أكد ردّ المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله"، الذي أصاب قاعدة "رامات دافيد" بحيفا، وتعتبر واحدة من أهم 3 قواعد رئيسية في "إسرائيل"، بما لا يدع مجالاً للشك للعدو بأن المقاومة لا زالت تتمتع بقدرة وحيوية ومرونة عالية في الميدان؛ بالرغم من استهداف العدو لقائد ركن العمليات في "الحزب"، إبراهيم عقيل "الحاج عبد القادر"، و13 من قادة "وحدة الرضوان".
كما أثبت هذا الرد بصواريخ من نوع "فادي1 وفادي 2"، أن قدرات "حزب الله" الصاروخية لا زالت بكامل قوتها، التي زعم العدو مؤخراً أنها قضى على الآلاف منها خلال ضربات الجوية المُكثفة التي استهدفت منطقة جنوب لبنان، والبقاع، وأن المواجهة مع "حزب الله" دخلت مرحلةً جديدة بعنوان "الحساب المفتوح"، أول قواعدها "حيفا مقابل العمق اللبناني".
ما يؤكد ذلك تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أمس خلال تشييع قادة الحزب الذين سقطوا في الغارة الإسرائيلية الجبانة على الضاحية الجنوبية في بيروت، بقوله: "عدنا أقوى والميدان سيشهد بذلك"، و"سيموت العدو رعبًا ويتفكك جمعه ولم يحقق أهدافه".
"معركة الحساب المفتوح"
وأضاف الشيخ قاسم: "لسنا بحاجة إلى إطلاق التهديدات ولن نحدد كيفية الرد على العدوان فلقد دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها "معركة الحساب المفتوح".
وأضاف قاسم: "ليلة أمس قدّمنا دفعة على الحساب في معركة الحساب المفتوح وراقبوا الميدان لينبئكم عن دفعات الحساب".
وأكد أن "العدو لم يتمكن من تحقيق أهدافه في فلسطين والمقاومة مستمرة، موضحاً أن أميركا غارقة في العدوان والإبادة مع "إسرائيل" ولا ينفع الدجل الذي تمارسه".
وتابع الشيخ قاسم: "لن توقفنا التهديدات ولا نخشى أخطر الاحتمالات، ونحن مستعدون لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية، وجبهة الاسناد في لبنان مستمرة إلى أن تتوقف الحرب على غزة".
وقال: "لن يعود سكان الشمال بل سيزداد النزوح وسيتوسع الاسناد والحل "الإسرائيلي" يزيد مأزقهم فاذهبوا الى غزة وأوقفوا الحرب"، موضحاً بقوله: "نتابع جبهة الاسناد والمواجهة، وبين الحين والآخر نقتلهم ونقاتلهم من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون".
ويظهر جلياً أن الضربة الصاروخية التي وجهها حزب الله تجاه مدينة حيفا تتناسب مع جريمة "إسرائيل"، الثلاثاء والأربعاء الماضي بـ"تفجير أجهزة البيجر والاتصالات اللاسلكيلة"، لعناصر "الحزب"، سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت، أو البقاع أو جنوب لبنان، وهي تكريس لقاعدة اشتباك جديدة ضمن ما أسماه نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بـ"معركة الحساب المفتوح".
المعادلة لصالح حزب الله
من ناحيته، اعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، أن العدو الإسرائيلي تختلف حساباته على جبهة "حزب الله" جنوب لبنان عن جبهة غزة، مبيناً أنه يريد الهدوء هناك وعودة مستوطنيه للشمال وإضعاف الحزب".
واعتقد منصور في تصريحات له تابعتها "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، "أن كل القراءات تُشير إلى أن المعادلة لصالح "الحزب" من حيث القوة والردع، والبيئة الحاضنة في لبنان".
كما رأى المختص، "أن حزب الله يتمتع بالإدارة العالية، والامكانيات المتطورة، بالإضافة للجغرافيا المتنوعة التي تساعد في القتال على الأرض".
كما وقال منصور: "أن حزب الله يتمتع بالنظرة والقدرة على قراءة العدو وامتلاكه لمبدأ المبادرة، مُعتقداً أنه لا يمكن تجريده من المبادرة، معتقداً "أن المواجهة الحالية بين العدو الإسرائيلي وحزب الله هدفها جعل ثمن وكلفة "جبهة الشمال" باهظة، ودفع "الحزب" إلى التجاوب مع الحلول المطروحة".
"حيفا مقابل العمق اللبناني"
من جانبه، اعتقد الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي، أحمد سلامة، أن معركة "الحساب المفتوح" التي أطلقها حزب الله هي تطور استراتيجي كبير في مسار الحرب على الجبهة الشمالية.
وقال سلامة في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "ما يمتع به حزب الله من مرونة عالية في القتال بالإضافة للقدرات الكبيرة من الصواريخ وتنوعها، أثبت أنه لا زال الأخير يمتلك مبدأ المبادرة".
كما اعتقد، "أن حزب الله لا زال يخبأ المزيد من المفاجآت للعدو الإسرائيلي؛ رداً على اغتيال القائد "عقيل" وقادة "وحدة الرضوان".
ورأى سلامة، أن "حزب الله بقصف مدينة حيفا، أمس، قد أرسى قاعدة مهمة؛ رداً على تفجير أجهزة الاتصال التابعة له وهي "حيفا مقابل العمق اللبناني".
وبيّن الباحث في الشأن الإسرائيلي، "أن العدو الإسرائيلي يسعى لإضعاف حزب الله من خلال نظرية "درأ المخاطر قبل وقوعها"، الأمر الذي يفسر شنه الضربات التي أدت لاغتيال قادة "وحدة الرضوان في الضاحية الجنوبية لبيروت".
ورأى أن "العدو يسعى من خلال هذه الضربات إلى "تحييد جبهة الإسناد" في لبنان عن عملها إلى جانب المقاومة الفلسطينية في غزة ضمن معركة "طوفان الأقصى، وهو ما يرفضه الحزب بالمطلق".