جهود لإنقاذ التعليم بغزة

المعلمة إسراء أبو مصطفى توفر التعليم لأطفال غزة عبر "خيمتها الدراسية"

الساعة 01:48 م|09 سبتمبر 2024

فلسطين اليوم

"أماماً جانباً عالياً أسفل" بهذه الأحرف والكلمات وبصوت عالٍ صدحت، بها حناجر الأطفال الذين يعانون من الكبت النفسي والقلق والحرمان، منذ نحو عام، داخل أحد الفصول الدراسية التي أقامتها المعلمة الغزية، إسراء أبو مصطفى، داخل أحد الخيام التي تفتقر إلى أهم الأدوات التعليمية الأساسية اللازمة لأي فصل دراسي، كما مثيله في أي مكان آخر في العالم.

ونتيجة لذلك، تحاول المعلمة أبو مصطفى، للعمل على إبعاد هؤلاء الأطفال والصبية، عن البيئة السلبية التي نتجت عن أصوات القصف الإسرائيلي من خلال الجمع بين ترفيه وتعليم الأطفال، داخل خيمة "فصل دراسي" مُصغر، أقامتها على أنقاض منزلها الذي دمرته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

توفير التعليم للأطفال

وأوضحت المعلمة إسراء، أن خيمتها التعليمية تستهدف الأطفال من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف السادس الابتدائي، سعيًا لتوفير التعليم الذي حرموا منه بسبب توقف العملية التعليمية؛ بفعل الاحتلال.

وقالت أبو مصطفى في مقابلة صحفية: "هناك إقبال ملحوظ من الأطفال على التعليم، حيث يخشى ذووهم من ضياع مستقبلهم"، لافتة إلى أنها بادرت لفتح الخيمة التعليمية على أنقاض منزلها، الذي دمره الاحتلال، "لتقديم الدروس التعليمية والترفيهية للأطفال".

أنشطة ترفيهية

وبحسب المعلمة الشابة، "فإنها بجانب العملية التعليمية، تقوم بتنظيم أنشطة ترفيهية داخل الخيمة لتخفيف الضغوط النفسية التي تعرض لها الأطفال". وفق قولها.

وتقول أبو مصطفى: "بعد نحو عام على اندلاع حرب الاحتلال العدوانية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، لم يكن أمامي سوى استئناف تعليم الأطفال بعد انقطاع الدراسة بسبب الحرب، في ظل ما يعانيه قطاع غزة من شح في المدارس والأماكن المخصصة للدراسة".

المعلمة إسراء أبو مصطفى
 

الأونروا: هناك خطر ضياع الأجيال

وكانت قد حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من خطر "ضياع الأجيال" بغزة لعدم التحاقهم بالمدارس جراء الحرب.

ومن ناحيته، قال المفوض العام "للأونروا"، فيليب لازاريني، "كلما طالت مدة بقاء الأطفال خارج المدرسة، زاد خطر ضياع الجيل ما يغذي مشاعر الاستياء والتطرف".

وأضاف لازاريني: "في غزة أكثر من 70 بالمئة من مدارسنا تم تدميرها أو تضررت".

وتابع قائلاً: "الغالبية العظمى تحولت إلى ملاجئ مزدحمة تؤوي مئات الآلاف من الأسر النازحة ولم تعد صالحة للتعليم".

استهداف 10.000 طالب

وكانت ذكرت وزارة التربية والتعليم العالي في بيان صدر عنها، الأحد، أن عدوان الاحتلال على غزة تسبب في استهداف أكثر من 25,000 طفل ما بين شهيد وجريح، منهم ما يزيد على 10,000 من طلبة المدارس، وسط تدمير 90% من مباني المدارس الحكومية البالغ عدد أبنيتها 307.

وأشارت الوزارة إلى أن العدوان الذي يقترب من إتمام عام كامل، يحرم أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من حقهم التعليم منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يضاف إليهم أكثر من 58 ألفا يُفترض أن يلتحقوا بالصف الأول في العام الدراسي الجديد، فضلا عن 39 ألفا ممن لم يتقدموا لامتحان الثانوية العامة.

وافتتحت وزارة التربية والتعليم قد افتتحت العام الدراسي الجديد 2024/2025، في مدارس الضفة الغربية، فيما حرمت حرب الإبادة المتواصلة على شعبنا في قطاع غزة، طلبة المدارس والجامعات من الالتحاق بالعملية التعليمية، للسنة الثانية.

ويلتحق اليوم أكثر من 806,360 طالبا وطالبة، بـ 2459 مدرسة حكومية وخاصة وتابعة لوكالة الغوث "الأونروا"، في الضفة بما فيها القدس، ويتلقون تعليمهم على يد 51,447 معلما ومعلمة.

خطة لإنقاذ التعليم بغزة

وقال الناطق باسم وزارة التربية والتعليم العالي صادق الخضور، اليوم الإثنين: "إن الوزارة بصدد البدء بخطوات عملية لإنفاذ خطتها المتعلقة بإنقاذ التعليم في قطاع غزة".

ونوه الخضور، إلى الإقبال الكبير الذي شهدته الوزارة على التسجيل ضمن مدارس افتراضية للتعليم الإلكتروني خُصصت لطلبة القطاع، وذلك في إطار ما يمكن تقديمه من تدخلات طارئة، انتظارا لاستقرار الميدان لتنفيذ التدخلات الشاملة.

وأضاف الخضور: "الوزارة أعّدت خططا للعام الدراسي الجديد تحقق تطلعات تقديم الحد الأعلى الممكن من التعليم الوجاهي بما يراعي تطورات الوضع الميداني المرتبطة بانتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستعمرين في الضفة الغربية بما فيها القدس، التي أدت إلى استشهاد 78 طفلا من طلبة المداري، واثنين من الكوادر التعليمية منذ السابع من تشرين الأول الماضي".

جدير ذكره أنه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حُرِم طلبة المدارس والجامعات في قطاع غزة من الالتحاق بالعملية التعليمية، جراء القصف المتواصل على مختلف أنحاء قطاع غزة، في ظل تواصل العدوان واستهداف الأحياء والمربعات السكنية بالكامل.

كلمات دلالية