خبر قيادة للجامعات-هآرتس

الساعة 09:11 ص|02 يوليو 2009

بقلم: أسرة التحرير

استقالة رئيس جامعة تل أبيب، البروفيسور تسفي غليل، تجسد حالة التردي التي طرأت على مكانة الجامعات العامة في اسرائيل والتشوش الذي علقت فيه في تعريف دورها الاجتماعي والثقافي. اللجنة الادارية للجامعة خاب أملها من أن غليل لم يفِ بالتوقعات التي علقتها عليه ولم ينجح في ان يجمع ما يكفي من التبرعات للجامعة.

سنوات طيبة كانت للجامعات العامة حين كانت تتلقى اضافة للدعم الحكومي السخي تبرعات حماسية من يهود الشتات ايضا. اما في السنوات الاخيرة فطرأ ترد على وضعها. وهي توجد في منافسة اقتصادية تجارية مع الكليات الخاصة والعامة: فتغلق دوائر لا طلب عليها وتفتح دوائر ومسارات تعليم جذابة لتشجيع الطلب والتسجيل – ولكن يخيل انها تجد صعوبة في مواجهة التحدي ولا تجد الطريق للنمو المتجدد. التآكل في وضعها يهدد ايضا دورها كبؤر للمعرفة العلمية والبحثية.

عن الاخفاقات الادارية في الجامعات اشار تقرير مراقب الدولة في آذار من هذا العام والذي وصف ترتيبات اعتزال شاذة، شذوذ في الرواتب بعشرات في المائة، وعلاوات منتفخة لرجال الطاقم والاداريين. علاوة 24 في المائة على الرواتب، والتي حققها كبار رجالات الجامعات لانفسهم - وليس للباحثين والمحاضرين الشباب، الذين هم جيل المستقبل في التعليم العالي – تعكس التناقض بين ادعاء الجامعات بان ميزانياتها لا تكفي وبين سلوك الطاقم الكبير فيها.

وبالذات في ضوء المصاعب المتزايدة – حكومة لا ترى في التعليم العالي العام وفي تطوير البحث في العلوم الطبيعية والانسانية، معفية من اعتبارات الكلفة/المنفعة، وهي قيم يجب الحفاظ عليها بتشدد؛ كليات خاصة تصدر الشهادات الاكاديمية؛ وأزمة اقتصادية – يوجد للجامعات فرصة لبلورة هويتها وتحديد اهداف حديثة لنفسها.

هذه المهمة ملقاة على رئيس المجلس الجديد، البروفيسور منويل تريختنبرغ، والرئيس القادم لجامعة تل أبيب. ليس جمع الصدقات وليس محاولة الفوز على الكليات الخاصة في ملعبها مطالبون الان، بل رؤيا وقيادة يعرفان الجامعات كمراكز رائدة للمعرفة، الفكر، الروح والبحث في اسرائيل.