قصف الأسواق والمحلات.. قرار "إسرائيلي" بإعدام ما تبقى من الاقتصاد في غزة

الساعة 01:07 م|06 سبتمبر 2024

فلسطين اليوم

تعمد كيان الاحتلال "الإسرائيلي" تدمير مناحي الاقتصادي الفلسطيني في قطاع غزة منذ بداية العدوان الهمجي على قطاع غزة، ومن بين القطاعات التي عملت آلة الحرب القاسية على استهدافها كانت الأسواق المركزية والمناطق التجارية مثل سوق الزاوية في قلب مدينة غزة الذي يعد من أقدم الأسواق المركزية في المدينة وأكبرها تاريخياً ويعود لقرون سابقة.

وكرر الاحتلال عمليات القصف والتدمير التي استهدف فيها السوق التاريخي للمدينة، ما تسبب في تدمير شبه كامل لأحد أعرق الأسواق في المدينة، وهو ما تكرر مع عدة أسواق ومحال تجارية أخرى في محافظات القطاع الخمس.

ويعد سوق مخيم جباليا شمالي القطاع أحد الأسواق التي طاولها التدمير الإسرائيلي الكامل حيث عمد الاحتلال على استهدافه إذ إنه كان يمثل مركزاً تجارياً مهما بالنسبة لسكان المنطقة، وكان السوق يخدم خلال فترة الحرب المتواصلة للشهر الحادي عشر على التوالي أكثر من 500 ألف مواطن، إلا أن تدميره ترك أثاراً سلبية على السكان حتى بعد انتهاء الحرب على القطاع.

تدمير ممنهج

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد إذ عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى قصف وتدمير المراكز التجارية والمولات المحدودة في قلب مدينة غزة ما يعكس تدميراً ممنهجًا للقطاع التجاري في غزة منذ بداية الحرب، وتعطيلاً للاقتصاد حتى ما بعد انتهاء الحرب.

وشهدت مدينة غزة وتحديداً شارعي عمر المختار والشهداء التجاريين وسط حي الرمال الراقي تدميراً إسرائيلياً مركزاً للمحال التجارية وقصفاً متكرراً لها ما تسبب في تدمير العشرات من المحال واحتراقها بشكل كامل، وتخريب البنية التحتية للمشاريع التجارية الموجودة في المنطقة.

ووفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن خسائر القطاع التجاري بلغت 1.625 مليار دولار بما يشمل الأسواق والمحلات التجارية والمطاعم والفنادق والمخازن التجارية وغيرها من المنشآت التجارية.

وحسب هذه البيانات فقد قام الاحتلال بتدمير واستهداف وإخراج حوالي 5000 مصنعاً ومنشأة اقتصادية عن الخدمة، خلال الحرب على قطاع غزة، وتشمل هذه المنشآت: المصانع وورش العمل والحرف اليدوية والمشاريع الاقتصادية.

تداعيات كارثية

المختص في الشؤون الاقتصادية، رائد حلس، أكد أن تدمير الاحتلال الأسواق التجارية المركزية مثل سوق الزاوية وسوق جباليا والمولات التجارية في غزة يحمل في طياته تداعيات اقتصادية كارثية.

وقال حلس، إن تدمير الأسواق المركزية يؤثر بشكل كبير على حياة السكان المحليين جراء فقدان الآلاف لفرص عملهم في تلك الأسواق وفقدان مصدر دخلهم وبالتالي ارتفاع معدلات البطالة وتدني القدرة الشرائية.

أضرار مضاعفة

وأضاف أن تقارير البنك الدولي والاتحاد الأوروبي تشير إلى أن قيمة الأضرار الاقتصادية في هذه الحرب تجاوزت الأضرار في حربي 2014 و2021 بأضعاف، وهو ما ينعكس سلبا على حياة المواطن وأحواله المعيشية والخدمات المقدمة له.

وأوضح، أن تدمير الأسواق التجارية المركزية يترتب عليه تأثيرات سلبية على السكان والاقتصاد على حد سواء، مشيرًا إلى أن نزوح التجار والعاملين في هذه الأسواق بعد تدمير بنيتها التحتية ترتب عليه نقص في السلع الضرورية والخدمات الأساسية التي كان يعتمد عليها السكان الذين لم يغادروا غزة.

تدمير الأسواق

ونوه حلس إلى أن تدمير الأسواق المركزية والمولات التجارية يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير نتيجة نقص العرض وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين وهو ما يعاني منه المواطنون في غزة والشمال، مبينًا أن الأسعار وصلت إلى أرقام غير مسبوقة على مستوى العالم.

وبيّن أن تدمير الأسواق التجارية المركزية والمولات يؤدي إلى تراجع الاستثمارات المحلية والأجنبية ما يؤثر سلباً على الاقتصاد المحلي وهو ما حصل حيث تم هروب عدد لا بأس به من رجال الأعمال في غزة ونقلوا أموالهم للخارج.

إعدام مقومات الحياة

في السياق، أكد المختص في الشؤون الاقتصادية محمد أبو جياب، أن تدمير الأسواق المركزية في غزة والأسواق التاريخية تحديداً بالإضافة للمراكز التجارية هو جزء من الحالة القائمة على عملية تدمير مقومات الحياة في غزة.

وأوضح أبو جياب، أن الاحتلال يريد تدمير مقومات البنية التجارية ومنع أي عملية نهوض ممكنة للقطاعات التجارية والقطاعات الاقتصادية ما بعد انتهاء العدوان الحالي على القطاع المتواصل للشهر الحادي عشر.

ولفت أن جيش الاحتلال دمر نحو 90% من مكونات القطاعات التجارية في غزة بشكلِ شامل وليس تدميراً جزئيًا، لمختلف المكونات سواء من أسواق تاريخية أو مراكز تجارية حديثة.

وحول استعادة النشاط التجاري، أشار إلى أن الخسائر بمئات الملايين من الدولارات على صعيد البنية التحتية لهذه الأسواق والمراكز التجارية، مؤكدًا أن عملية استعادة النشاط التجاري ستستغرق وقتاً طويلاً في ظل الخسائر الهائلة.

ويشن الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانًا همجيًا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، ما أسفر عن استشهاد نحو 40 ألفًا و878 شهيدا، فيما بلغت حصيلة المصابين 94 ألفا و454 جريحا أُصيبوا بإصابات متفاوتة الخطورة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بينما لا يزال مئات الضحايا تحت الأنقاض. وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة.

 

كلمات دلالية