بهذه الأدوات استطاعت "إسرائيل" الوصول لقادة حزب الله..!

الساعة 11:35 ص|28 سبتمبر 2024

فلسطين اليوم

يمتلك العدو الإسرائيلي وأجهزة استخباراته العديد من منظومات المراقبة والاستطلاع والتتبع عالية المستوى التي لا يوجد لها مثيل في الشرق الأوسط، الأمر الذي يعرفه "حزب الله" تمام المعرفة ودفعه لقصف قاعدتي الـ8200 و"الموساد" في "جليلوت" قرب "تل أبيب"؛ رداً على اغتيال قائده العسكري، فؤاد شكر، في نهاية يوليو الماضي.

فالعدو الإسرائيلي يمتلك ضمن "شعبة الاستخبارات العسكرية" الإسرائيلية العديد من الوحدات التي تختص بمهام الرصد والتتبع والرؤية البصرية وغيرها، وهي تنقسم إلى ما يلي: وحدة 8200 "المراقبة والتتبع"، وحدة 9900 "الرؤية البصرية"، ووحدة تجنيد العملاء "504"، ووحدة "بناء الأهداف"، والأخيرة أنشأت مؤخراً عقب خطة "تنوفا" التي وضعها رئيس أركان جيش العدو السابق، أفيف كوخافي.

ومن هذا الباب يعرف حزب الله هذه التفاصيل كاملةً ولذلك يعمل وفق "نظرته للتفوق الإسرائيلي التقني والاستخباري"، ويحسب "خطواته بالخطوة" كما يقولون، دون تهور وانفعال؛ لأنه يعلم أن أي خطوة ستكلفه الكثير.

وبحسب العديد من الخبراء في الشأن الإسرائيلي، "فإن العدو الإسرائيلي يمتلك ضمن شعبة استخباراته منظومة متطورة من العديد من الطائرات الاستخبارية الخاصة بالمراقبة وتتبع الاتصالات مثل طائرة "هيرمس 450 وهيرمس 900، وهيرون تي بي 200، وطائرة بيتش كرافت "بي 200"، وكوكيا، وجولف استرم الأكثر تطوراً في العالم".

ويقول الخبراء في الشأن الإسرائيلي لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "تعمل الطائرات من نوع هيرمس 450 وهيرمس 900 وهيرون تي بي 200 على الرصد والمتابعة للأهداف الأرضية المتحركة والثابتة بشكل دقيق من خلال الاعتماد على جودة الصورة".

وأضاف الخبراء: "قد تصل جودة الصورة في بعض هذه الطائرات إلى إظهار هيئة الشخص المطلوب والذي يسعى العدو لمتابعته، كما في كاميرات طائرة هيرمس 900 المتطورة والتي تستطيع تصوير 8 أماكن في آن واحد".

طائرات مأهولة خطيرة!

ووفقاً لهم "فإن الأهم والأخطر من ذلك هو امتلاك الاستخبارات الإسرائيلية لأسراب من الطائرات المأهولة مثل "طائرة بيتش كرافت بي 200" الأمريكية الصنع، والتي تعمل "كغرفة عمليات محمولة جواً" وتقوم بعمليات تعقب للاتصالات السلكية واللاسلكية للطرف الآخر، ويمكنها أن تغطي المنطقة بأكملها "سوريا، ولبنان، وفلسطين، والأردن، ومصر".

وأوضحوا بقولهم: "هذا النوع من الطائرات الذي طوره العدو عن "النسخة الأمريكية الأم" يعمل على وضع اللمسات الأخيرة لأي ضربة أو "اغتيال" يسعى العدو الإسرائيلي للقيام به، شارحين هذه الطريقة "بأن الطائرات بدون طيار تقوم بتزويد الطائرات المأهولة بكافة الصور والخرائط الخاصة بمكان الاستهداف وأبعاده وقياساته وغيرها من الأمور".

بيتش كرافت بي 200

وتابع الخبراء: "يتم تحليلها المعلومات والصور والمعطيات من قبل طاقم ضباط استخبارات طائرة "بي 200" وعددهم حوالي 12 ضابط، وفي حال تم رصد الشخص المطلوب قد دخل مبنى معين، يتم تتبعه على مدار الساعة وإشراك عملاء من جهاز "الشاباك" في تتبع الشخص".

وأردفوا: "قد تستغرق عملية التتبع من 3 أيام لأسبوع في الأغلب قبل الضربة وفي بعض الأحيان تستغرق أكثر من ذلك، موضحين أنه عند اكتمال المعلومة التي يصفها العدو "بالذهبية" في حينها، يسعى العدو ضرب المكان الذي يحتوي الهدف الثمين بغض النظر عن عدد المدنيين الموجودين في محيطه".

وقال الخبراء في الشأن الإسرائيلي: "كما يمتلك العدو طائرة "جولف استريم جي 550" وهي أحدث طائرات الاستخبارات في العالم، وتعمل على تتبع الأهداف بدقة متناهية من خلال "التنصت" على الاتصالات، و"تشفير المعلومات"، وغيرها من التقنيات التي تتمتع بها هذه الطائرة".

طائرة جولف استريم

وفي الختام، التقدير أنه بعد هذا الاستعراض وبالنظر لما يمتلكه العدو الإسرائيلي من ترسانة ومنظومات استخبارية ضخمة، يتضح لنا طريقة حصوله على المعلومات عن الأشخاص الذين يسعى لاغتيالهم، كما حصل مع القائد العسكري لحزب الله، فؤاد شكر، وقائد ركن العمليات في "الحزب" إبراهيم عقيل، وقادة وحدة الرضوان، وليس بعيداً كما حصل مع العديد من قادة المقاومة بغزة، وهذا الأمر يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التفوق الاستخباري للعدو مكنه من الوصول لقادة حزب الله في ظل زمن التطور التكنولوجي والتقني الذي تتربع على عرشه "إسرائيل" في المنطقة العربية.

بقلم الكاتب/ أحمد سلامة

كلمات دلالية