خبر مشاعر إحباط وخيبة أمل تسيطر على الغزيين بعد تأجيل الحوار مجدداً

الساعة 06:01 ص|02 يوليو 2009

فلسطين اليوم-غزة

سيطرت مشاعر من الإحباط وخيبة الأمل على معظم المواطنين بعد الأنباء التي تحدثت عن تأجيل جلسات الحوار الوطني المنعقدة في العاصمة المصرية القاهرة إلى الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

وكان الفلسطينيون يعلقون آمالا كبيرة على جلسة الحوار الأخيرة ويعتقدون أنها ستكون بداية لإنهاء الانقسام، خاصة بعد التصريحات المتلاحقة التي صدرت عن مسؤولين فلسطينيين ومصريين، وأكدت أن السابع من تموز سيشهد توقيع اتفاق مصالحة نهائي.

ويرى المواطن محمود جبريل أن التأجيل الأخير لجلسات الحوار يعبر عن عدم جدية المتحاورين في التوصل لاتفاق، مشيرا إلى أن التأجيل ما هو إلا إعلان مبطن لحالة الفشل التي يعانيها هذا الحوار.

وأشار جبريل إلى أن الحل يتمثل في نزول المواطنين بعشرات الآلاف للشوارع وتنظيم احتجاجات ومسيرات مستمرة على غرار ما فعلته المعارضة في لبنان، موضحا أن ذلك من شأنه إجبار المتخاصمين على التصالح، لأنه حينها ستكون مصالحهم وكراسيهم مهددة.

واتهم المواطن أحمد الشاعر المتحاورين بالسعي لتحقيق مصالحهم ومصالح أحزابهم دون الاكتراث لمعاناة المواطنين، خاصة في القطاع.

وأكد الشاعر أن المتحاورين على ثقة كاملة بأن إنهاء الانقسام سيسهم في رفع الحصار وتخفيف معاناة الناس لكنهم لا يسعون لذلك، "بل يسعى كل فريق لفرض رؤيته في النظام الانتخابي، ووضع أكبر عدد من عناصره في الأجهزة الأمنية، كما يسعون باستماتة لشغل أكبر عدد ممكن من المناصب الوزارية في أية حكومة مقترحة".

وطالب الشاعر المتحاورين بالذهاب في جولة قصيرة إلى قطاع غزة قبل التوجه لأية جلسة حوار، ليشاهدوا معاناة المهدمة منازلهم ويقفوا عن كثب على أوضاع العمال والمزارعين ممن تعطلت مصالحهم، مؤكدا أنهم لو فعلوا ذلك لتغيرت مواقفهم وقناعاتهم، وقد يسعون حينها لإنهاء الانقسام.

أما المواطن عماد سليمان، فأكد أن "نجاح أو فشل الحوار أمر لا يمتلكه الفلسطينيون بالمطلق"، موضحا أن الأراضي الفلسطينية بصورة عامة، وقطاع غزة بصفة خاصة، تعتبر ساحة صراع لقوى دولية وعربية وإقليمية، كل جهة تحاول أن تثبت قدرتها وقوتها على الأرض رغبة منها في تحقيق بعض المصالح.

وأشار إلى أنه "في حال رأت هذه القوى أن من مصلحتها إنهاء الانقسام فإن ذلك سيحدث خلال أيام معدودة".

من جهته، أكد زياد جرغون عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن فشل الجولة الأخيرة من الحوار في القاهرة كان أمرا متوقعا، موضحا أن أي حوار ثنائي يقوم على مبدأ المحاصصة سيكون مصيره الفشل.

وشدد جرغون خلال حديث مع صحيفة "الأيام" على ضرورة عقد جولات من الحوار الشامل بمشاركة القوى السياسية الفاعلة، موضحا أن مشاركة القوى في الحوار سيكون لها دور إيجابي في لم الشمل الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام.

وشدد جرغون على ضرورة أن يترافق أي حوار مع فعاليات شعبية ضاغطة، تكون بمثابة رسالة قوية للمتحاورين لإجبارهم على التوصل لاتفاق.

وأشار إلى أن الجبهة بالتعاون مع قوى اليسار الأخرى بصدد تنظيم سلسلة من الفعاليات والمسيرات، للمطالبة بإنهاء الانقسام والدعوة لشمولية الحوار الوطني، داعيا المواطنين للمشاركة في تلك الفعاليات.

وفي نهاية حديثه، جدد جرغون رفض الجبهة المطلق للاعتقالات السياسية سواء في الضفة أو القطاع، مؤكدا أن هذه الاعتقالات تزيد الأمور تعقيدا وتعمق حالة الانقسام.

من جانبه، دعا نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، حركتي فتح وحماس للتوقف الفوري عن الممارسات التي تعرقل نجاح الحوار الوطني.

وأشار غنيم في تصريحات صحافية، أمس، إلى أن حملات الاعتقال التي تجري في الضفة والقطاع وما يرافقها من حملات إعلامية تحريضية متبادلة تسهم في تأجيج الأجواء وتصاعد حدة الاحتقان لدى قواعد التنظيمين، معتبرا أن ذلك بمثابة وضع العصي في الدواليب وإحباط الجهود المبذولة من أجل استكمال الحوار الذي يفترض أن يتجاوز الثنائية إلى ما هو شامل.