نفّذت إيران، فجر اليوم الإثنين، أعنف هجوم صاروخي مباشر على إسرائيل، مستهدفة مواقع عسكرية ومراكز حساسة في العمق الإسرائيلي، في ردّ واسع على العملية العسكرية التي أطلقتها تل أبيب، يوم الجمعة الماضي، ضد طهران، وأدت إلى اغتيال قيادات عسكرية وعلماء، إضافة إلى قصف منشآت نووية.
وجاء الرد الإيراني عبر وابل من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التي طالت منشآت استراتيجية، وسط تعتيم إعلامي فرضته الرقابة العسكرية الإسرائيلية، التي أصدرت أوامر مشددة بمنع نشر أي صور أو مقاطع لمواقع الاستهداف.
رغم التعتيم، كشفت تقارير للحرس الثوري ووسائل إعلام دولية، مدعومة بمقاطع وشهادات ميدانية، عن استهداف مواقع بالغة الحساسية، أبرزها مجمع وزارة الدفاع الإسرائيلية (الكرياه) في وسط تل أبيب. وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي اندلاع حرائق قرب المبنى، بينما ذكرت صحيفة هآرتس أن تسعة مبانٍ دُمّرت بالكامل في منطقة رامات غان، وتضررت مئات الشقق والمركبات.
وتداول ناشطون مقطعًا لمراسل شبكة فوكس نيوز من شارع “مناحيم بيغن”، أكد فيه إصابة أحد المباني قبل أن يتم منعه من التصوير من قبل الشرطة الإسرائيلية. وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الهجوم استهدف مجمع “الكرياه” أثناء انعقاد اجتماع أمني شارك فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، داخل “الحفرة” – القاعة المحصّنة تحت الأرض.
كما شمل القصف الإيراني منشآت نفطية في خليج حيفا، حيث أعلنت شركة “بازان” عن تضرر خطوط أنابيب، وإيقاف بعض المنشآت الثانوية، رغم استمرار تشغيل المرافق الأساسية.
في رحوفوت، أصيب معهد وايزمان للعلوم، الذي تعتبره إيران من مراكز البحث النووي الإسرائيلية، بأضرار جسيمة. وأكد المعهد تضرر عدد من مبانيه دون تسجيل إصابات، بينما نشرت صحيفة نيويورك تايمز صورًا تظهر حريقًا ودمارًا داخل المختبرات.
وشهدت عدة مدن ومناطق إسرائيلية قصفًا مباشرًا، بينها تل أبيب، حيفا، قيسارية، رمات غان، بني براك، بيتاح تكفا، ريشون لتسيون وبيت يام، مخلّفًا دمارًا واسعًا في البنية التحتية والممتلكات.
الهجوم الإيراني يأتي بعد عملية “الأسد الصاعد” التي أطلقتها إسرائيل فجر الجمعة، بمشاركة عشرات المقاتلات وبدعم أميركي، والتي استهدفت منشآت نووية ومقار عسكرية داخل إيران، وأسفرت عن اغتيال عدد من العلماء والقادة العسكريين البارزين.
وبحسب الحصيلة الرسمية المعلنة من داخل إسرائيل، أسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل 24 شخصًا وإصابة المئات، في واحدة من أكثر العمليات العسكرية الإيرانية تنظيمًا وجرأة منذ عقود.