الفرقة 36 هي أكبر فرقة مدرعة في الخدمة النظامية في سلاح المدرعات في الجيش الإسرائيلي. تأسست عام 1954، وتتبع للقيادة الشمالية، تتكون من 4 ألوية هي لواء غولاني واللواء السابع واللواء 188 واللواء 282، ولكل لواء اختصاص معين.
شاركت الفرقة في جميع الحروب التي شنتها إسرائيل منذ تأسيسها على الفلسطينيين والعرب، بدءا من حروب النكبة مرورا بالنكسة والحرب على جنوب لبنان ومن ثم الحروب على قطاع غزة.
التأسيس
تأسست الفرقة 36 في سبتمبر/أيلول 1954، وترأس قيادتها في ذلك الحين الجنرال أبراهام يوفي، ولم تضم قوات دائمة، وإنما كان دورها استقبال القوات تحت القيادة الشمالية وفقا للمهمة المنوطة بها، وتتوزع المهام في مجالات متنوعة لوجستية واستخباراتية وعملياتية وعسكرية وغيرها.
منذ تأسيسها تتبع الفرقة للقيادة الشمالية، واستقرت في قاعدة نيفهام، وأوكلت إليها مسؤولية قطاع هضبة الجولان والحرمون، وفي يناير/كانون الثاني 2014 انتقلت إلى معسكر طابور أمام جبل طابور، وهو أعلى جبل في القسم الجنوبي للجليل الأسفل شمال مرج ابن عامر في فلسطين.
تضم الفرقة 4 ألوية نظامية كل لواء له شارة خاصة به:
اللواء غولاني
(اللواء الأول)
وهو لواء المشاة النظامي الوحيد الذي يعمل في الجيش الإسرائيلي منذ تأسيسه من دون انقطاع، وتأسس في 22 فبراير/شباط 1948 بعد انقسام لواء ليفانوني، ويتكون من كتائب هي: كتيبة باراك وكتيبة جدعون، وكتيبة الاستطلاع، ويرتدي مقاتلو اللواء قبعة بنية وأحذية سوداء.
اللواء السابع
أو تشكيل الجولان الهجومي، وهو أقدم لواء مدرع في الجيش الإسرائيلي، تأسس في 16 مايو/أيار 1948 بعد إعلان قيام إسرائيل، وهو أحد الألوية المدرعة النظامية الثلاثة في الجيش الإسرائيلي، ويضم 3 كتائب مدرعة هي الكتيبة 77، والكتيبة 82، وكتيبة الهندسة 603.
ويخضع مقاتلو اللواء كل بضعة أشهر لفترة تدريبة مكثفة يتدربون خلالها على حالات الطوارئ والأسلحة الجديدة. ومنذ عام 2014 جُهزت كتائب اللواء السابع بدبابات ميركافا سيمان 4.
تأسست الفرقة 36 عام 1954 وخاضت حروبا مختلفة (الفرنسية)
اللواء 188
وهو لواء مدرع نظامي، تأسس قبل قيام دولة إسرائيل، وكان لواء مشاة تحت اسم كرملي، وبعد قيام دولة إسرائيل تحول إلى اللواء المدرع 45، وفي أبريل/نيسان 1969 تغير اسم اللواء إلى "لواء باراك"، وأصبح رقمه 188. ويضم 4 كتائب هي: كتيبة سعير 74 وكتيبة صوفا 53 وكتيبة رشيف 71 وكتيبة المهندسين الميدانيين 605، وهو آخر لواء استخدم دبابة سنتوريون قبل أن يتحول إلى دبابات ميركافا-3 عام 1992.
لواء المدفعية 282
أنشئ اللواء بصفته لواء مدفعيا قبل حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 بوقت قصير، وشارك في احتلال هضبة الجولان إلى جانب اللواء السابع ولواء غولاني، ويتكون اللواء من 6 كتائب، 4 نظامية وكتيبتي احتياط.
الكتائب النظامية هي: الكتيبة 411، والكتيبة النمر 405 والكتيبة رام 334، وهي كتيبة الصواريخ الوحيدة في الجيش الإسرائيلي التي تشغل منصات الإطلاق، بالإضافة إلى الكتيبة 611، وهي كتيبة إيتام المسؤولة عن تشغيل نظام التتبع والأرصاد الجوية.
صمم أحد قوّاد الفرقة الشعار، وهو المقدم رافائيل إيتان، وتتوسطه دبابة بأجنحة، وفي أعلاها سيف يرمز إلى "القدرة القتالية" للفرقة، كما أن السيف عموما جزء أساسي من شعار الجيش الإسرائيلي.
وتشير الدبابة المجنحة إلى أنها فرقة مدرعة وبها ألوية مدرعة، أما الأجنحة فإشارة إلى الحركة السريعة والسهلة للفرقة، على الرغم من كونها فرقة مدرعة.
شعار الفرقة 36 في الجيش الإسرائيلي (موقع وورلد ميليتري)
أما الألوان في الشعار، فهي كما يفسرها الجيش الإسرائيلي:
اللون الأحمر، ويرمز إلى دماء جنود الفرقة الذين سقطوا في معارك مختلفة.
اللونان الأزرق الفاتح مع الأبيض على الجناح، إشارة إلى العلم الإسرائيلي.
اللونان الأخضر والأسود، لونا سلاح المدرعات في الجيش الإسرائيلي.
التاريخ
تأسست الفرقة 36 عام 1954، وخاض بعض ألويتها حروبا متنوعة، فاشتركت في حرب 1967 تحت قيادة اللواء إيلاد بيليد، وخاضت الفرقة معارك في شمال السامرة، وسيطرت على جنين ونابلس والجولان.
وكان تحت قيادة الفرقة 36 في تلك الحرب لواء المشاة الثالث والتاسع، واللواء المدرع 37 واللواء الميكانيكي 45 وكتيبة القيادة المدرعة 181، إضافة إلى ألوية أخرى.
وأوكلت في تلك المعركة مهمة القتال على الحدود السورية والأردنية إلى لواء غولاني من الفرقة، ونفذ مع اللواء السابع واللواء 282 حينها عدة عمليات منها عملية تل العزيزات التي سقط على إثرها الجولان بيد إسرائيل.
وأسهم اللواء السابع من الفرقة 36 في وقف هجوم الجيش السوري عند مرتفعات الجولان، وخاضت الكتيبة 82 معركة في القطاع الجنوبي من الهضبة.
بقيت الفرقة 36 منذ تأسيسها وحتى عام 1971 تتولى إدارة القوات المؤقتة التي توكل إليها مهمة قيادتها في المهمات المختلفة، من دون أن تكون لديها قوات نظامية ثابتة.
وفي عام 1971 بدأ تنظيم الفرقة بصفتها فرقة دائمة في الجيش بقوات وألوية دائمة تحت إمرتها. وتسلمت حينها مسؤولية قطاع هضبة الجولان بشكل دائم.
ثم خاضت الفرقة حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973 بقوات نظامية دائمة، فاحتل لواء غولاني جبل الشيخ والمرتفعات المحيطة به، وواجه اللواء 188 القوات السورية في هضبة الجولان.
شاركت بعض ألوية الفرقة وكتائبها في حرب لبنان الأولى التي بدأت في السادس من يونيو/حزيران 1982، وقاتلت على الجبهة المركزية، وعلى الطريق الساحلي المؤدي إلى بيروت، ووصلت قوات اللواء 188 إلى مشارف بيروت، وشاركت في المعارك مع القوات السورية.
في حين قاتلت كتيبة من اللواء 188 إلى جانب اللواء غولاني في القطاع الأوسط والغربي من جنوب لبنان، وفي معارك مخيم عين الحلوة. وشارك اللواء 282 في قصف مواقع المقاتلين، كما خاض جنود الفرقة مواجهات ضد المقاتلين في محيط مدينة صيدا.
كما شاركت ألوية وكتائب من الفرقة 36 في الحرب الثانية على لبنان عام 2006، وتكبد مقاتلوها خسائر كثيرة، كما كان للفرقة دور في الانتفاضة الثانية، إذ أسهمت في قتل الفلسطينيين وقمعهم واعتقال عدد منهم، لا سيما في الضفة الغربية. ونفذت عمليات في مناطق مختلفة من فلسطين وجنوب لبنان.