بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن يدرك أن فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار، وإبرام صفقة تبادل مع المقاومة خلال الأشهر الأربعة المتبقية من ولايته أصبحت أقل من أي وقت مضى، في حين أن خطر نشوب حرب واسعة النطاق لم يكن أعلى من أي وقت مضى.
وقال مقربون من بايدن: إن الولايات المتحدة لم تتمكن بعد من تقديم "خطة وساطة" لوقف نهائي لإطلاق النار لأنه لا توجد فرصة أن يقوم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أو رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار بالتفكير في ذلك في هذه اللحظة.
ويشعر المسؤولون في مجلس الأمن القومي الأمريكي بإحباط متزايد تجاه نتنياهو، ويتحدثون عن الصراخ المتبادل بين الرئيس بايدن ونتنياهو في مكالمات هاتفية، وعن الإحباط في زيارات وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى "تل ابيب"، إذ يقولون فقد حصل على وعود شخصية من نتنياهو ليراه يناقضها بعد ساعات قليلة.
علاوة على ذلك، يتساءل المقربون من بايدن عما إذا كان نتنياهو يواصل إضافة شروط جديدة إلى مفاوضات وقف إطلاق النار للحفاظ على ائتلافه الهش، أو البقاء في منصبه وتجنبه محاكمة.
وأشار المقربون من الرئيس الأمريكي أيضًا إلى تبادل إطلاق النار بين الكيان وحزب الله في الشمال، وقالوا إنه على الرغم من أن نتنياهو لديه كل الحق في مهاجمة حزب الله اللبناني، إلا أن التوتر بينه وبين نتنياهو كبير جدًا لدرجة أنهم في الآونة الأخيرة ولم يتم إجراء محادثات هاتفية بينهما.
من جهتهم، صرح مسؤولون صهاينة وأمريكيون كبار لصحيفة "هآرتس"، أن الإدارة الأمريكية تؤيد الضربات الجوية المكثفة التي نفذتها "إسرائيل" في الأيام الأخيرة ضد حزب الله في لبنان، لكنها تعارض في هذه المرحلة غزوًا بريًا صهيونياً للبلاد.
وفي الوقت نفسه، تحاول الإدارة منع إيران من التدخل بشكل فعال في القتال، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من فرصة نشوب حرب إقليمية.
وعلى المستوى العام، قدمت الإدارة في واشنطن حتى الآن الدعم الكامل لتصرفات الكيان، حتى أن المسؤولين في البيت الأبيض رحبوا باغتيال بعض كبار قادة حزب الله الذين شاركوا في هجمات ضد الولايات المتحدة في الماضي.
لكن رغم الدعم، يرى البيت الأبيض أن تصعيد الاوضاع في لبنان لن يدفع حزب الله إلى التهدئة وخفض التوترات على الجبهة الشمالية - هذا ما صرح به مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لرويترز.
في هذه المرحلة نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت ورؤساء الأجهزة الأمنية لم يتخذوا بعد قراراً بتنفيذ اجتياح بري للبنان، لذا حرصوا على تحذير الكيان من العواقب التي قد تترتب على ذلك.