جبهة الشمال .. الحرب التي يفضل الجميع نسيانها

الساعة 01:50 م|04 سبتمبر 2024

فلسطين اليوم

حاول أن تسأل نفسك هل سمعت هذا الأسبوع عن "يوهاي" رئيس فريق الطوارئ في مستوطنة كفار يوفال الذي أصيب يوم الأحد بإصابات حرجة بصاروخ مضاد للدروع؟ وعن طلاب المدرسة الإبتدائية من مستوطنة عين يعقوب في مستوطنة الجليل الغربي الذين هربوا من الحافلة إلى الملجأ هذا الأسبوع أثناء انطلاق صفارات الإنذار؟ هل سمعتم أيضاََ؟ على الرغم من أن موجة الأحداث القتل المروع للمختطفين الستة في غزة، والهجمات في الضفة الغربية والعملية العسكرية في جنين و مظاهرات بمئات الآلاف وإضراب واحد قصير كل ذلك لا يبرر تجاهل الواقع اليومي في الشمال .

ولكن دعونا نضع ذلك جانباََ للحظة' ظهر رئيس الوزراء هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ أشهر، أمام الجمهور الإسرائيلي باللغة العبرية وأجاب على الأسئلة .. استغرق الأمر ما يزيد قليلاََ عن 25 دقيقة حتى ذكر الشمال والسكان الذين تم إجلاؤهم قبل 11 شهراََ وإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار والصواريخ التي لا تتوقف، وماذا سمعنا ؟ شعارات! نحن ملتزمون بأمن الحدود الشمالية وبتغيير الواقع الاختبار أمامنا، وبالطبع يمكن أن يتم ذلك بطريقة سياسية وإذا لم يحدث فبطريقة أخرى، لكنني لن أقل لكم متى الجداول الزمنية" .. دقيقتان فقط خصصهما للشمال دون أي أفق في النهاية.

قبل ساعات قليلة فقط من نفس اليوم صوتت لجنة المالية في الكنيست على اقتطاع 400 مليون شيكل من الميزانيات المخصصة لإعادة تأهيل الشمال في مجالات التجديد الحضري وميزانيات إعادة التأهيل وحتى جامعة كريات شمونة التي وعدوا بإنشاءها . وتهدف هذه الأموال بالمناسبة إلى تمويل عملية الإخلاء المستمرة للسكان الذين لا يستطيعون العودة إلى منازلهم.

حتى الميزانيات الموجودة لا تستخدم وهي تنتظر "إدارة الشمال" برئاسة اللواء - إليعازر تشاني، الذي لم يظهر بعد ثمانية أشهر من تعيينه على الأرض.

الحقيقة يجب أن تقال بوضوح الشمال ليس على جدول أعمال "دولة إسرائيل" لا في المجال السياسي ولا في المجال الأمني. "الهجوم الكبير" الذي قام به حزب الله، والذي تم إحباطه قبل أسبوعين، كشف لنا أن الجيش كان لديه خطة هجومية من 100 طائرة خلال ساعة ضد أهداف كثيرة في جنوب لبنان .متى تم تنفيذها؟ عندما كان هناك تهديد بإطلاقها باتجاه وسط البلاد لماذا كان عليها أن تنتظر 11 شهراً حتى يتم تنفيذ مثل هذه العملية؟ بعض هذه الخطط لتدمير آلاف الأهداف الأخرى لحزب الله تنتظر في الدرج بينما تم بالفعل إخلاء الشمال جزئياً؟ فالأضرار تتراكم.

هناك الكثير من الإسرائيليين الذين يعتقدون أن نصر الله شخص يثقون به لذا انتبهوا إلى ما قاله بعد هجومنا الواسع: لقد انتهينا من الرد على اغتيال رئيس الأركان لدينا فلننهي الحدث الكبير ونعود إلى إطلاق النار بالقرب من الحدود فقط. بمعنى آخر: حزب الله يشعر بالقلق والخوف من نشاط إسرائيلي واسع النطاق، ويريد مواصلة حرب الاستنزاف في الجليل.

في هذه اللحظة: الخوف الأكبر لكل مستوطن في الشمال هو أن يتوقف حزب الله في يوم من الأيام عن إطلاق النار، لأن الحكومة ستقول حينها أن السلام والأمن قد عادا وسيطلب من السكان أن يصدقوا أن شيئا ما قد تغير بالفعل.

وحتى الآن تظهر بيانات المجالس المحلية هجران مئات العائلات من الجليل، خاصة تلك التي لا تملك منزلاً أو مزرعة تحتاجها لمواصلة كسب عيشها. 

في الواقع الحالي: ستزداد الأعداد وسيبقى الجليل منطقة يسكنها فقط أولئك الذين لا يستطيعون توفير بديل أكثر أماناََ في كل يوم يمر، تخسر دولة "إسرائيل" شمالها، ولم يعد هذا كلاما مبتذلاََ. 

لقد سئم السكان من الشعارات والتصريحات الجوفاء لقد حان الوقت، وحان الوقت لمن يتحمل المسؤولية أن يتعامل مع الوضع وعدم الاستمرار في تأجيل العلاج إلى أجل غير معلوم.

 

القناة 12 العبرية