الحرب تقترب من العام.. هل من جديد بمفاوضات "وقف النار" بغزة؟

الساعة 11:34 ص|14 سبتمبر 2024

فلسطين اليوم

ها قد اقترب العام على انقضائه ضمن الحرب الظالمة التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة، والتي استخدمت بها كافة صنوف الأسلحة وأذاقت سكان القطاع صنوفاً من القهر والعذاب اللامحدود من فقد الأحبة واستشهاد عائلات بأكملها، ومسحها كلياً من السجل المدني في حرب أقل ما توصف بأنها "لا مثيل لها" في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي الظالم.

هذا الواقع بغزة يأتي مع استمرار تعثُر مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية في غزة والعدو الإسرائيلي؛ نتيجة استمرار رئيس حكومة الكيان، بنيامين نتنياهو، بالتمسك بشروطه وهي: استمرار الحرب على قطاع غزة، وبقاء قوات الجيش الإسرائيلي في "محوري فيلادلفيا"، و"نيتساريم" وبقاء ما يسميه بـ"السيطرة الأمنية" للجيش هناك.

المقترح النهائي لـ"وقف النار"

كل ذلك يتزامن مع نية الولايات المتحدة الأمريكي طرح ما تسميه بـ"المقترح النهائي" لوقف إطلاق النار بغزة مع التشدد الذي يبديه، نتنياهو، في التمسك بمطالبه فيما يخص الحرب على قطاع غزة الذي لا زالت المقاومة فيه، تواصل التصدي لقوات العدو الإسرائيلي على مختلف محاور التقدم بالرغم من انخفاض وتيرة المعارك العسكرية، في ظل الحديث الإسرائيلي عن نقل الثقل العسكري باتجاه الجبهة الشمالية مع "حزب الله". فهل هناك جديد في قضية وقف إطلاق النار بغزة؟

وفي الإطار، ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، نقلاً عن مسؤولين مطّلعين على مفاوضات "وقف النار"، قولها: "إن مطلب نتنياهو الاحتفاظ بوجود عسكري إسرائيلي على محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، يبقى العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق".

وقالت المصادر ذاتها: "لم يتم تحقيق تقدّم خلال المحادثات مع ممثّلي "حماس" في الدوحة خلال الأسبوع، فيما نقلت عن مسؤولين "إسرائيليين" توقّعهم أن تقدّم إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن "المقترح النهائي" للصفقة خلال أيام في حال الانتهاء من صياغته، بعدما كان تمّ إرجاء تقديمه خلال الأسبوع الماضي بسبب ما أسماه بـ"عدم إظهار أيّ من الطرفين اهتماماً بعقد صفقة في الوقت الراهن، ما يمكن أن يعرّض المحادثات للانهيار إذا تمّ نشر المقترح في هذه الظروف". وفق قولها.

وأوضحت المصادر أن وفد "حماس" المفاوض اجتمع، الأربعاء الماضي، مع رئيس الاستخبارات المصرية، عباس كامل، ورئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لمناقشة المسائل العالقة، بما فيها عدد وهويات المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في حال التوصل إلى اتفاق.

وبحسب المصادر المُطلعة، "فقد جدّد وفد الحركة، إبداء الاستعداد للتوصل إلى صفقة على أساس "مقترح بايدن"، والذي وافقت عليه في الثاني من تموز الماضي، ورفضت ما يُسمى "الخطوط الحمر" التي وضعها نتنياهو بعد ذلك".

مفاوضات وقف اطلاق النار بغزة

نتنياهو يُعطل الاتفاق

ومن ناحيته، اتّهم مكتب رئيس وزراء الكيان، نتنياهو، في بيان له، "أن حركة حماس تحاول إخفاء حقيقة أنها تواصل معارضة الصفقة وتقوم بإفشالها". وفق قوله.

وزعم مكتب نتنياهو بقوله: "إسرائيل قبلت مقترح الوساطة النهائي المُقدّم من قبل الولايات المتحدة في 16 آب، بينما رفضته حماس وأعدمت ستة أسرى إسرائيليين بدم بارد. ولذلك، يجب على العالم مطالبتها بإطلاق سراح الأسرى فوراً". على حد تعبيره.

ومن جانبه، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، الجمعة: "ما زلنا في مناقشات مع مصر وإسرائيل للوصول إلى نص نهائي يوافق عليه الجميع".

يأتي ذلك في ظل نشر وسائل الإعلام العبرية، أن أوساط في حزب الليكود الحاكم في "إسرائيل" تدفع نحو تبنّي "خطة الجنرالات"، التي تهدف إلى تهجير نحو 300 ألف من سكان غزة شمال غزة إلى جنوبه، وتحويل المنطقة بأكملها إلى منطقة خاضعة للسيطرة "الإسرائيلية" الكاملة. وفق قولها.

وقالت القناة "كان 11": "إن مسؤولين كبار بالجيش "الإسرائيلي" يدرسون قبول خطة تحويل شمال القطاع إلى منطقة عسكرية، أو على الأقل اعتماد أجزاء منها.

نتنياهو ومحور فيلادلفيا

استهدافات جوية مركزة بغزة

من جانبه، اعتقد الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي، أحمد سلامة، أنه تسود جبهة القتال بغزة حالة من الركود النسبي، بين المقاومة الفلسطينية وقوات العدو الإسرائيلي في ظل دخول الحرب على قطاع غزة مرحلتها الثالثة، التي تعتمد على الاستهدافات الجوية المركزة، وعمليات التوغل السريعة داخل بعض المناطق؛ بناءً على الحصول على معلومات استخباراتية "موثوقة" كما يدعي العدو.

ورأى سلامة في مقال وصل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، أن المقاومة الفلسطينية بغزة، ستواصل التمسك بشروطها بانسحاب قوات العدو الإسرائيلي من كافة الأماكن التي تُسيطر عليها في قطاع غزة بما فيها محوري "نتساريم" و"فيلادلفيا"، وتطالب بعدم تقييد "إسرائيل" إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ذوي المحكوميات العالية الذين ترفض "إسرائيل" إطلاق سراحهم، معتقداً أن يُقدم العدو على المزيد من الاستهدافات الجوية المركزة وارتكاب المزيد من المجازر بحق مراكز الإيواء؛ بزعم وجود مقاومين بين النازحين.

نتنياهو يُثبت جمهوره المُضاد

وتوقع سلامة، أن تراجع حدة المظاهرات لدى الجمهور الإسرائيلي التي انطلقت للمطالبة بعقد صفقة لتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، بأعقاب مقتل 6 من المختطفين الإسرائيليين في مدينة رفح جنوب القطاع، هو بسبب تعبئة نتنياهو بشكل قوي لجمهوره المضاد الذي يشجع نتنياهو في الاستمرار بالحرب على قطاع غزة.

وبخصوص الجبهة اللبنانية، رأى الباحث في الشأن الإسرائيلي، أنه لا زال حزب الله يشكل جبهة ضاغطة وخاصة بعد رفعه وتيرة عملياته العسكرية، من خلال إطلاقه رشقات من الصواريخ وعشرات المسيرات الانقضاضية على مدن "نهاريا"، وعكا، وصفد؛ ما رفع من كلفة الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي باتت تطالب الإسرائيليين بضرورة البقاء قرب الملاجئ والأماكن المحصنة لساعات طويلة.

وقدّر سلامة، أن قضية التوصل لوقف إطلاق النار بغزة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، لا يزال بعيداً خلال المرحلة الحالية في ظل تمسك الأطراف بشروطها وخاصة "إسرائيل"، متوقعاً أن يستمر رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، نتنياهو، بالتمسك بشروطه بمفاوضات وقف إطلاق النار بغزة؛ لأجل انتزاع مكاسب وأوراق قوة بالمفاوضات لرفع شعبيته لدى الجهور الإسرائيلي.

photo_5956233085743907321_y

نقل ثقل "إسرائيل" العسكري للبنان

واعتبر أن المعارضة الإسرائيلية لا تزال غير قادرة على الضغط على نتنياهو؛ لإبرام صفقة تبادل بين المقاومة و"إسرائيل"، بالرغم من خروج آلاف المتظاهرين لأجل صفقة تبادل للأسرى.

واعتقد سلامة، أنه في حالة بدء العدو الإسرائيلي حرب على جبهة لبنان فإن الضغط العسكري على قطاع غزة سيتراجع، فالحاجة للقوات المُقاتلة تستدعي نقل مزيد من ثقل القوات إلى المنطقة الشمالية.

جدير ذكره أنه تواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 41,118 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 95,125 آخرين، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

مقاتل من حزب الله على قبضة كورنيت مضاد للدروع
 

كلمات دلالية