مع تعثر المفاوضات.. قوات العدو بمحور "نتساريم" ينتظرها "شتاءً ساخناً"!

الساعة 09:37 ص|07 سبتمبر 2024

فلسطين اليوم

مع تعثر المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل" مؤخراً، في أعقاب تعنّت رئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بمطالبه للتوصل لوقف إطلاق نار وصفقة لتبادل الأسرى مع المقاومة فستتجه الأمور نحو التصعيد على محاور القتال على أرض الميدان في قطاع غزة، فيما يُعتقد أن يكون هذا الشتاء ساخناً على جيش الاحتلال بغزة وخاصة محور "نتساريم" الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه ويعتبره العدو الإسرائيلي بمثابة ورقة ضغط على المقاومة بغزة؛ كونه يتحكم في مصير في عودة النازحين لشمال القطاع.

وتُشير المعطيات الميدانية خلال الأيام الأخيرة، وجود حالة من الثبات على التحركات العسكرية الإسرائيلية بمختلف محاور قطاع غزة من شماله حتى جنوبه، فيما يستمر الضغط العسكري لجيش الاحتلال على المحور الجنوبي لمدينة غزة "الزيتون-تل الهوى" في إطار استمرار العدو بتأمين جانبي "محور نتساريم" الذي تعرض خلال الفترة الماضية للعديد من الكمائن النوعية المركبة سواء بالعبوات الناسفة والقنص أو إطلاق قذائف المضادة للدروع، كما تعرض المحور لعدة عمليات إغارة على عدة مواقع يتمركز بها جيش الاحتلال؛ ما كشف ضعف تأمين ظهر هذه القوات التي قد تتعرض للاستهداف من المقاومة في أي لحظة.

"نيتساريم" نقطة ضعف لجيش العدو

ومن وجهة نظر العديد من الخبراء العسكريين، فإن "محور نتساريم" أو "محور الموت" كما تسميه المقاومة الفلسطينية بغزة، يُشكلُ نقطة ضعف لقوات العدو الإسرائيلي؛ كون تعرّض ميمنته وميسرته للعديد من الهجمات، وعمليات الإغارة على مواقعه وأماكن تمركز الجنود في هذه "المنطقة الحساسة".

ووفقاً للخبراء العسكريين الذي أكدوا لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، "أن هذا المحور ومع اقتراب فصل الشتاء فإن الأحوال الجوية في مثل هذا الوقت من العام تشهد حالة من تكون الضباب؛ وهو ما سيساعد عناصر المقاومة من استغلال هذه الحالة للتسلل على داخل "نفوذ" هذا المحور وتنفيذ عمليات إغارة على القوات المرابطة فيه"، والتي يُقدر قوامها بـ"لواء مشاة" بالإضافة لبعض وحدات (الهندسة والاستخبارات والدعم اللوجستي) وغيرها، بعد أن خفّض جيش الاحتلال من تواجده هناك حيث وصل التعداد في فترة ما "فرقة عسكرية".

صورة جوية لمحور نتساريم يظهر بالخط الأحمر

القوات عُرضة للاستهداف

وبحسب الخبراء، فإن "ثبات أي قوات عسكرية على أرض معينة يعني حتماً أنها عُرضة للاستهداف، سواء من خلال عمليات الرمايات الصاروخية والمدفعية وبالمديات التي تمتلكها المقاومة وتناسب مساحة "محور نيتساريم"، أو من خلال "الكمائن النوعية" التي تنفذها المقاومة ضد جيش العدو في المنطقة".

وأمام كل ما سبق من معطيات يبدو أن المقاومة الفلسطينية ستحوّل هذا الشتاء ناراً ولهيباً على جيش الاحتلال بـ"محور نيتساريم"، الذي يتمتع بالعديد من نقاط الضعف التي تمكن المقاومة من امتلاك زمام المبادرة وضرب العدو في مقتل، من خلال العمليات المُباغتة والسريعة، كما يرى الخبراء العسكريين.

فرصة الاتفاق ضئيلة جداً

من جانبها، نقلت «هيئة البث الإسرائيلية»، عن مصادر إسرائيلية وأجنبية، قولها: "إن احتمال التوصّل إلى صفقة تبادل ضئيل جداً، وأن واشنطن والوسطاء يحاولون إيجاد صيغة مناسبة لمقترح التسوية".

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن، القناعة تتعزّز لدى إدارة بايدن بأن لا "حماس" ولا نتنياهو يريدان إبرام صفقة تبادل.

وكشفت المصادر، أن حماس تطالب بإطلاق عدد الأسرى نفسه رغم انخفاض عدد الرهائن الإسرائيليين الأحياء، مبينة أنه لا صفقة في الأفق، لأن كل جانب يرى الآخر غير راغب في التوصّل إلى اتفاق.

وأضافت: "إسرائيل لم تبذل ما في وسعها لتجنب تفويت فرصة التوصل إلى اتفاق، معتبرةً أن المفاوضات الجارية غير جادّة لأنها لا تجري مع حماس بل مع واشنطن والوسطاء".

جدير ذكره أنه نفذت المقاومة الفلسطينية خلال الشهرين الماضيين العديد من عمليات الإغارة والكمائن ضد قوات العدو الإسرائيلي المرابطة في "محور نتساريم" ككمين "البراء" وكمين "تل الهوى"، وغيرهما، وأوقعت فيهم العديد من القتلى والجرحى والخسائر في المركبات والعتاد.

كمين تل الهوى
كمين البراء
كمين البراء 2
 

كلمات دلالية