مايو الماضي إبان التوغل الثاني للمخيم والذي أدى لدمار كبير في منازل المواطنين والبنية التحتية وكل ما يصادف طريق الاحتلال.
سكان جباليا للعدو: يرحلون ونبقى!
لقد حاول سكان المخيم طوال الأربعة شهور الماضية التي عقبت توغل جيش العدو الإسرائيلي، استعادة الحياة هناك من لا شيئ؛ لأن إرادة الحياة تطغى دوماً على إرادة القتل والدمار التي يتبعها العدو، والأهم في الأمر كله أن المواطنين خرجوا من منازلهم في المخيم ذاته وليس إلى الجنوب، وإنما إلى أقرب نقطة منه؛ كي يعودوا في الغد القريب، فأصحاب الأرض يضربون جذورهم فيها ويبقون في أرضهم والعدو سيرحل بكل تأكيد وكأن لسان حالهم يقول "يرحلون ونبقى، والأرض لنا ستبقى".
الصحفي يوسف فارس المتواجد في شمال قطاع غزة، أكد "أن عدوان الاحتلال على جباليا أدى إلى موجة نزوح كبيرة للمواطنين من منازلهم المدمرة".
وقال فارس في تصريحات صحفية تابعتها "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن "منشورات الاحتلال طالبت السكان اليوم بالخروج من مناطق شمال غزة نحو الجنوب، ولكن ما حدث -حتى هذه اللحظة، هو انتقال الأهالي من المناطق الأكثر توتراً إلى الأقل في نفس مناطق الشمال".
وأوضح أن "مستشفيات الشمال تواصلت مع مؤسسات دولية لمعرفة مصيرها مع تجدد الاجتياح في مناطق الشمال، لكنها لم تبلغ بنية الاحتلال إخلائها".
وأشار الصحفي "فارس"، إلى أن "هناك أكثر من 100 ألف نازح من مخيم جباليا وجباليا البلد والأحياء القريبة، حيث تعرضت كلها للقصف المدفعي وأحزمة نارية وقصف جوي عنيف".
ولفت إلى أن "حجم القوات البرية المتوغلة في كافة مناطق الشمال غير مؤهل للقيام بعملية عسكرية كبيرة، وإنما عملية محدودة قد تستمر لأيام أو أسابيع قليلة".
وفي الإطار قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "لا علاقة بين العملية العسكرية البرية التي بدأت في جباليا وبين تنفيذ "خطة الجنرالات" أو "خطة أيلاند".
وأضافت الإذاعة العبرية: "هذه عملية عسكرية بحتة، وهي منفصلة تماماً عن العملية السياسية، وحتى هذه المرحلة لم يحسم المستوى السياسي بعد أي تنفيذ لخطة سياسية في شمال قطاع غزة".
جدير ذكره أنه، توافق اليوم 7-10-2024، ذكرى مرور عام على انطلاق معركة "طوفان الأقصى" التي خاضتها كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية وسيطرت خلالها على منطقة غلاف غزة وقتلت أكثر من 1000 إسرائيلي غالبيتهم من الجنود وأسرت نحو 250 آخرين في ضربة هي الأقوى في تاريخ كيان العدو.