نعى حزب الله بعد ظهر أمس السبت رسميًا أمينه العام الشهيد حسن نصرالله إثر غارات جوية إسرائيلية عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ففي وقت سابق من مساء الجمعة، شنت مقاتلات إسرائيلية من طراز "إف 35" غارات "عنيفة وغير مسبوقة" على منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لحزب الله، مستهدفة نصر الله.
وقال جيش الاحتلال في بيان، إن الغارة التي استهدف عبرها نصرالله تمت بـ"توجيه استخباري دقيق لهيئة الاستخبارات والمؤسسة الأمنية على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في ضاحية بيروت الجنوبية".
وتعتبر "إسرائيل" الشهيد السيد نصر الله الصيد الثمين بالنسبة لها، بسبب الدور الذي يلعبه في قيادة حزب الله، الذي يُعتبر من أكبر الأعداء العسكريين لها.
وسبق أن حاولت "إسرائيل" في مناسبات عدة اغتياله خلال التصعيدات المتكررة، لكن هذه المحاولات لم تنجح.
بدورها، أدرجت وزارة الخارجية الأميركية نصر الله على "قائمة الإرهابيين الدوليين" عام 1995، وعرضت مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى تحديد مكانه أو اعتقاله.
من هو حسن نصر الله؟
ولد حسن نصر الله في 31 أغسطس/ آب 1960 في ضاحية برج حمود البيروتية، وهو الابن التاسع بين 10 أشقاء.
بُعيد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية منتصف سبعينيات القرن الماضي، اضطرت عائلة نصر الله إلى أن تشدّ رحالها إلى البازورية جنوبي لبنان التي تنحدر منها. وكان حسن نصر الله في الخامسة عشرة من عمره حينها.
تزوج من فاطمة ياسين ولهما خمسة أبناء: هادي، زينب، محمد جواد، محمد مهدي، ومحمد علي.
ابنه الأكبر، هادي، استشهد في مواجهات مع جيش الاحتلال جنوب لبنان عام 1997.
تلقى نصر الله تعليمًا دينيًا في مراكز وحوزات في لبنان والعراق وإيران.
انضم نصر الله إلى "حركة أمل" خلال دراسته الثانوية، وتدرج بالمناصب حتى أصبح عضوًا في المكتب السياسي للحركة عام 1979.
عام 1982 كان نصر الله صاحب الـ22 ربيعًا ضمن مجموعة من الشخصيات التي انشقت عن حركة أمل وأسست حزب الله، ليتولى مهمة التعبئة وإنشاء الخلايا العسكرية.
وفي 1985، انتقل إلى بيروت حيث تولى منصب نائب مسؤول المنطقة، ثم أصبح المسؤول التنفيذي العام المكلف بتطبيق قرارات مجلس الشورى.
زعامة حزب الله
تولى نصر الله منصب الأمين العام لحزب الله في 16 فبراير/ شباط 1992، بعد اغتيال سلفه عباس الموسوي في هجوم إسرائيلي.
تعهد نصر الله حينها، وأثناء تشييع الموسوي، بمواصلة المقاومة حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.
ومنذ توليه القيادة، قاد نصر الله الحزب في سلسلة من العمليات النوعية ضد "إسرائيل"، أبرزها أدى إلى انسحاب قوات الاحتلال من جنوب لبنان في عام 2000 بعد احتلال دام 22 عامًا.
في عام 2004، لعب نصر الله دورًا محوريًا في أكبر صفقة تبادل أسرى بين حزب الله و"إسرائيل"، شملت إطلاق مئات الأسرى اللبنانيين والعرب.
نال نصر الله لقب "سيد المقاومة" محليًا نظرًا لدور الحزب في تحرير جنوب لبنان عام 2000، ومواجهته لـ "إسرائيل" في حرب "تموز" عام 2006.
ساعدت خطبه الحماسية وتنفيذ وعوده بشن هجمات ضد "إسرائيل" ردًا على اعتداءاتها المتكررة ضد الفلسطينيين في تعزيز شعبيته، خاصة في العالمين العربي والإسلامي.
أعلن نصر الله عن فتح "جبهة في جنوب لبنان لدعم وإسناد المقاومة الفلسطينية"، في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وهي الجبهة التي قال في عدد من خطبه إنها لن تهدأ إلا بعد إنهاء الحرب على غزة.