قائمة الموقع

بعد العملية "الأمنية".. هل يقترب لبنان من حرب مفتوحة مع "إسرائيل"؟

2024-09-18T11:25:00+03:00
جانب من المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان
فلسطين اليوم

لأول مرة منذ نحو ثلاثة عقود نجح العدو الإسرائيلي، أمس، من تنفيذ ضربة أمنية استثنائية للمقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله"، عبر تفجيرات متزامنة لأجهزة اتصال متواجدة في العديد من مقرات حزب الله؛ ما أدى لاستشهاد 9 أشخاص وإصابة 3000 آخرين الأمر الذي أحدث حالة من الإرباك للطواقم الطبية في لبنان نتيجة عدد الإصابات الضخم الذي وصل للمستشفيات.

إن حجم هذه الضربة الأمنية التي نفذها العدو يؤكد مجدداً أنه لا يؤمن إلا بلغة القوة، ويسعى مراراً لتنفيذ عمليات مباغتة ضد قوى المقاومة في المنطقة، كما أثبتت أن العدو يسعى لإظهار حجم تفوقه التقني على خصومه، وأنه قادر على الضرب في كل مكان وزمان دون رادع، كما حصل في الاغتيالات سابقاً، والأهم من ذلك كله أنه تأتي هذه العملية في هذا التوقيت الحساس مُستهدفة حزب الله في لبنان؛ في محاولة لثنيه عن مواصلة جبهته الإسنادية إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة، منذ 12 شهراً على التوالي.

ويبدو أن العدو يسعى من خلال هذه الضربة التخلص من الواقع الذي فرضه "الحزب" على الجبهة الشمالية، من خلال تكثيفه الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ وإدخاله المدنيين الإسرائيليين، في دائرة الاستهداف بمستوطنات الشمال؛ الأمر الذي يُحتم عليه ضرورة الخروج من قواعد الاشتباك التي ثبتها حزب الله، مؤخراً هناك. فهل ستخرج الأمور عن السيطرة لحرب مفتوحة؟

استدراج ردّ حزب الله

من خلال الضربة الإسرائيلية للبنان يتضح أن العدو يسعى بشكل أو بآخر لاستدراج ردّ من حزب الله على هذه العملية؛ لإبقاء حالة الجبهة اللبنانية قائمة على الفعل ورد الفعل، وإبعادها عن إطار اسناد المقاومة غزة.

وبحسب العديد من المتابعين للشأن اللبناني، فإن الواقع يُشير إلى أنه بهذا العمل تدفع "إسرائيل" المقاومة في لبنان إلى البحث عن ردّ وفق "قاعدة التماثل"؛ والأمر الذي سيكون من خلال لجوء المقاومة إلى استخدام ما تتفوّق به، بما يجبي من العدو جيشاً ومؤسسات ومستوطنين، ثمن هذه الجريمة النكراء.

ووفقاً للمتابعين ما حصل من جريمة في "بيروت والبقاع والجنوب"، يثبت مُجدداً الحاجة إلى عقل وشجاعة، لكنه قد يفتح الباب أمام بعض الجنون؛ لكي يوقظ حواس العدو التي فقدها نتيجة ضربات المقاومة المؤلمة التي أصابت جنوده ومستوطنيه في مقتل.

حزب الله لن يوقف هجماته!

واعترفت وسائل الإعلام العبرية، بأن التفجيرات التي أصابت أجهزة اتصال حزب الله، لن توقف هجمات الأخير التي يقوم بها، اسناداً للشعب الفلسطيني؛ ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين اللبنانيين.

وفي الإطار، ذكرت بعض وسائل الإعلام العبرية، اليوم الأربعاء 18-9-2024، بأن التفجيرات أجهزة اتصال حزب الله بالأمس لن تؤثر عليه، ولن توقف هجماته.

وقال الكاتب والمحلل "آفي يسسخاروف" بـ"يديعوت أحرونوت: "عملية أمس المنسوبة إلى "إسرائيل" لن تدفع حزب الله لوقف هجماته ضد المستوطنات الشمالية بل إلى تصعيد هجماته".

وأضاف: "كما أنه لا ينوي التراجع إلى ما بعد نهر الليطاني، وبالتالي ينبغي التوقع أننا مقبلون على أيام وحتى ربما أسابيع من التصعيد". وفق قوله.

ولفت إلى أن هذا الأمر قد يجبر الجيش في النهاية على شن عملية بريّة؛ وذلك بينما لا يزال الجيش ينشط في قطاع غزة في الجنوب ويتكبد خسائر بشرية بما في ذلك في اليوم الأخير". على حد ما قال.

من جانبه، ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مراسلها، عميحاي أتالي قوله متساءلاً: ماذا يمكن أن نتوقع من حزب الله أن يفعل الآن، فهل يتصور أحد أنه بعد انفجار آلاف الأجهزة سيقرر التنظيم إلقاء سلاحه؟، و"أنه سيتعافى المصابون بجروح طفيفة ويعودون إلى وظائفهم، ونعود إلى نقطة البداية". وفق ما قال.

"إحراج" حزب الله

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، اعتبر أن "عملية التفجير المتزامن أمس لن تؤثر استراتيجيا على حزب الله؛ لكنها تضعه أمام لحظة صعبة وتحرجه، وتربك حساباته بالرد".

وقال المختص منصور في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "أتوقع أن من أقدم على هذه العملية، لديه مزيد من المفآجات، مُعتقداً بانه قد يكون أيضاً فكر في سيناريوهات ردّ الحزب عليها".

ورأى أن "إسرائيل" تسعى لجر حزب الله لمواجهة، يكون هو المبادر فيها، أو تهدف لوقف جبهته المساندة بأقل ثمن ممكن. وفق قوله.

وتوقع منصور، أن "حزب الله يتمتع بصفة الحسابات الباردة والاستراتيجية وبُعد النظر وعدم الانجرار وهو عودنا تاريخاً على ذلك، معتبراً أن قراره سواء اختار أن يرد أم ينتظر ليكون مدروس و"لن يخجل من إعلانه".

وقدر المختص في الشأن الإسرائيلي، أن حزب الله لن يتسرع، بقراره بتجنب الحرب لم يتغير، مُعتقداً في ذات الوقت أن "هناك لديه الكثير من المهمات التي عليه أن ينجزها قبل أن يرد على العدوان الأخير".

استعادة قوة الردع

من جانبه، اعتبر الباحث في الشأن الإسرائيلي، عادل شديد، أن العدو "الإسرائيلي" وجه لحزب الله وبيئته "ضربة نوعية موجعه مفاجئة". وفق قوله.

وقال شديد في تصريحات لها تابعتا "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "هذه الضربة يسعى العدو من خلالها لاستعادة قوة الردع، وإجبار الحزب على وقف جبهة الشمال بشروطها وترك غزة لوحدها".

ورأى الباحث في الشأن الإسرائيلي أن "الأيام المقبلة ستثبت عكس هذه الرؤية التي يعتقدها العدو".

اخبار ذات صلة